هذه خطب ليوم الجمعة مقسمة على أسابيع الأشهر العربية مساهمة فى تتبع أحداث هذه الشهور ودعما للإخوة المكلفين بخطبة الجمعة فى البلاد النائية، وهى تصلح لأن تكون خطبا أسبوعية قائمة بذاتها، كما تصلح أن تكون نواة لتحضير خطبا أكبر، كما يمكن أن تضيف عليها من واقع أحداث البلد الذى أنت فيه.

خطب شهر رجب

نسخة كاملة للخطب

(الخطبة الأولى) الإسراء والمعراج (الجزء الأول)

... أما بعد

يقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل ﴿سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ حقا سبحان من أسرى به صلوات ربى وسلامه عليه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى إلى بساط القرب معظماً ومشرفاً، فكان البراق مركبه وجبريل يخدمه، والملائكة ترقبه.

أيها الأحباب ... إن رسول الله حين بلغ احدى وخمسين عاما وتسعة أشهر على أرجح الأقوال أسرى به من بين زمزم والمقام إلى بيت المقدس ...

 

(الخطبة الثانية) الإسراء والمعراج (الجزء الثانى)

... أما بعد

يقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل ﴿سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ قصة الإسراء والمعراج هى المعجزة الثانية لرسول الله بعد القرآن الكريم، فقد أسرى به صلوات ربى وسلامه عليه ليلة الإثنين السابع والعشرين من شهر رجب من بيت أم المؤمنين السيدة أم هانئ من أرض مكة إلى المسجد الأقصى، وعند ركوبه صلوات ربى وسلامه عليه البراق، اضطرب البراق كما تضطرب السمكة فى الشبكة، فقال جبريل: يا براق أما تستحى، أتنفر بين يدى سيد الخلق وحبيب الحق وأفضل أهل السموات والأرض، فقال البراق: قل لصاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر والخد الأحمر وحوض الكوثر والشفاعة الكبرى يوم المحشر أن يدخلنى فى شفاعته حتى أمكنه من ظهرى ويطأ على نحرى، فيزداد بذلك فخرى ...

 

(الخطبة الثالثة) الإسراء والمعراج (الجزء الثالث)

... أما بعد

يقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى • فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ انتهى بنا الحديث السابق عند الشق الأول من الرحلة الميمونة وهى رحلة الإسراء، واليوم نتكلم سويا عن الشق الثانى من الرحلة ألا وهو المعراج، فعندما انتهى الحبيب المحبوب صلوات ربى وسلامه عليه من رحلة الإسراء وختمها بصلاته إماما بالأنبياء والمرسلين، توجه وسيدنا جبريل عليه السلام إلى المعراج وقد نُصب له ليبدأ العروج إلى الملأ الأعلى من المسجد الأقصى.

فيقول الحبيب المحبوب صعدت إلى السماء الدنيا فى أسرع من طرفة عين وبينها وبين الأرض خمسمائة عام وسُمكها كذلك، ثم طرق جبريل الباب، فقالوا: من هذا؟ ...

 

(الخطبة الرابعة) الإسراء والمعراج (الجزء الرابع)

... أما بعد

يقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى • فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ فبعد الانتهاء من احتفال السموات السبع بالحبيب المحبوب وعند سدرة المنتهى وقف سيدنا جبريل ولم يتقدم للعروج خطوة واحدة، فقال له الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه (أهاهنا يترك الخليل خليله يا أخى يا جبريل؟) فقال سيدنا جبريل: لكل منا مقام معلوم، لو تقدمت شعرة لاحترقت ولو تقدمت أنت لاخترقت.

وهنا يبدأ الشق الثالث من هذه الرحلة الميمونة، فيقول الحبيب المحبوب (زج بى فى حجب من نور ليس فيها حجاب يشبه الآخر حتى وصلت إلى موطن صريف الأقلام، فسمعت النداء قف إن ربك يصلى، فقلت: التحيات لله، الزكيات لله، الطيبات الصلوات لله)، فأجابه الحق سبحانه (السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته)، فقال الحبيب المحبوب )السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) ...

راجى عفو ربه