كان . . ما . . كان قال ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾. كان آدم يولد له من حواء توأمان فى كل بطن غلام وجارية، إلا بطن واحدة ولد منها شيثاً عليه السلام منفرداً وكان جميع ما حملت به حواء عشرون بطن بين ذكر وأنثى أولهما قابيل وتوأمته، وآخرهم عبد المغيث، ثم بارك الله فى نسل آدم وذكر عن ابن عباس لم يمت آدم حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفاً. اتفق المؤرخون أن ابنى آدم المذكورين فى الآية هما قابيل وهابيل، واختلف المؤرخون فى ترتيبهم بالنسبة لأولاد آدم ، فمنهم من قال أن قابيل وهابيل أول أبناء آدم على التوالى، ومنهم من قال سبقهم إخوة فى الميلاد، بل وصل الأمر ببعضهم أنهم قالوا أن المقصود بهذه الآية اثنين من بنى إسرائيل، ولكل قائل منهم دليل يحتج به لإثبات رأيه، ولا فاصل لدينا فى هذا الأمر سوى الإطلاع والمتابعة والتفكير والأخذ بأقوال الصالحين حتى يتثنى لنا الوصول إلى الحقيقة، ويذكرنى هذا الاختلاف باختلاف المفسرين فى: هل كانت الجنة التى دخلها آدم فى الأرض أم كانت جنة من جنان الله فى السماء؟ معظم المفسرون قالوا أن هذه الجنة فى السماء، وقال البعض الآخر أنها فى الأرض، واستندوا فى أدلتهم بقوله تعالى ﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا﴾ كما قال تعالى لأتباع سيدنا موسى ﴿اهْبِطُوا مِصْرًا﴾ فساوى هنا بين الهبوطين فقال أن الجنة كانت فى الأرض وكان يعيش فيها آدم قبل الهبوط منها، فأين هى الآن؟ وما موقعها من الأرض التى نعيش فيها؟ وذلك لأن المولى تبارك وتعالى لم يذكر فى كتابه العزيز ولا على ألسنة رسله أجمعين أن هذه الجنة رُفعت أو خُفيت عن الأبصار مما يدل على وجودها إلى الآن فإن كانت فى الأرض كما يقولون فأين هى؟ وقيل أيضاً فى هذا الشأن: لماذا لم يقف آدم ببابها وظل يستغفر الله كى يغفر له؟ مع العلم أن المولى تبارك وتعالى قبل عملية الهبوط كان قد طرد إبليس اللعين منها وقال له ﴿اخْرُجْ مِنْهَا﴾ ولم يقل (اهبط منها) ومع ذلك ظل اللعين واقف ببابها يبحث عن حيلة تدخله الجنة مرة أخرى وقد فعل. نعود مرة أخرى إلى قصة قابيل وهابيل، كان قابيل صاحب زرع وهابيل صاحب ضرع، وكان قابيل أكبرهم وكانت أخته اسمها اقليما وكانت حسناء أكثر جمالاً من أخت هابيل واسمها لوداء فأمر الله تعالى سيدنا آدم أن يزوج قابيل أخت هابيل ويزوج هابيل أخت قابيل فرضى هابيل وسخط قابيل وقال أختى ولدت معى وهى أحسن من أختك وأنا أحق أن أتزوجها فأمره أبوه أن يفعل ما أراده الله سبحانه وتعالى فأبى فقال لهما آدم قربا قربانا فأيكما قبل قربانه فهو أحق بها، فكان آدم يوم تقريب القربان قد غاب عنهما اتباعاً لأمر ربه أن يذهب لمكة فقد أوحى الله تعالى إليه إن لى حرماً حيال عرشى فانطلق وابن لى بيتًا فيه ثم حف به كما رأيت ملائكتى يحفون بعرشى فهنالك أستجيب لك ولولدك من كان منهم فى طاعتى، فقال آدم: يا رب وكيف لى بذلك ولست أقوى عليه ولا أهتدى إليه، فَقَيَّضَ الله له ملكاً فانطلق به نحو مكة وقبل ذهابه أوصى الأرض أن تحفظ ولده فأبت بعدما أبت السماء أيضاً كما أبت الجبال أن تفعل ذلك، فأوصى قابيل فقال: نعم تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسرك، فانطلق آدم، وقرب كل منهما قربانه، وكان قابيل يفخر على هابيل فيقول أنا أحق بها منك هى أختى وأنا أكبر منك، وأنا وصى والدى، قرب هابيل أحسن كبش عنده، وقرب قابيل حزمة سنابل فوجد فيها سنبلة عظيمة ففركها وأكلها، ونزلت نار من السماء فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال لأخيه لأقتلنك حتى لا تنكح أختى فقال هابيل ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ • لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِىَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾. قيل أن الكبش الذى تقبلته السماء كقربان هو نفس الكبش الذى أنزل من السماء فداء لسيدنا إسماعيل . لما قصد قابيل قتل هابيل راغ منه فى رؤوس الجبال فأتاه يوماً من الأيام وهو يرعى غنمه فى جبل وكان نائماً، فلم يدر قابيل كيف يقتله، فتمثل له إبليس اللعين فى شكل إحدى إخوته وأخذ طيراً فوضع رأسه على حجر ثم ضربه بحجر آخر فقتل الطائر وقابيل ينظر فعلمه القتل ففعل بأخيه مثل ما فعل اللعين بالطائر، وضرب رأس أخيه بحجر فقتله، وتركه فى العراء لا يعرف ماذا يفعل بجثة أخيه، وقالوا أنه حمله على ظهره وسار به لا يعرف ماذا يفعل، فبعث الله غرابين فاقتتلا فقتل أحدهما الآخر، فحفر له برجله ومنقاره، ثم حثا عليه التراب، فلما رآه قابيل قال ﴿يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِىَ سَوْءَةَ أَخِى فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾. فكان ندمه على عدم معرفته كيف يوارى سوءة أخيه لا على فعلته بقتله إياه، قال ابن عباس : لما قتل قابيل أخاه هابيل شربت الأرض الدم فأوحى الله تعالى إلى قابيل أين أخوك؟ فقال لا أدرى، فأوحى الله إليه إن صورة دم أخيك تنادى من الأرض بأنك قتلته، فقال قابيل يا رب وأين دمه؟ فحرم الله على الأرض أن تشرب الدماء جميعاً. أحمد نور الدين عباس |
||
من روائع الحياة العنكبوتية أنه ليس ثمة مكان فى العالم إلا وفيه عناكب، فهى موجودة على السواحل كما توجد أيضا على قمم الجبال وكذلك فى الغابات والمروج والمستنقعات والصحارى، حتى الكهوف تحت سطح الأرض لم تخلو من العناكب، وكثير من الناس يخشون العناكب لأن بعض أنواعها سام، وكل العناكب لها غدد سامة (باستثناء اثنين فقط) ولكن لا يعنى ذلك أنها مؤذية وضارة للإنسان لأن كل العناكب تستخدم سمها دفاعا عن النفس، فعندما تقع فى الفخ ويصبح الهرب مستحيلا تلجأ إلى السم كآخر وسيلة للدفاع، وإن أعجب ما فى العناكب قدرتها على صنع نسيجها، فهذا النسيج من الخيوط الحريرية يتم صنعه داخل مصنع يوجد فى بعض الغدد فى جوفها، وهى تخرج من ثقوب صغيرة من أعضاء مصنع الغزل والنسيج فى طرف البطن على شكل سائل ثم يصبح صلبا عند تعرضه للهواء.. فتبارك الله .. وجميع العناكب تبنى بيوتا لها بل وتبى مصائد تصيد بها فرائسها، وبعضها يبنى بيتا من غرفة واحدة على ورقة شجر مثلا، والعجيب أن العنكبوت يعرف مداخل بيته ومخارجه فيتحاشى فى تنقلاته داخل بيته أن يقع فى الحفرة التى حفرها أصلا لصيد فرائسه، وذلك لأنه يميز الخيوط اللاصقة وغير اللاصقة فيتجنب كل خطر قد نصبه داخل بيته بفضل حاسة اللمس التى لديه. حسين محمد |
||
|
||
|