ليس بيننا من هو
لا يمر بضائقة أو ضائقات من أنواع مختلفة، وعندما نقرأ كتاب الله
يستوقفنا قوله تعالى عن الاستغفار فى سورة نوح ﴿فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا • يُرْسِلِ
السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا • وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ
وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾
وقد يستغفر المرء منا آلاف المرات ولا يجد تغيير لحاله، ونحن نعلم، بل
ولدينا يقين بصدق الحق سبحانه فى كلامه، وأن هذا القرآن حق، وكل قول
لله ولرسوله
فبدأ الأعرابى حديثه لأمير المؤمنين
فعاد الأعرابى إليه وقال: يا أمير المؤمنين قد استغفرت كثيراً وما أرى فرجاً مما أنا فيه.
فقال له
فقال الأعرابى: علمنى.
قال
قال الأعرابى: فاستغفرت بذلك مراراً، فكشف الله عز وجل عنى الغم والضيق، ووسع على فى الرزق، وأزال عنى المحنة. من هذه القصة نتعلم أشياء عدة: · أن نحسن ما نفعله. · أن نخلص النية لله فى العمل. · أن نطلب العلم من أهله.
وطلب
العلم
من أهله مصداقا لما حكاه سيدنا كميل بن زياد
يا كميل
بن
زياد إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، فاحفظ ما أقول لك، الناس
ثلاثة: عالم ربانى، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق،
يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، يا
كميل .. العلم
ثم
مضى
وا شوقاه
إلى رؤيتهم فهذه كلها أوصاف علماء الآخرة، وهذه نعوت علم الباطن وعلم
القلوب لا علم الألسنة، وكذلك وصفهم معاذ بن جبل
وقد أورد لنا هذه القصة الفخر الرازى فى تفسير قوله تعالى ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ كما ذكرها صاحب تاريخ دمشق وصاحب حلية الأولياء وصاحب كنز العمال.
أما حديث
سيدنا معاذ بن جبل
تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، وهو الأنيس فى الوحدة والصاحب فى الخلوة والدليل على الدين، والمصبر على السراء والضراء، والوزير عند الإخلاء والقريب عند الغرباء ومنار سبيل الجنة، يرفع الله به أقواما فيجعلهم فى الخير قادة سادة هداه، يقتدى بهم أدلة فى الخير، تقتص آثارهم وترمق أفعالهم، وترغب الملائكة فى خلتهم وبأجنحتها تمسحهم، وكل رطب ويابس لهم يستغفر، حتى حيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، والسماء ونجومها، لأن العالم حية القلوب من العمى، ونور الأبصار فى الظلم، وقوة الأبدان من الضعف، يبلغ به العبد منازل الأبرار والدرجات العلى، والتفكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يطاع الله عز وجل، وبه يعبد، وبه يوحد، وبه يمجد، وبه يتورع، وبه توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام، وهو إمام والعمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء. التلميذ
|
||
من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع صفحات الصوفية فى موقع الطريقة البرهانية. أسرة التحرير |
||
|