للمريد الصادق (الحلقة 5 والأخيرة) استكمال ما جاء بالعدد السابق:
كنا
قد انتهينا فى العدد السابق عند وصف الغيبة فيما روى عن رسول اللّه
وأما
مخالطة الناس فإنها تضعف العزم الذى كان قوياً فى أعمال البر وتحل
العقد المبرم الذى استوطنه العبد فى الخلوة لقلة المتعاونين على البر
والتقوى وكثرة المتعاونين على الإثم والعدوان، وفى مخالطة الناس قوّة
الطلب والحرص على عاجل الدنيا لما يعاين من إقبال أهلها عليه وفيه
الفتور عن الخدمة بالنظر إلى أهل الغفلة والملل للطاعة بمجالسة أهل
البطالة ونقصان حلاوة المعاملة وذهاب نور العلم وسرعة خروج الوجد
بالفهم لاستماع كلام أهل الجهالة والنظر إلى الموتى من أبناء الدنيا
كما روى عن عيسى عيه السلام: ’لا تجالسوا الموتى فتموت قلوبكم‘، قيل:
ومن الموتى؟ قال: ’المحبون للدنيا
وقد جاء فى فضل العزلة والانفراد وفى فضل الصمت، وفى جميع ماذكرناه من الجوع والسهر ومن مكابدة الليل ما يكثر جمعه فيما نبهنا عليه وأشرنا إليه بلاغ وغنية لمن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن ولمن أريد بالمعاملة والمتاجرة ولا حول ولا قوّة إلا باللّه. مريد يتمنى الصدق |
|||
![]() |
|||
|
|||
قال تعالى: ﴿وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون﴾.
قال أنس
بن مالك: سمعت رسول الله
وقيل: يا رسول الله ما علامة التوبة؟ قال: (الندم). والتوبة أول منزل من منازل السالكين, وأول مقام من مقامات الطالبين، وحقيقة التوبة فى اللغة الرجوع، يقال: تاب أى رجع, فالتوبة: الرجوع عما كان فى الشرع إلى ما هو محمود فيه.
وقال
النبى
وقال أبو على الدقاق: التوبة على ثلاثة أقسام أولها التوبة, وأوسطها الإنابة, وآخرها الأوبة, فجعل التوبة بداية والأوبة نهاية والإنابة أوسطها.
وسئل ذو النون المصرى عن التوبة فقال: التوبة للعوام من الذنوب, وتوبة الخواص من الغفلة, وقال أيضاً الاستغفار من غير الإقلاع هو توبة الكاذبين. وقال عبد الله التميمى: شتان مابين تائب بتوبة من الزلات, وتائب بتوبة من الغفلات, وتائب بتوبة من رؤية الحسنات، وسئل سهل بن عبد الله عن التوبة فقال: أن لا تنسى ذنبك. وقال الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى: أن التوبة هى الرجوع عن الذنب, والذنب ينقسم إلى ثلاثة مراتب: إما بدنى يتعلق بالجوارح فى مرتبة الإسلام هو أن يسرق، يزنى, أو أن لا يصلى ولا يصوم .. والتوبة منه العودة إلى تنفيذ الأوامر واجتناب النواهى.
أما
مرتبة الإيمان فالتوبة فيها قلبية يستزيد فيها المؤمن بعمل النوافل
فضلا عن الفرائض, فإذا غفل عن الذكر كان ذنباً, وتكون التوبة منه
العودة إلى الذكر وباقى النوافل وفيه يقول
وبعد ذلك تكون مرتبة الإحسان وفيها يكون الله فى سمع العبد وبصره, ويكون العبد دائما فى مشاهدة مع الحـق لا يحق له أن يغفل عنه بالاشتغال مع الخلق فإن غفل عن المشاهدة كان ذنباً عليه التوبة منه بالرجوع إلى المشاهدة ..!!
من خواطر خاطر |
|||
من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع صفحات الصوفية فى موقع الطريقة البرهانية. أسرة التحرير |
|||
|