كتب السلف لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى. |
||
الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه
الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوة للكافة، فقد ضل كثير من الناس
وابتعدوا عن هدى الحبيب
قال
ويقول الإمام فخر الدين محمد
عثمان عبده البرهانى
ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه مما رواه أماجد الأعلام
والمجمع عليه عند السادة العلماء ان
الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله
الإمام
أبو
محمد سهل التُسْتَرى
أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف فى القرن الثالث الهجرى، وقد وصف بأنه أحد أئمة الصوفية وعلمائهم والمتكلمين فى علوم الإخلاص والرياضيات وعيوب الأفعال.
نشأته
ومولده
هو
ولد
وقد إلتقى
وقال سهل: كنت ابن ثلاث سنين أقوم بالليل أنظر إلى صلاة خالى محمد بن سوار، فكان يقول لى: يا سهل اذهب فنمْ فقد شغلتَ قلبى. فبعثونى إلى الكتَّاب، وحفظتُ القرآن وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين، وكنت أصوم الدهر، وقُوتى خبز الشعير. وأنا ابن ثلاث عشرة سنة وقعت لى مسألة، فسألت أهلى أن يبعثونى إلى البصرة أسأل عنها، فجئت البصرة وسألت علماءها فلم أخرج بشى منهم، فخرجت إلى عبادان وقابلت أبى حبيب حمزة بن عبد الله العبادانى، فسألته عنها فأجابنى، وأقمت عنده مدَّة أنتفع بكلامه وأتأدب بآدابه، ثم رجعت تُستر، ثم خرجتُ أسيح فى الأرض سنين ثم رجعت إلى تُستر. تفسيره للقرآن الكريم:
له كتاب مشهور فى
تفسير
القرآن وكتاب رقائق المحبين، وقال
﴿لقد
رأى من
آيات ربه الكبرى﴾
لم يرجع رسول الله
وقوله ﴿وبشر الصابرين﴾ الصبر صبران: صبر عن معصية الله، فهذا مجاهد، وصبر على طاعة الله، فهذا عابد، فإذا صبر عن معصية الله وصبر على طاعة الله أورثه الله الرضا بقضائه، وعلامة الرضا سكون القلب بما ورد على النفس من المكروهات والمحبوبات. وقوله ﴿فلنحيينه حياة طيبة﴾ هى أن ينزع عن العبد تدبير نفسه ويرد تدبيره إلى الحق، وقيل هى الاستغناء عن الخلق والافتقار إلى الحق، وأكثر المفسرين على أن هذه الحياة الطيبة هى فى الدنيا لا فى الآخرة، لأن حياة الآخرة قد ذكرت بقوله ﴿ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾. أما عن الحديث النبوى الشريف:
عندما رأى
أصحاب
الحديث قال: اجتهدوا أن لا تلقوا الله إلا ومعكم المحابر، وسئل
من
درره
«آية الفقير ثلاثة أشياء: حفظ سره وأداء فرضه وصيانة فقره» «لا معين إلا الله، ولا دليل إلا رسول الله، ولا زاد إلا التقوى، ولا عمل إلا الصبر عليه» «الجاهل ميت، والناسى نائم، والعاصى سكران، والمـُصر هالك»
«الجوع سر الله فى أرضه، لا يودعه عند من يذيعه» «التوكل أن يكون العبد بين يدى الله عز وجل كالميت بين يدى الغاسل يقلبه كيف يريد» «قيل له: متى يجوز للعالم أن يعلم الناس؟ فقال: إذا عرف المحكمات من المتشابهات» «كل فعل يفعله العبد بغير اقتداء، طاعة كانت أو معصية، فهو عيش النفس، وكلُّ فعل يفعله بالاقتداء فهو عذابُّ على النفس» «لا يتمنى الموت إلا ثلاث: رجل جاهل بما بعد الموت، أو رجل يفر من أقدار الله تعالى عليه، أو مشتاق محب للقاء الله عز وجل» «سئل عن الهوى؛ فقال للسائل: هواك يأمرك فإن خالفته فرّط بك» «وقال: إذا عرض لك أمران شككت خيرها فانظر أبعدهما من هواك» «هواك داؤك فإن خالفته فدواؤك» «الصوفى من صفا من الكدر وامتلأ من الفكر وانقطع إلى الله من البشر واستوى عنده الذهب والمدر»
«مذهبنا مبنى
على ثلاثة أصول: الاقتداء بالنبى
«الدنيا كلها جهل موات إلا العلم منها، والعلم كله حجة على الخلق إلا العمل به، والعمل كله هباء إلا الإخلاص منه، والإخلاص خطب عظيم لا يعرفه إلا الله عز وجل حتى يصل الإخلاص بالموت»
«لما
بعث
الله النبى
وقال
وقد سئل عن قوت المؤمن فقال: قوته الله تعالى، قال: سألت عن قوامه، فقال: الذكر فقال: إنما سألت عن غذائه، فقال: غذاؤه العلم، قلت: سألت عن طعمة الجسم، فقال: ما لك والجسم، دع الجسم على من تولاه قديماً يتولاه الآن، ثم قال: الجسد صنعة إذا عابت ردّها إلى صانعها. وسئل أيضًا عن الحلال، فقال: ما لم يعص الله فى أوله ولم ينس فى آخره، وذكر عند تناوله، وشكر بعد فراغه.
وقال
فهذه الأربعة جنة وحصن بها تدفع عنه القواطع وتمنع العوارض القاطعة للطريق، فإذا فعل ذلك اشتغل بعده بسلوك الطريق، وإنما سلوكه بقطع العقبات ولا عقبة على طريق الله تعالى إلا صفات القلب التى سببها الالتفات إلى الدنيا، وبعض تلك العقبات أعظم من بعض، والترتيب فى قطعها أن يشتغل بالأسهل فالأسهل، وهى تلك الصفات، أعنى أسرار العلائق التى قطعها فى أول الإرادة وآثارها، أعنى المال والجاه وحب الدنيا والالتفات إلى الخلق والتشوف إلى المعاصى، فلابد أن يخلى الباطن عن آثارها، كما أخلى الظاهر عن أسبابها الظاهرة، وفيه تطول المجاهدة ويختلف ذلك باختلاف الأحوال، فرب شخص قد كفى أكثر الصفات فلا تطول عليه المجاهدة، وقد ذكرنا أن طريق المجاهدة مضادة الشهوات، ومخالفة الهوى فى كل صفة غالبة على نفس المريد، فإذا كفى ذلك أو ضعف بالمجاهدة ولم يبق فى قلبه علاقة، شغله بعد ذلك بذكر يلزم قلبه على الدوام، ويمنعه من تكثير الأوراد الظاهرة، بل يقتصر على الفرائض والرواتب، ويكون ورده وردا واحدا وهو لباب الأوراد وثمرتها، أعنى ملازمة القلب لذكر الله تعالى بعد الخلو من ذكر غيره، ولا يشغله به مادام قلبه ملتفتا إلى علائقه. قال الشبلى للحصرى: إن كان يخطر بقلبك من الجمعة التى تأتينى فيها إلى الجمعة الأخرى شىء غير الله تعالى فحرام عليك أن تأتينى، وهذا التجرد لا يحصل إلا مع صدق الإرادة واستيلاء حب الله تعالى على القلب. وفى موطن آخر يقول يلقنه الشيخ ذكرا من الأذكار حتى يشغل به لسانه وقلبه، فيجلس ويقول مثلا الله الله ... حتى قال: ثم لا يزال يواظب عليها حتى يسقط الأثر عن اللسان وتبقى صورة اللفظ فى القلب ثم لا يزال كذلك حتى يمحى عن القلب حروف اللفظ وصورته وتبقى حقيقة معناه لازمة للقلب حاضرة معه غالبة عليه قد فرغ عن كل ما سواه لأن القلب إذا شغل بشئ خلا عن غيره أى شئ كان، فإذا اشتغل بذكر الله تعالى وهو المقصود خلا لا محالة عن غيره وعند ذلك يلزمه أن يراقب وساوس القلب والخواطر التى تتعلق بالدنيا.
وقال
سئل
قال العلماء فى ذلك وأكثروا ولكن نجمعه كله بكلمتين: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ ثم نجمعه كله فى كلمة واحدة ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾ النساء 80 فمن يطع الرسول فى سنته فقد أطاع الله فى فريضته.
وسئل
وعن مفهومه عن
البدعة قال
عليكم بالاقتداء
بالأثر
والسنة، فإنى أخاف أنه سيأتى عن قليل زمان إذا ذكر إنسان النبى
إنما ظهرت البدعة على أيدى أهل السنة لأنهم ظاهروهم وقاولوهم، فظهرت أقاويلهم وفشت فى العامة فسمعه من لم يكن يسمعه، فلو تركوهم ولم يكلموهم لمات كل واحد منهم على ما فى صدره ولم يظهر منه شئ وحمله معه إلى قبره. لا يحدث أحدكم بدعة حتى يحدث له إبليس عبادة فيتعبد بها ثم يحدث له بدعة، فإذا نطق بالبدعة ودعا الناس إليها نزع منه تلك الخدمة.
وقال لا أعلم حديثا
جاء فى المبتدعة أشد من هذا الحديث (حجب الله الجنة عن صاحب البدعة) وقال:
فاليهودى والنصرانى أرجى منهم، وقال أيضا: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم, وقال:
هى التوبة لأهل السنة والجماعة، لأن المبتدع لا توبة له، بدليل قوله
مفهومه
وعن مفهومه
من أفتى الناس بالحيلة فيما لا يجوز، يتأول الرأى والهوى بلا كتاب ولا سنة، فهذا من علماء السوء، وبمثل هذا هلك الأولون والآخرون، ولهذا ثلاث عقوبات يعاقب بها فى عاجل الدنيا: يبعد علم الورع من قلبه ويضيع منه، وتزين له الدنيا ويرغب فيها ويفتن بها، ويطلب الدنيا تضيعا فلو أعطى جميع الدنيا فى هلاك دينه لأخذه ولا يبالى. فهذه الحيلة المذكورة المخلوع عليها اسم (الخلع) لا يعرف لها مخرج ولا تأويل فى كتاب ولا سنة، ولا أفتى بها أحد من الصحابة والتابعين، لأن (الخلع) أصل من أصول الشريعة، قائم بذاته، غير محمول على تأويل، ولا مستند لغير ما نزله الله فى كتابه بلفظ مفهوم، ومعنى معلوم، فقد قال تعالى فى ذلك ﴿ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله﴾ ثم عطف بالتأكيد فقال ﴿فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به﴾ فلم يجعل للمرأة سبيلا إلى اختلاعها، ولا للزوج فسحة فى أخذ الفدية منها إلا بالعلة التى وصفها.
فإن أفتى مفت أو
احتال
ذو رأى بحيلة، شبهها بهذا الخلع، فقد جعل مع الخلع الذى وصفه الله عز وجل خلعا
ثانيا، وحكم حكما آخر، وليس يخلو صاحب هذه المقالة أن يكون هذا أراد، فقد جعل
لنفسه حكما، وشرع شريعة أضافها إلى حكم الله عز وجل وشريعته، وقد أحدث فى دين
الله ما لم يأذن به، وقد قال النبى
فانظر كيف
خالع
رسول الله
فمن زعم أن
الخلع
وأخذ الفدية أنزل من السماء لغير ذلك فقد رد على الله حكمه، وعلى رسول الله
وفاته
حين توفى
سمير جمال
|
||
![]() |
||
|