يحاول بعض الناس أما عمدا أو جهلا أن يخدعوا أنظار المسلمبن عما كان عليه السلف الصالح ويدعون معرفتهم ويتسببون فى حيرة الناس حتى أنهم ليتسائلون: |
||
الشرك فى زيارة الأضرحة
يظن
بعض الجهلاء بالدين من هذه الأمة التى جعلها الله أمة وسطا أن زيارة
أضرحة أهل الله من أوليائه أن هذا العمل شرك ونسوا أن قوله
والجواب لهم بسؤال أيضاً، وهل زيارة القبور حرام؟ ومن الذى حرمها؟ وكان
الحبيب المصطفى
وبذلك يكون من مات وهو يجاهد فى الجهاد الأكبر الذى هو مجاهدة النفس يكون أعلى درجة من الذى مات فى الجهاد الأصغر الذى هو الحرب. فإن قلت لكن هذا ميت؟ قلنا لك لقد خالفت نص كتاب الله عز وجل. فإن راوغت وقلت بعد ما قلناه لكن لا نطلب منه؟ نقول لك الآن قد اعترفت أن الزيارة ليست حرام، ولكن الطلب منه هو الحرام. فنقول: هل إذا توجهت بطلب أى شئ من إنسان يكون هذا شرك أوحرام؟ بالطبع ستقول لا لأنه حى، نقول لك لقد أثبتنا لك أن المنتقلين من أولياء الله أحياء بعد موتهم، فإن قلت لنا لكنهم عند ربهم، قلنا لك أين ربنا وربهم؟ فإن حددت له مكان فقد أعظمت الفرية على الله عز وجل لأنه خالق المكان والزمان. وإن قلت يبنى عليهم المساجد، قلنا لك بنص كتاب الله فى سورة الكهف ﴿قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا﴾الكهف 21 والذين قالوا هذا القول كانوا مسلمين. وإن قلت لا نتوسل بالأموات ولكن نتوسل بالأحياء، قلنا لك الأولياء ليسوا بأموات، ولكن على العموم أنت قد جعلت للحى قدرة مع الله ولكنا نقول حتى الأموات نتوسل بهم لأن الفاعل فى جميع الحالات هو الله، وأما أن تجعل لهم قدرة مع الله فهذا هو الشرك بعينه لأن الفعال فى الوجود بحق هو الله والذى أعطاهم ليعطوننا هو الله وجاههم عند الله ومنزلتهم باقية سواء أحياء أو أموات، ثم إن الله عز وجل قال عنهم فى الحديث القدسى (كنت سمعه وبصره) فهل بعد أن يموت يسلب الله منه هذا العطاء أم يزيده؟
حاشا لله من هذا القول البغيض، وإن قلت يا أخى أنا لا أشعر بهم، قلنا لك المولى تبارك وتعالى يقول لك ﴿وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ﴾ فما هو العجب ألا تصدق الله؟ سبحان الله!!
وهو
القائل أيضا ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى
بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا
مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾يوسف 108
فالبصيرة يعنى كشف بغوامض الأمور مثل سيدنا الخضر
فهؤلاء ربما تراهم لا يفعلون شيئا، ولكن إذا رفعوا أعينهم إلى السماء تراها تفيض بالمطر (إن لله عبادا بهم تمطرون وترزقون وتنصرون). أنظر يا أخى إلى تابوت آل موسى، يقول الحق جل وعلا ﴿إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾البقرة 248 وكانوا يستفتحون به على الأعداء ويستنصرون به فينتصروا ولم يقل لهم المولى تبارك وتعالى أنهم بذلك قد أشركوا أو كفروا بالله. بعد ذلك نقول لك، أما آن لك أن تؤمن وتحذر ألف مرة قبل أن ترمى زوار الأضرحة بالشر، إن هذا كله معاداة للأولياء الذين حذرنا الله تعالى من معاداتهم، فقال عز وجل [من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب] .. نفعنا الله بهم ونجانا من معاداتهم. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم. محمد مقبول |
||
|