الصحابى الجليل:

سعد بن معاذ الانصارى

 

عن فضائل الأنصار قال الحبيب المصطفى (فوالذى نفسى بيده، لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار) رواه الإمام أحمد، ومن الأنصار سيدا من سادات الصحابة بل سيد الأنصار وسيد الأوس ألا وهو سيدنا سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصارى وأرضاه .

وعن محبتهم يروى لنا ابن ماجه فى صحيحه وأبو داود أن رسول الله قال (لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولا صلاة لمن لم يصل على النبى، ولا صلاة لمن لم يحب الأنصار).

ولما أراد الله سبحانه وتعالى أن يدخل محبة الحبيب المصطفى إلى قلب سيدنا سعد بن معاذ وتعم أركانه نور الإيمان وكان ذلك قبل الهجرة النبوية سمع أهل مكة هاتفا يطوف فى أرجائها وهو يقول:

فإن يسلم السعدان يصبح محمد             بمكة لا يخشى خلاف المخالف

فظن أهل مكة أن الهاتف يريد القبيلتين سعد هزيم من قضاعة وسعد بن زيد مناة بن تميم.

فسمعوا الهاتف يقول مرة أخرى:

فيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا          ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف

أجيبا إلى داعى الهدى وتمنيا                  على الله فى الفردوس منية عارف

فعرف أهل مكة أن المراد هما سيد الخزرج (سعد بن عبادة) وسيد الأوس (سعد بن معاذ).

وفى هذه الأثناء كان سيدنا سعد بن معاذ يجلس بين قومه حينما سمعوا أن سيدنا مصعب بن عمير ومعه سيدنا أسعد بن زرارة الخزرجى وهو ابن خالة سيدنا سعد بن معاذ قد دخلوا إلى حى من أحياء الأوس وهم قوم بنى عبد الأشهل، فأرسلوا صاحبهم سيدنا أسيد بن حضير إليهم ليمنعهم من الجلوس عندهم، فلما أن وصل إليهم وأشرق نور المحبة إلى قلبه سمع كلام سيدنا مصعب بن عمير وتلى عليه القرآن فأسلم وقال لهما: إن ورائى رجل إن اتبعكم لم يتخلف عنه أحد من قومه، وسأرسله إليكما الآن وهو سعد بن معاذ، ثم انصرف إلى سعد فرجع إلى قومه فقالوا والله لقد جاءنا بوجه غير الذى ذهب به.

وهنا أراد سيدنا أسيد بن حضير أن يذهب سيدنا سعد بن معاذ إليهم لكى يسمع منهم، فماذا يفعل؟ فاحتال حيلة ذكية، فعندما وقف على النادى قال له سعد: ما فعلت؟ قال: كلمت الرجلين فوالله ما رأيت بهما بأسا وقد نهيتهما فقالا نفعل ما أحببت، وإن بنى حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه لأنهم عرفوا أنه ابن خالتك.

فقام سعد مغضبا فأخذ الحربة من يده وقال: والله ما أراك أغنيت عنا شيئا، ثم خرج إليهما، فلما رآهما سعد مطمئنين، عرف أن أسيدا إنما أراد منه أن يسمع منهما، فوقف عليهما ثم قال لأسعد بن زرارة: يا أبا أمامة أما والله لولا ما بينى وبينك من القرابة ما رمت منى هذا، أتغشانا فى ديارنا بما نكره، فقال له مصعب بن عمير أو تقعد فتسمع، فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره، فقال سعد بن معاذ: أنصفت، ثم ركز الحربة وجلس، فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن، فأسلم من فوره.

ثم أخذ حربته فأقبل عامدا إلى نادى قومه ومعهم أسيد بن حضير، فلما رآه قومه مقبلا قالوا: لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذى ذهب به، فلما وقف عليهم قال: يا بنى عبد الأشهل كيف تعلمون أمرى فيكم؟ قالوا سيدنا وأفضلنا رأيا وأيمننا نقيبة "أى مبارك النفس ناجح الأمر" قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم على حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله، فما أمسى فى دار بنى عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما أو مسلمة.

ومن هنا بدأت خدمة سيدنا سعد بن معاذ لدين الحبيب المصطفى ، فكان إسلامه خير وبركة على المسلمين فهو أسلم على يد سيدنا مصعب بن عمير وجعل جميع أهله يدخلون الإسلام وكسر الأصنام التى كانت حولهم ثم جعل سيدنا مصعب بن عمير ضيفا عليه وهيأه وسانده لنشر الدعوة.

وعندما هاجر الحبيب المصطفى إلى المدينة واستقبله سيدنا سعد بن معاذ مع باقى الأنصار أحسن استقبال فرحين مهللين مستبشرين بهجرة الحبيب ، ولما أخى بين المهاجرين والأنصار آخى النبى بين سيدنا سعد بن معاذ وسيدنا سعد بن أبى وقاص رضى الله عنهم وعن سائر المهاجرين والأنصار.

وقد ذكر ابن ماجه أن سيدنا عبد الله بن الزبير قال: أفطر رسول الله عند سعد بن معاذ فقال: (أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة).

ولما كانت غزوة بدر حمل سيدنا سعد بن معاذ لواء الأنصار فى هذه الغزوة المباركة، ولما استشار النبى أصحابه ويخص منهم الأنصار ليعرف رأيهم ومناصرتهم إياه، فلما قام سيدنا المقداد بن عمرو وهو من المهاجرين فقال: يا رسول الله امض لما أمر الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب انت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فو الذى بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى نبلغه، فقال له رسول الله خيرا ودعا له بخير، ثم قال أشيروا على، وإنما قصد الأنصار، فقام سيدنا سعد بن معاذ وقال: لعلك تريدنا يا رسول الله، فقال: أجل، فقال: فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، والذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر فى الحرب، صدق فى اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله تعالى، فسَر النبى بقوله سرور شديدا.

ثم أن سيدنا سعد بن معاذ قال لرسول الله ، لما التقى الناس يوم بدر: يا رسول الله، ألا نبنى لك عريشًا تكون فيه، ونُنِيخ إليك ركائبك، ونلقى عدونا، فإن أظفرنا الله عليهم وأعزنا فذاك ما نحب، وإن تكن الأخرى فتَجلس على ركائبك، وتلحق بمن وراءنا من قومنا، فقد والله تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد لك حبا منهم، لو علموا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك، ويوادونك وينصرونك.

فأثنى عليه رسول الله خيرًا، ودعا له به، فبُنِى له عريش، فكان فيه رسول الله والصديق أبو بكر .

وفى غزوة أحد قاتل سيدنا سعد بن معاذ قتالا شديدا وثبت مع النبى فيمن ثبت من الصحابة أجمعين.

وفى غزوة الخندق "الأحزاب" كانت أم المؤمنين السيدة عائشة تجلس مع أم سيدنا سعد فى حصن قوم سيدنا سعد ، وهو من أشد حصون المدينة.

وقد أصيب فى هذه الغزوة وكان جرحه شديد، ومن شدة محبة المصطفى له، فقد جعل له خيمة فى مسجده الشريف كى يتداوى فيها، وحتى يعوده المصطفى ويكون محلا لقربه وجعل على الخيمة السيدة رفيدة كى تمرضه وترعاه، وكانت تداوى الجرحى، وقال (اجعلوه فى خيمة رفيدة حتى أعوده من قريب).

ولما أصيب قال:

اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقنى لها، فإنه لا قوم أحب إلى أن أجاهد من قوم آذوا رسولك وأخرجوه وكذبوه، اللهم إن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لى شهادة ولا تمتنى حتى تقر عينى من بنى قريظة، فكان كما طلب وأراد، وقد استجاب الله دعاءه.

 فحينما فرغ من غزوة الأحزاب أتاه سيدنا جبريل وأمره بالمسير إلى بنى قريظة لأنهم حاربوه وتحزبوا عليه وخانوا العهد والميثاق المبرم بينهم فى عدم الاعتداء أو الاشتراك فى الاعتداء على المسلمين، فأمر رسول الله مناديا، فأذّن فى الناس (إن من كان سامعا مطيعا فلا يصلينّ العصر إلا فى بنى قريظة) وقدّم رسول الله سيدنا على بن أبى طالب برايته إلى بنى قريظة، ففتح الله لهم بنى قريظة وتمكنوا منهم فأمر رسول الله أن يُحَكَّم فيهم سيدنا سعد بن معاذ بما يراه.

فحملوا سيدنا سعد بن معاذ على دابته وهو مصاب إلى بنى قريظة كى يحكم فيهم بحكم الله، فلما انتهى إلى مجلس رسول الله قال (قوموا إلى سيدكم).

وهنا حدثه بعض الناس أن يلين فى الحكم فيهم وأكثروا إليه الكلام، فقال : لقد آن لسعد أن لا يأخذه فى الله لومة لائم، وحكم فيهم بحكمه، وبعد حكمه قال له الرسول (لقد حكمت فيهم بحكم الله ورسوله).

واستجاب الله دعائه فى اهل مكة وقريش حيث انه لما انصرف أهل الخندق عن الخندق قال رسول الله لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا ولكنكم تغزونهم. رواه الامام أحمد عن محمد بن أسحاق فكان كذلك.

وعن عبد الله بن شداد يقول: دخل رسول الله، ، على سعد بن معاذ وهو يكيد بنفسه فقال: جزاك الله خيرا من سيد قوم فقد أنجزت الله ما وعدته ولينجزنك الله ما وعدك.

ومما ذكر صاحب الطبقات الكبرى أنه لما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فثقل، حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة، وكانت تداوى الجرحى، فكان النبى ، إذا مر به يقول: كيف أمسيت؟ وإذا أصبح قال: كيف أصبحت؟ فيخبره، حتى كانت الليلة التى نقله قومه فيها، فثقل فاحتملوه إلى بنى عبد الأشهل إلى منازلهم، وجاء رسول الله ، كما كان يسأل عنه، وقالوا قد انطلقوا به، فخرج رسول الله ، وخرجنا معه فأسرع المشى حتى تقطعت شسوع نعالنا وسقطت أرديتنا عن أعناقنا، فشكا ذلك إليه أصحابه: يا رسول الله أتعبتنا فى المشى، فقال (إنى أخاف أن تسبقنا الملائكة إليه فتغسله كما غسلت حنظلة).

وفى رواية فلما انقضى شأن بنى قريظة انفجر لسعد ابن معاذ جرحه فمات منه وأتى جبريل النبى من الليل معتجرا بعمامة "يلفها على رأسه" من استبرق فقال يا محمد من هذا الذى فتحت له ابواب السماء واهتز له العرش؟ قال فقام رسول الله سريعا يجر ثوبه إلى سعد بن معاذ فوجده قد مات.

وفى رواية للإمام أحمد قال: عن رجل من الأنصار قال: لما قضى سعد بن معاذ فى بنى قريظة رجع فانفجرت يده دما، فبلغ ذلك النبى فأقبل فى نفر معه، فدخل عليه، فجعل رأسه فى حجره، فقال (اللهم إن سعدا قد جاهد فى سبيلك وصدق رسولك وقضى الذى عليه، فاقبل روحه بخير ما تقبلت به الأرواح).

وذكر ابن سعد فى الطبقات عن أبى سفيان بن أسلم بن حريس قال: رأيت رسول الله ونحن على الباب نريد أن ندخل على أثره فدخل رسول الله وما فى البيت أحد إلا سعد مسجى. قال فرأيته يتخطى فلما رأيته وقفت، وأومأ إلى: قف، فوقفت ورددت من ورائى، وجلس ساعة ثم خرج فقلت: يا رسول الله ما رأيت أحدا وقد رأيتك تتخطى، فقال رسول الله (ما قدرت على مجلس حتى قبض لى ملك من الملائكة أحد جناحيه فجلست)، ورسول الله يقول (هنيئا لك أبا عمرو، هنيئا لك أبا عمرو، هنيئا لك أبا عمرو).

وفيما ورد فى الصحيحين عن سيدنا جابر قال: قال (اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ).

وقال رسول الله فيما ذكر ابن عائذ لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا سعدا ما وطئوا الأرض إلا يومهم هذا، وفى رواية الإمام أحمد أن رسول الله قال يوم مات سعد (لقد نزل سبعون ألف ملك، شهدوا جنازة سعد بن معاذ ما وطئوا الأرض قبل يومئذ). وفى رواية الديلمى عن عبد الرحمن بن عوف قال رسول الله (لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد ما وطئوا الأرض قبل اليوم).

وأورد صاحب كنز العمال عن السيدة عائشة أنها قالت: ما كان أحد أشد فقدا على المسلمين بعد رسول الله وصاحبيه من سعد ابن معاذ. وكانت أمه تبكى عليه وهى تقول:

ويل أم سعد سعدا  ...  براعة ونجدا ... بعد أياد يا له ومجدا ... مقدما سد به مسدا

فقال رسول الله، (كل البواكى يكذبن إلا أم سعد). وقد أخرج الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد بن سكن قالت: لَمَّا تُوُفِّىَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ صَاحَتْ أُمُّهُ فَقَالَ النَّبِىُّ أَلَا يَرْفَأُ دَمْعُكِ وَيَذْهَبُ حُزْنُكِ فَإِنَّ ابْنَكِ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللهُ لَهُ وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ.

ويحدثنا سيدنا سعد بن ابى وقاص أن حضرة رسول الله قبض ركبته فى غسل سعد وقال (دخل ملك فلم يكن له مكان فأوسعت له).

وقد ذكر الإمام أحمد فى فضائل الصحابة عن عبد الله بن شداد أن النبى عاد سعد بن معاذ فدعا له، فلما خرج من عنده مرت به ريح طيبة فقال (هذا روح سعد قد مر به) وحين وضع فى قبره قالوا: يا رسول الله إن سعدا كان رجلا بادنا وإنا وجدناه خفيفا، فقال رسول الله (أحسبتم أنكم حملتموه وحدكم، أعانتكم عليه الملائكة) وفى رواية ابن سعد قال (والذى نفسى بيده لقد كانت الملائكة تحمل سريره).

وابن سعد فى الطبقات عن أبى سعيد الخدرى قال: كنت أنا ممن حفر لسعد قبره بالبقيع وكان يفوح علينا المسك كلما حفرنا قترة من تراب حتى انتهينا إلى اللحد.

وقد ذكر عبد الرزاق عن ابن جريج عن الشعبى عن رجل أن سعد بن مالك قال: أمر النبى بثوب فستر على القبر حين دفن سعد بن معاذ وإن النبى نزل فى قبر سعد بن معاذ وستر على القبر بثوب فكنت فيمن أمسك الثوب، وكان يفوح من قبره رائحة المسك وأخذ صحابى قبضة من تراب قبره ليتبرك بها فذهب بها إلى بيته ثم نظر إليها بعد ذلك فإذا هى مسك.

ومما رواه أبو نعيم الأصفهانى فى معرفة الصحابة وفى مسند اسحق بن راهوية وكذلك صاحب كنز العمال عن محمد بن شرحبيل قال: اقتبض إنسان من تراب قبر سعد بن معاذ ففتحها فإذا هى مسك، قال (سبحان الله! سبحان الله!) حتى عرف ذلك فى وجهه.

وفيما أخرج البيهقى عن سيدنا عبد الله بن العباس قال: جلل رسول الله قبر سعد بثوبه.

وفيما أخرج البخارى أنه أتى رسول الله بثوب من حرير فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه، فقال رسول (لمناديل سعد بن معاذ فى الجنة أفضل من هذا).

فهذا الصحابى الجليل صار على مدار التاريخ رمزا للتضحية والوفاء بالعهد وقد ذاق حلاوة الطاعة فرضى الله تبارك وتعالى عن سيدنا سعد بن معاذ الأنصارى وعن سائر المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين وصدق الإمام فخرالدين فى قوله:

يا سعد لقنهم حلاوة طاعة   ...   كم كل فيها النصح والارشاد

إبراهيم جعفر

 

 

الصحابى الجليل

سيدنا بلال بن رباح

بلال الخير

نشأته :

هو سيدنا بلال بن رباح .. حبشى .. قرشى .. تيمى .. ويكنى: أبا عبد الله وقيل أبا عبد الكريم وقيل أبا عمرو .. سماه عروة بن الزبير (بلال الخير)، أمه: حمامة .. جارية من جوارى بنى جمح، وهو من مولدى مكة لبنى جمح .. وكان عبدا لأمية بن خلف الجمحى القرشى، ولما أعلن إسلامه عذبه عذابا شديدا.

صفته :

شديد السمرة، نحيفاً، خفيف العارضين، كث الشعر .. لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء التى توجه إليه إلا يحنى رأسه ويغض طرفه وعبراته على وجنتيه تسيل ويقول: إنما أنا حبشى كنت بالأمس عبدا .. واشتهر بصبره على العذاب كما اشتهر بعذوبة صوته.

إسلامه :

كان يصغى إلى أحاديث سادته وأضيافهم، ويوم إسلامه كان رسول لله وأبو بكر معتزلين فى غار، إذ مرّ بهما بلال وهو فى غنم (عبد الله بن جُدعان) فأطلع رسول الله رأسه من الغار وقال: يا راعى هل من لبن؟ فقال بلال : ما لى إلا شاة منها قوتى، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم، فقال رسول الله : إئتِ بها، فجاء بلال بها، فدعا رسول الله بقعبه، فاعتقلها رسول الله فحلب فى القعب حتى ملأه، فشرب حتى روى، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روى، ثم أرسلها وهى أحفل ما كانت، ثم قال: يا غلام هل لك فى الإسلام؟ فإنى رسول الله .. فأسلم، وقال له : اكتم إسلامك، ففعل وانصرف بغنمه، وبات بها وقد تضاعف لبنها وازداد كثيرا، فقال له أهل (جدعان): لقد رعيت مرعىً طيباً زاد من لبن غنمنا، فعليك به، فعاد إليه يسقيهما ويتعلّم الإسلام .. فكان من السابقين إلى الإسلام بل ومن أوائل المهاجرين.

ظهور أمره :

دخل سيدنا بلال يوماً الكعبة وقريش فى ظهرها ولا يعلم، فالتفتَ فلم يرَ أحداً، فأتى الأصنام وبصق عليها وهو يقول "خابَ وخسرَ من عبدكُنّ" فسمعته قريش وطلبته فهرب منها حتى دخل دار سيده عبد الله بن جدعان فاختفى فيها، ونادَوْا فخرج لهم عبد الله بن جدعان فقالوا له: أصبوتَ؟! فقال: ومثلى يُقال له هذا؟! فعلىَّ نحرُ مئة ناقةٍ للاَّتِ والعُزّى، فقالوا له: إنّ أسْوَدَك -أى عبدك الأسود- صنَع بآلاهتنا كذا وكذا، فأتى به وسلمه لأبى جهل وأمية بن خلف ليصنعا به ما يشاءوا، ويقول أمية: إن شمس هذا اليوم لن تغرب إلا ويغرب معها إسلام هذا العبد الآبق!! ويقال: أن الله سبحانه وتعالى قدر لسيدنا بلال يوم بدر قتل أمية بن خلف.

عذابه وصبره :

بدأت مرحلة عذابه، فقد كانوا يخرجون به فى الظهيرة التى تتحول الصحراء فيها إلى جهنم قاتلة، فيطرحونه على حصاها الملتهب عارى الجسد، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم، ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوق صدره، ويصيح به الجلادون: اذكر آلهتنا فيقول كلمته التى اشتهر بها مدى الدهر: أحد .. أحد.

فإذا حان الأصيل جعلوا فى عنقه حبلا ويأمروا صبيانهم أن يطوفوا به مكة وطرقها، وبلال لا يقول إلا: أحد .. أحد، ومرَّ به ورقة بن نوفل وهو يعذب وسمعه يقول: أحد .. أحد فقال: يا بلال أحد .. أحد، والله لئن متَّ على هذا لأتخذنّ قبرك حَنَاناً- أى لأتبرك بقبرك.

حياته :

شهد بدرًا وأُحُدًا والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله ، وهو مولى الصديق ، قد اشتراه ببضع أواقى وأعتقه لله عز وجل .. وقد آخى رسول الله بينه وبين سيدنا أبى عبيدة بن الجراح ، وهو خازن بيت المال ومؤذن الرسول الله وأوَّل مَن أذَّن فى الإسلام، وأذن يوم الفتح على ظهر الكعبة، ولم يؤذن بعد النبى لأحد من الخلفاء إلا أن سيدنا عمر بن الخطاب لما قدم الشام حين فتحها رفع حينها سيدنا بلال الاذان، فتذكر الناس النبى فلم ير باكيا أكثر منهم يومئذ.

من مواقفه مع الحبيب :

فيما أخرج أبو داود عن عبد الله الهوزنى قال: لَقِيتُ بِلَالًا مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللهِ بِحَلَبَ فَقُلْتُ يَا بِلَالُ حَدِّثْنِى كَيْفَ كَانَتْ نَفَقَةُ رَسُولِ اللهِ ، قَالَ:

مَا كَانَ لَهُ شَئٌ، كُنْتُ أَنَا الَّذِى أَلِى ذَلِكَ مِنْهُ مُنْذُ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّى، وَكَانَ إِذَا أَتَاهُ الْإِنْسَانُ مُسْلِمًا فَرَآهُ عَارِيًا يَأْمُرُنِى فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَقْرِضُ فَأَشْتَرِى لَهُ الْبُرْدَةَ فَأَكْسُوهُ وَأُطْعِمُهُ، حَتَّى اعْتَرَضَنِى رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: يَا بِلَالُ إِنَّ عِنْدِى سَعَةً فَلَا تَسْتَقْرِضْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا مِنِّى، فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ تَوَضَّأْتُ ثُمَّ قُمْتُ لِأُؤَذِّنَ بِالصَّلَاةِ فَإِذَا الْمُشْرِكُ قَدْ أَقْبَلَ فِى عِصَابَةٍ مِنْ التُّجَّارِ، فَلَمَّا أَنْ رَآنِى قَالَ: يَا حَبَشِى، قُلْتُ: يَا لَبَّاهُ، فَتَجَهَّمَنِى وَقَالَ لِى قَوْلًا غَلِيظًا، وَقَالَ لِى أَتَدْرِى كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الشَّهْرِ؟ قَالَ قُلْتُ: قَرِيبٌ، قَالَ إِنَّمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أَرْبَعٌ فَآخُذُكَ بِالَّذِى عَلَيْكَ، فَأَرُدُّكَ تَرْعَى الْغَنَمَ كَمَا كُنْتَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَأَخَذَ فِى نَفْسِى مَا يَأْخُذُ فِى أَنْفُسِ النَّاسِ، حَتَّى إِذَا صَلَّيْتُ الْعَتَمَةَ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ إِلَى أَهْلِهِ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لِى، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى إِنَّ الْمُشْرِكَ الَّذِى كُنْتُ أَتَدَيَّنُ مِنْهُ قَالَ لِى كَذَا وَكَذَا وَلَيْسَ عِنْدَكَ مَا تَقْضِى عَنِّى وَلَا عِنْدِى، وَهُوَ فَاضِحِى، فَأْذَنْ لِى أَنْ آبَقَ إِلَى بَعْضِ هَؤُلَاءِ الْأَحْيَاءِ الَّذِينَ قَدْ أَسْلَمُوا حَتَّى يَرْزُقَ اللهُ رَسُولَهُ مَا يَقْضِى عَنِّى، فَخَرَجْتُ حَتَّى إِذَا أَتَيْتُ مَنْزِلِى فَجَعَلْتُ سَيْفِى وَجِرَابِى وَنَعْلِى وَمِجَنِّى عِنْدَ رَأْسِى، حَتَّى إِذَا انْشَقَّ عَمُودُ الصُّبْحِ الْأَوَّلِ أَرَدْتُ أَنْ أَنْطَلِقَ فَإِذَا إِنْسَانٌ يَسْعَى يَدْعُو: يَا بِلَالُ أَجِبْ رَسُولَ اللهِ ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ فَإِذَا أَرْبَعُ رَكَائِبَ مُنَاخَاتٌ عَلَيْهِنَّ أَحْمَالُهُنَّ فَاسْتَأْذَنْتُ، فَقَالَ لِى رَسُولُ اللهِ (أَبْشِرْ فَقَدْ جَاءَكَ اللهُ بِقَضَائِكَ)، ثُمَّ قَالَ (أَلَمْ تَرَ الرَّكَائِبَ الْمُنَاخَاتِ الْأَرْبَعَ؟) فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ (إِنَّ لَكَ رِقَابَهُنَّ وَمَا عَلَيْهِنَّ فَإِنَّ عَلَيْهِنَّ كِسْوَةً وَطَعَامًا أَهْدَاهُنَّ إِلَى عَظِيمُ فَدَكَ، فَاقْبِضْهُنَّ وَاقْضِ دَيْنَكَ)، فَفَعَلْتُ، ...فَذَكَرَ الْحَدِيثَ: ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ قَاعِدٌ فِى الْمَسْجِدِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ (مَا فَعَلَ مَا قِبَلَكَ؟) قُلْتُ: قَدْ قَضَى اللهُ كُلَّ شَئٍ كَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ، فَلَمْ يَبْقَ شَئٌ، قَالَ (أَفَضَلَ شَئ؟) قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ (انْظُرْ أَنْ تُرِيحَنِى مِنْهُ، فَإِنِّى لَسْتُ بِدَاخِلٍ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِى حَتَّى تُرِيحَنِى مِنْهُ)، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ الْعَتَمَةَ دَعَانِى فَقَالَ (مَا فَعَلَ الَّذِى قِبَلَكَ؟) قَالَ قُلْتُ: هُوَ مَعِى لَمْ يَأْتِنَا أَحَدٌ، فَبَاتَ رَسُولُ اللهِ فِى الْمَسْجِدِ ...وَقَصَّ الْحَدِيثَ: حَتَّى إِذَا صَلَّى الْعَتَمَةَ يَعْنِى مِنْ الْغَدِ، دَعَانِى قَالَ (مَا فَعَلَ الَّذِى قِبَلَكَ؟) قَالَ قُلْتُ قَدْ أَرَاحَكَ اللهُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَبَّرَ وَحَمِدَ اللهَ شَفَقًا مِنْ أَنْ يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ وَعِنْدَهُ ذَلِكَ، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَزْوَاجَهُ فَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ امْرَأَةٍ حَتَّى أَتَى مَبِيتَهُ، فَهَذَا الَّذِى سَأَلْتَنِى عَنْهُ.

من فضائله :

أول من أظهر الإِسلام سبعة: رسول الله وأبو بكر وعمَّار وأمه سُميَّة وصهيب وبلال والمقداد رضى الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين، فأما رسول الله فمنعه الله بعمِّه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدْرُع الحديد وصهروهم فى الشمس، فما منهم من أحد إلا وقد آتاهم على ما أرادوا إلا بلالاً، فإنه هانت عليه نفسه فى الله، وهان على قومه.

وهو أحد الذين نزل فيهم قوله تعالى ﴿وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ الأنعام 52 وقوله سبحانه ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِى نَفْسَهُ البقرة 207.

كما قال فيه حضرة النبى أحاديث عدة منها (بلال منا أهل البيت). و(السباق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبش). و(اشتاقت الجنة، إلى ثلاثة على وعمار وبلال). و(يحشر بلال على ناقة من نوق الجنة، فينادى بالأذان محضاً، فإذا بلغ أشهد أن محمداً رسول الله، شهد بها جميع الخلائق من المؤمنين الأولين والآخرين، فقبلت ممن قبلت منه، ويؤتى بحلتين من حلل الجنة فيكساهما). و(ما دخلت الجنة قط إلا سمعت حشحشتك أمامى).. والكثير والكثير. كما قال سيدنا عمر بن الخطاب فى حقه: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا، يعنى بلالاً.

عندما انتقل رسول الله أذن بلال ورسول الله لم يدفن، فلما قال (أشهد أن محمداً رسول الله) انتحب وانتحبت الناس جميعا فى المسجد. فلما دفن رسول الله جاء بلال إلى أبى بكر الصديق فقال له: يا خليفة رسول الله إنى سمعت رسول الله وهو يقول (أفضل عمل المؤمن الجهاد فى سبيل الله) فقال أبو بكر: ماذا تريد يا بلال؟ فقال : أردت أن أرابط فى سبيل الله حتى أموت، فقال أبو بكر : أنشدك الله يا بلال وحرمتى وحقى، فقد كبرت وضعفت واقترب أجلى، فأقام بلال مع سيدنا أبو بكر حتى توفى الصديق .

وقيل أن سيدنا بلال قال: يا أبا بكر أعتقتنى لله أو لنفسك؟ فقال الصديق : لله، قال: فأذن لى حتى أغزو فى سبيل الله، فأذن له فذهب إلى الشام.

وقيل: إنه رفع الأذان فى مدة خلافة أبى بكر الصديق ، وقيل أذن لعمر مرة حين قدم من الشام، فلم يرى باك أكثر من ذلك اليوم، وقيل أذن حين قدم إلى المدينة لزيارة رسول الله عندما طلبت منه الصحابة، فأذَّن ولم يتم الأذان.

وأخرج الطبرانى فى معجمه أن نجاشى الحبش بعث إلى رسول الله ثلاث عنزات -والعنزة عصا تشبه العكاز- فأمسك النبى واحدة لنفسه، وأعطى الإمام على بن أبى طالب واحدة، وأعطى سيدنا عمر بن الخطاب واحدة، فكان سيدنا بلال يمشى بين يدى رسول الله بالعنزة التى أمسكها لنفسه فى العيدين الفطر والأضحى حتى يأتى المصلى فيركزها بين يديه فيصلى إليها.

ثم كان يمشى بها بين يدى سيدنا أبو بكر بعد رسول الله ، ثم كان سعد القرظ يمشى بها بين يدى سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان فى العيدين فيركزها بين أيديهما ويصليان إليها.

قال عبد الرحمن بن سعد فى الطبقات الكبرى: وهى هذه العنزة التى يمشى بها اليوم بين يدى الولاة.

رواية الحديث:

روى عنه جماعة من الصحابة منهم ساداتنا أبو بكر الصديق وعمر وعلى وابن مسعود وابن عمر وأسامة بن زيد وكعب بن عجرة وجابر وأبو سعيد الخدرى والبراء بن عازب رضى الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين، وجماعة من كبار التابعين، وروى له الإمام البخارى والإمام مسلم أكثر من 40 حديثاً وكذلك أبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجه.

زواجه :

أخبرنا وهب بن جرير قال: خطب بلال وأخوه إلى أهل بيت من اليمن فقال: أنا بلال وهذا أخى، عبدان من الحبشة كنا ضالين فهدانا الله وكنا عبدين فأعتقنا الله، إن تنكحونا فالحمد لله وإن تمنعونا فالله أكبر.

تزوج من السيدة (هِنْد الخولانية) وهى من أهل دارَيَّا من أرض دمشق، وقال لها رسول الله (ما حدّثكِ عنّى فقد صدقكِ، بلالُ لا يكذب، لا تُغضبى بلالاً، فلا يُقبلُ منكِ عملٌ ما غضب عليك بلال) وعن هند الخولانية قالت: كان بلال إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم اغفر زلاتى وتقبل حسناتى واعذرنى فى علاتى.

الأذان الأخير:

قيل أن آخر آذان له يوم توفى رسول الله وعندما فتح أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب بيت المقدس توسل المسلمون إليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة، ودعا سيدنا عمر بن الخطاب سيدنا بلال ، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها، وصعد سيدنا بلال وأذن، فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله وبلال يؤذن، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا، وكان سيدنا عمر أشدهم بكاءً.

وفاته :

حينما حان أجل سيدنا بلال قالت زوجته: وا حزناه، فكشف الغطاء عن وجهه وهو فى سكرات الموت وقال: لا تقولى واحزناه، وقولى وا فرحاه، ثم قال: غدا نلقى الأحبة .. محمدا وصحبه.

توفى عن بضع وستون عاما بأرض الشام مرابطا فى سبيل الله كما أراد، تحت ثرى دمشق سنة عشرين للهجرة، كما يوجد قبر ومدفن ومقام له فى أرض دمشق، وفى أرض المملكة الأردنية يوجد ضريح له فى حى الفقراء فى منطقة وادى السير .. ويقول أهل فلسطين إن قبره بعمواس، وقد قيل: إن قبره بداريا، وقيل: دفن بحلب .. رضى الله تبارك وتعالى عن الصحابى الجليل سيدنا بلال بن رباح.

سمير جمال

 

من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع صفحات الصحابة فى موقع الأحباب

أسرة التحرير