أبشروا يا أمه سيدنا محمد

 

هل تعلم ان سيدنا رسول الله قد دعا لنا ليس أنا وأنت فقط ولكن دعا لأمته كلها، لقد دعا لنا لعلمه بحالنا وضعفنا وقلة صبرنا على الطاعةة، وقلة صبرنا عن المعصية، دعا لنا لعلمه بكثره الفتن وقسوة القلوبة، فبماذا دعا لنا؟

أخرج البيهقى عن العباس بن مرادس أن رسول الله دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة فأكثر الدعاء، فأوحى الله إليه أنى قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضاً، وأما ذنوبهم فيما بينى وبينهم فقد غفرتها، فقال (يارب، أنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيراً من مظلمته وتغفر لهذا الظالم)، فلم يجبه تلك العشية، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه الله تعالى {إنى قد غفرت لهم} فتبسم رسول الله ، فقال له بعض أصحابه: يارسول الله تبسمت فى ساعة لم تكن تتبسم فيها، قال (تبسمت من عدوا الله إبليس، إنه لما علم أن الله قد استجاب لى فى أمتى أهوى -أسرع- يدعو بالويل والثبور، ويحثو التراب على رأسه).

اللهم أجعلنا من أمه سيدنا محمد اللهم ارزقنا قلوب تحب سيدنا محمد وآله محبه صادقة لأنه بنا رؤف رحيم

وقد دعا لأمته فى موطن أخر، أخرج ابن وهب عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله تلا قول إبراهيم ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ إبراهيم 36، وقول عيسى ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ المائدة 118، ثم رفع يديه ثم قال (اللهم أمتى، اللهم أمتى) وبكى، فقال الله: اذهب ياجبريل إلى محمد –وربك أعلم– وسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله ما قال، فقال الله: اذهب إلى محمد فقل له: إنا سنرضيك فى أمتك ولا نسوؤك كذا فى الثفاسير لابن كثير ودعا لنا مره أخر.

أخرج الطبرانى عن أنس قال: قال دعا رسول الله لأمته فقال (اللهم أقبل بقلوبهم على طاعتك، وحط من ورائهم برحمتك)، بل أنه يدعوا للأمته فى كل صلاة.

أخرج البزار عن السيده عائشة أم المؤمنين وأرضها قالت: رأيت من النبى طيب النفس قلت: يارسول الله، ادع لى، قال (اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وما أسرت وما أعلنت) فضحكت عائشة حتى سقط رأسها فى حجرها من الضحك، فقال رسول الله (أيسرك دعائى؟)، فقالت: وما لى لا يسرنى دعاؤك؟ فقال (والله إنها لدعوتى لأمتى قى كل صلاة).

اخوتى فى الله كيف نوفى سيدنا رسول الله حقه بعد ما سمعنا كم كان يدعوا لنا وما ذكرناه هو أقل القليل فيما لم نذكره ولنتذكروا قول الله ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى الشورى 23، فقد دعا سيدنا محمد لآل بيته ودعا لمن أحبهم من أمته.

أخرج البزار عن زيد بن بثيع وسعيد بن وهب وعمرو بن ذى مر قالوا: سمعنا علياً يقول: نشدت الله رجلاً سمع رسول الله يقول يوم غدير خم -موضع بين مكة والمدينة- لما قام، فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أن رسول الله قال (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟) قالوا: بلى يارسول الله، قال: فأخذ بيد على فقال (من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من يبغضه، وأنصر من نصره، وأخذل من خذله) وفى هامش المجمع: أخرج له البخارى أيضاً وعند الطبرانى عن ابن عباس بلفظ (اللهم أعنه وأعن به، وأرحمه وأرحم به، وأنصره وأنصر به، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) -يعنى علياً – كذا فى المنتخب وعند الحاكم عن على مرفوعاً (اللهم ثبت لسانه واهد قلبه) وعن بن عباس بلفظ (اللهم اهده للقضاء) كما فى المنتخب.

هذا ما قاله سيدنا على ودعا له ودعا لمن والاه وأحبه ونصره ودعا على من عاداه ومن يبغضه وخذله.

اللهم أجعلنا من الذين يوالون سيدنا على ويحبونه وينصرونه وذريته إلى يوم الدين اللهم آمين.

أخرج البزار عن ابن مسعود أن النبى قال للحسن والحسين (اللهم إنى أحبهما فأحبهما، ومن أحبهما فقد أحبنى، فى هذا الحديث معناً عالى جداً فى قوله (ومن أحبها فقد أحبنى)، فحب المؤمن لسيدنا الحسن وسيدنا الحسين يدل على صدق محبته لسيدنا رسول الله .

وعنه أيضاً عن أبى هريره بلفظ (اللهم إنى أحبهما فأحبهما)، وهكذا أخرجه النسائى وابن حبان عن أسامة وزاد فى أخره (وأحب من يحبهما)، وفى أوله (هذان ابناى وابنا ابنتى)، كما فى المنخب، وأخرجه ابن أبى شيبه والطيالسى عن أبى هريرة مثل حديثه الأول وزادا (وأبغض من أبغضهما)، كما فى المنخب، أى أنه قد نسب سيدنا الحسن وسيدنا الحسين إليه بقوله (هذان ابناى وابنا ابنتى)، ودعا لهما بقوله (اللهم إنى أحبهما فأحبهما)، وأشار إلى المؤمنين من أمته بقوله (وأحب من يحبهما)، وأشار إلى المنافقين بقوله (وأبغض من أبغضهما).

اللهم أرزقنا حب الحسنين وأختهما السيدة زينب وأمهم وأبيهم وجدهم سيدنا رسول الله وارزقنا صحبتهم فى الأخره وارزقنا النظر لوجهك الكريم اللهم آمين.

التلميذ

 

 

 

الكرامات وخوارق العادات 1

فى أولياء الأمم السابقة

 

الحمد لله الذى خص أوليائه بخصال المصطفى العدنان وأسبغ عليهم النعم فى ظواهرهم وبواطنهم وأتم عليهم فضله وزادهم قربا ومنحهم الرضا والرضوان وفتح لهم أبواب الانابة والايابة وخصهم بالهداية والارشاد وأجرى على أيديهم الكرامات وجعلهم نجوما يهتدى بها من ضل فى الوديان فمنهم من سبق فى الزمان ومنهم من يختم به الامر الذى بدء ومنهم الذين اصطفاهم الله ومنهم الذين اجتباهم ومنهم السابقون فى الاسلام ومنهم المقربون الى حضرة صاحب المقام المحمود والحوض المورود واللواء المعقود سيد ولد عدنان فهولاء وأمثالهم وأضرابهم قال الله فيهم ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾ فمنهم أهل البيت ومنهم الصحب الكرام ومنهم الأقطاب والنجباء والبدلاء والعلماء والأوتاد والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا اللهم أرزقنا رفقتهم وصحبتهم ومعيتهم فى الدارين.

والكرامة هى أمر خارق للعادة يظهره الله تبارك وتعالى على يد عبد صالح ظاهر الصلاح طهر باطنه وأصلح ظاهره متمسكا بشريعة نبى او رسول مقتفى أثره يملاء قلبه المحبة والمودة للمؤمنين الصالحين مشفقا رحيما على الخلائق أجمعين.

ذكرت كرامات الصالحين فى القران الكريم فى عدة مواطن وفى عدة أزمنة مختلفة نسرد منها اليسير على سبيل الحجة والدليل والبرهان.

من كرامات الصالحين فى القران الكريم قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح سيدنا الخضر وقد ورد ذكرها مطولا فى تفسير سورة الكهف وكيف أجرى الله تبارك وتعالى الكرامة وخوارق العادة على يد الولى الصالح سيدنا الخضر من خرقه للسفينة ومعرفته بالملك الظالم الذى يأخذ كل سفينة عنوة وغصبا، وكيف انه قتل الغلام الصغير الذى لم يبلغ الحلم بعد وأخبر سيدنا الخضر ان الله تبارك وتعالى سوف يعوض والديه المؤمنين بولد خير منه يكون صالحا، وأخبر سيدنا الخضر بالكنز المدفون تحت الجدار وأخباره بأصحاب الكنز ومعرفته حالهم من اليتم وأخبر أيضا عن الجد السابع لهولاء اليتيمين أنه كان رجلا صالحا وكان أبوهما صالحا فكل هذه الخوارق هى من الكرامات التى أجراها الله تبارك وتعالى على يد سيدنا الخضر فى حضور نبى ورسول ومن أولى العزم من الرسل هو سيدنا موسى.

ومن كرامات الصالحين ايضا التى ورد ذكرها فى القران الكريم قصة الصالحة الطائعة التقية السيدة مريم بنت عمران رضوان الله تعالى عليها والمعروف والمشهور انه لا توجد سيدة من الرسل أو الانبياء، وإنما جاء ذكر السيدة مريم فى القران بأنها صديقة والصديقية من درجات الاولياء، كانت السيدة مريم تقيم فى محرابها للتعبد فى بيت سيدنا زكريا بعد أن كفلها، فكلما دخل عليها سيدنا زكريا المحراب وجد عندها فاكهة الشتاء فى وقت الصيف ووجد عندها فاكهة الصيف فى وقت الشتاء وهى من كراماتها التى جرت على يديها، كما انه ورد فى القران الكريم كلام الملائكة للسيدة مريم وهى فى محرابها ﴿وإذ قالت الملائكة يا مريمُ إن الله اصطفاك وطهَّرك واصطفاك﴾. الاية وهذه كرامات أجراها الله تبارك وتعالى على يد الصالحة السيدة مريم بنت عمران عليها من الله الرضوان .

ومن كرامات الصالحين التى ورد ذكرها فى القران الكريم قصة أهل الكهف كانوا قوما صالحين مدحهم الله فى كتابه العزيز بأنهم فتية آمنوا بربهم وزادهم الله هدى ورشاد وكانوا بعد زمن سيدنا عيسى خافوا على إيمانهم ففروا بدينهم من ملك ظالم فدخلوا كهفا فلبثوا فيه بلا طعام ولا شراب فناموا ثلاثمائة سنين وتسعا ومع هذه المدة الكبيرة من النوم كانوا يتقلبون على جنوبهم ولم تستطع الارض ان تأكل اجسادهم أو تبليهم او تصبهم بالعاهات او العلل والامراض طيلة هذا الفترة وهم نيام وهى كرامه لهم مع الكرامة الاخرى النوم هذه الفترة الزمنية الطويلة بلا طعام ولا شراب والتى تعدت ثلاث مائة عام فهذه كرامة من الله أجراها على ايدى اوليائه الصالحين من امة سيدنا عيسى.

ومن كرامات الصالحين ايضا التى ورد ذكرها فى القران الكريم قصة الرجل الصالح سيدنا آصف بن برخيا كاتب سيدنا سليمان ووزيره فمن كرامات سيدنا آصف بن برخيا أنه لما أرادت السيدة بلقيس ملكة سبأ باليمن ان تأتى الى سيدنا سليمان الى بيت المقدس مسلمة له مؤمنة برسالته بعد قصة الهدهد والهدايا التى ارسلتها الى سيدنا سليمان أراد سيدنا سليمان أن يأتى بعرش ملكة سبأ من اليمن الى بيت المقدس قبل أن تصل الملكة اليهم فقال لجنوده أيكم يأتنى بعرشها قبل ان يأتونى مسلمين فقام أحد العفاريت وكان رئيسا انا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك – فاراد سيدنا سليمان ان تكون المدة الزمنية لمجىء عرش الملكة بلقيس اليه اسرع من ذلك فقام الولى والعبد الصالح آصف بن برخيا فقال انا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك، فقال آصف بن برخيا مخاطبا سيدنا سليمان: انظر إلى السماء، فنظر إليها، فدعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتى الله بعرش بلقيس ملكة سبأ من أرض اليمن إلى بيت المقدس فأتى به، فرد سليمان طرفه فوجده بين يديه فهى كرامة من الله تبارك وتعالى أجراها على يد وليا من أوليائه الصالحين وهو آصف بن برخيا وصفه الله فى كتابه العزيز بأن عنده علما من الكتاب والمقصود انه لديه بعضا من علم الكتاب وليس كله.

ويكفى أمة الحبيب المصطفى فخرا ان الله تبارك وتعالى فضلها على سائر الامم السابقة كرامة وفضلا للرسول المعظم الخلق فقال الله تعالى فى فضلها ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس﴾ آل عمران:  110.

وان شاء الله بالود نتلقى فى عدد قادم مع كرامات الصحابة .

إبراهيم جعفر

 

من شُعب الإيمان

الحيـاء

من الأخلاق الرفيعة التى أمر بها الإسلام وأقرها ورغب فيها الحياء، والحياء صفة من صفات الله ففى الحديث الصحيح (إن الله حيى ستير يحب الحياء والستر) رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائى.

والحياء صفة من صفات الأنبياء فقد وصف النبى سيدنا موسى (إن موسى كان رجلاً حيياً ستيراً، لا يرى من جلده شئ استحياء منه)، وكان القدوة والمثل الأعلى فى الحياء عن أبى سعيد الخدرى قال: كان النبى أشد حياء من العذراء فى خدرها فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه فى وجهه.

وقد كانت العذارى مضرب المثل فى الحياء ففى قصة سيدنا موسى حين ورد ماء مدين فقال تعالى ﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾ القصص 25، ﴿قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ﴾ القصص 25، لَنَا قال ابن كثير: وهذا تأدب فى العبارة، لم تطلبه طلباً مطلقاً لئلا يوهم ريبة، أى: ليثيبك ويكافئك على سقيك لغنمنا، فكان جزاء الحياء أن أختارها الله زوجة لسيدنا موسى.

أما عن حياء الصحابة فقد كان سيدنا أبو بكر الصديق قال يوماً وهو يخطب: أيها الناس استحيوا من الله، فوالله ما خرجت لحاجة منذ بايعت رسول الله أريد الغائط إلا وأنا مقنع رأسى حياء من الله.

وها هو سيدنا عثمان الذى قال فيه (ألا استحى من رجل تستحى منه الملائكة) رواه مسلم.

هذا ياأختاه إن خُلق الحياء إذا اكتمل اكتملت باقى شعب الإيمان، فقد قال (الحياء والإيمان قُرِناً جميعاً، فإذا رُفع أحدهما رُفعَ الآخر) رواه الحاكم.

والسر فى كون الحياء من الإيمان: أن كلاً منهما دافع إلى الخير صارف عن الشر مبعدٌ عنه؛ فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصى والمنكرات، والحياء يمنع صاحبه من التفريط فى حق الرب والتقصير فى شكره، ويمنع صاحبه كذلك من فعل القبيح أو قوله اتقاء الذم والملامة.

وفى الصحيحين: أن النبى مر على رجل يعظ أخاه فى الحياء أى يعاتبه؛ لأنه أضر به فقال له الرسول (دعه فإن الحياء من الإيمان)، فقد أمر الرسول ذلك الرجل أن يترك أخاه ويبقيه على حيائه ولو منع صاحبه من استيفاء حقوقه؛ إذ ضياع حقوق المرء خير له من أن يفقد حياءه الذى هو من إيمانه وميزة إنسانيته وخيريته.

فالحياء من الله يكون باتباع الأوامر واجتناب النواهى، وفى الحديث الذى رواه الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود قال: قال لنا رسول الله (استحيوا من الله حق الحياء)، قال: قلنا يارسول الله، إنا نستحى والحمد لله، قال (ليس ذلك، ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء).

إن الحياء من الله يكون باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه ومراقبة الله فى السر والعلن، وقد قال رسول الله (استحى من الله تعالى كما تستحى من الرجل الصالح من قومك)، عن أبى هريرة أن رسول الله قال (اللهم لا تدركنى أو لا أدرك زمان قوم لا يتبعون العليم ولا يسحيون من الحليم قوم قلوبهم الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب) أخرجه البخارى ومسلم والترمذى.

ومن حكايات التابعين: يحكى أن الجنيد كان جالساً مع رويم والجريرى وابن عطاء فقال الجنيد: ما نجا من نجا إلا بصدق الملجأ قال الله ﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ﴾ التوبة 118، وقال رويم: ما نجا من نجا إلا بصدق التقى قال الله تعالى ﴿وَيُنَجِّى اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ﴾ الزمر 61، قال الجريرى: ما نجا من نجا إلا بمراعاة حق الوفاء قال الله ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾ الرعد 20،

وقال ابن عطاء: ما نجا من نجا إلا بتحقيق الحياء قال الله ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى﴾ العلق 14، سُئل الجنيد عن الحياء فقال: رؤية الآلاء ورؤية التقصير فيتولد من إن كنت حراً كريماً عبداً شكوراً فكيف وقد حذرك.

نسأل الله العزيز القدير ذا العرش المجيد أن يعصمنا من قبائحنا، وأن يستر عوراتنا ويغفر زلاتنا ويقينا شرور أنفسنا وشر الشيطان وشركه؛ اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن؛ سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

المحبة فى الله

المصدر: شعب الإيمان للبيهقى، تفسير ابن كثير

 

من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع صفحات الصوفية فى موقع الطريقة البرهانية.

أسرة التحرير