كتب السلف

لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.

 

كتاب من المكتبة:

كتابين من إصحاحات الحديث الستة:

سنن أبى داوود

كتاب سنن أبى داوود للإمام سليمان بن الأشعث السجستانى، المولود 202هـ والمتوفى 275 هـ، وأخذ علمه عن جماعة كبيرة من الأولين منهم الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وتتلمذ على يديه الكثير من الأئمة مثل الإمام الشيبانى والحافظ الترمذى والحافظ النسائى وخلق كثيرين غيرهم، والكتاب هو أول كتب السنن صحة وثالث كتب الحديث بعد البخارى ومسلم، وقد جمع شمل أحاديث الأحكام، يقول الإمام أبو داوود عن هذا الكتاب أنه كتب عن رسول الله خمسمائة ألف حديث انتخب منها أربعة آلاف وثمانمائة فقط ضمنها كتاب السنن، ذكر فيها الصحيح وما يشبهه وما يقاربه، واتفق العلماء على وصف أبى داوود بالحفظ التام والعلم الوافر والإتقان والورع والفهم الثاقب فى الحديث وفى غيره، يقول ابن الأعرابى: ’لو ان رجلا لم يكن عنده شيئ من كتب العلم إلا المصحف ثم كتب أبى داوود لم يحتج معهما إلى شيئ من العلم البتة‘، وقد بلغت كتب هذا الكتاب 35 كتابا وبلغت أحاديثه 5274 حديثا.

وقد طبع هذا الكتاب مرارا فى الهند ومصر، وقام المحقق بمراجعة الطبعات السابقة وإدراج الآيات القرآنية برسم المصحف، وتصحيح الأخطاء المطبعية، وترقيم الأبواب والترتيب.

 

 

رابط كتاب أبى داوود فى موقع التراث

سنن النسائى

كتاب سنن النسائى للحافظ أبى عبد الرحمن النسائى بشرح الحافظ جلال الدين السيوطى المتوفى: 911 هـ، وحاشية الأمام السندى المتوفى: 1138 هـ، وقد وضعه الحافظ السيوطى كتعليق على كتاب سنن النسائى والذى صنف قبل 600 سنة من تعليقه، وحيث أن شرط النسائى وأبو داوود أنهم خرَّجوا إلى جانب أحاديث الصحيحين الأحاديث الصحيحة التى تركها البخارى ومسلم من طريق دون طريق أخراجهما، وأحاديث أخرجاها من غير قطع بصحتها لأنه رواها قوم واحتجوا بها فوضعوها وبينوا رأيهم فيها، فأخرجا كل ما لم يُجْمَع على تَرْكِه، وذلك أن كل طبقة من نقاد الرجال لا تخلو من متشدد ومتوسط، فإذا لم يجمعا على ترك الرجل لم يتركه، ولم يكن شرط النسائى سهلا بل قيل عنه أنه أشد من شرط الشيخان حيث أنه تجنب جماعة من رجال الصحيحين، ويقول النسائى أنه استخار الله فى الرواية عن شيوخ كان فى قلبه منهم بعض شيئ فوقعت الخيرة على تركهم فنزل فى جملة من الحديث كان يعلو فيها عنهم، ولذلك فلم يحدث بحديث من ابن لهيعة ومن قتيبة، وقال أبو الحسن المعافرى: إذا نظرت إلى ما يخرجه اهل الحديث فما أخرجه النسائى أقرب إلى الصحة، وفى الجملة فكتاب السنن للنسائى أقل الكتب بعد الصحيحين حديثا ضعيفا ورجلا مجروحا، وإن كان أبرع كتب السنن تصنيفا وترصيفا وجامع بين طريقى البخارى ومسلم مع حظ كثير من بيان العلل، وقد أجمع علماء المشرق والمغرب على صحته ضمن الكتب الستة، والإمام السيوطى قد شرح وعلق على كل ابواب وأحاديث السنن.

وقد قام المحقق بتخريج أحاديث السنن وأحاديث الحافظ السيوطى.

 

 

رابط كتاب النسائى فى موقع التراث

 

أسرة التحرير

 

ملحوظة: لتحميل كتاب من موقع التراث؛ يتم تنزيل جميع الملفات المضغوطة (rar files) الخاصة بالكتاب ثم توضع معا فى نفس الفولدر ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم بفتح أى ملف منها وعندها يمكن أن تجد الكتاب والذى يكون أما ملف واحد أو عدة ملفات من طراز (pdf) فيتم نقلها إلى خارج الملف المضغوط فى فولدر واحد أيضا ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم تفتح باستعمال برنامج قراءة الأكروبات

 

 

 

مختارات من القراءة

من كتاب لطائف الإشارات - أدب المريد فى نفسه

ملازمة الشيخ

من كان له شيخ فليلازمه ويجاهد على أن تكون خلوته تجاه باب الشيخ حتى يقع بصره عليه كلما خرج فذلك دليل على سعادته فربما سيرته نظرة من النظرات ذهبا إبريزا وأغنته عن المجاهدة كما وقع لسيدى يوسف العجمى؛ فقد خرج يوما من الخلوة فوقع بصره على كلب على باب المسجد فانقادت لهذا الكلب جميع الكلاب فى مصر وصارت تمشى معه حيث مشى وتقف حيث وقف وصار الناس ينذرون البقر وغيرها للكلابفعلم الشيخ بذلك فأرسل وراء ذلك الكلب وقال له إخسأ، فتفرقت عنه الكلاب لوقته وقال: ’لو أن تلك النظرة وقعت على آدمى لصار إماما يقتدى به‘.

وقالوا ينبغى له ألا يسافر قبل أن تقبله الطريق فإن السفر للمريد سم قاتل، وكان الإمام القشيرى رضى الله عنه يقول: ’إذا أراد الله بمريد خيرا ثبته فى موضع إرادته وأدام عليه طريق مجاهداته وإذا أراد الله به شر رده إلى حالته قبل التوبة وأشغله بالدنيا عنه‘

وكان أيضا يقول: ’الخير كل الخير فى العكوف على عتبة الشيخ وإذا أراد الله بعبد شرا شتته فى مطاوح غريبة، قبل أن يتمكن فى أمور ربه‘، وغاية أمره فى سياحته حجات يحصلها خالية عن الآداب المطلوبة فيها أو زيارة مواضع يرتحل إليها أو لقاء أشياخ من غبر أن يتقيد بأحد منهم بالتربية، فمثل هذا لا يكلف المشى على مراسم الطريق لأن الله تعالى لم لم يرد أن يرقيه إلى مراتب الرجال، إذ لو أراد الله له ذلك لقيده على خدمة شيخ يبايعه على السمع والطاعة فى المنشط والمكره. والله أعلم.

نادية

مختارات من القراءة

من كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس:

والذين معه

﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِى الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ الفتح 29
 

لا إلله إلا الله ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله﴾ من غير شهادة سهيل بن عمرو ﴿والذين مَعَهُ﴾ يعنى أبا بكر أول من آمن به وقام معه يدعو الكفار إلى دين الله ﴿أَشِدَّآءُ عَلَى الكفار﴾ بالغلظة وهو عمر كان شديداً على أعداء الله قوياً فى دين الله ناصراً لرسول الله ﴿رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ﴾ متوادون فيما بينهم بارون وهو عثمان بن عفان كان باراً على المسلمين بالنفقة عليهم رحيماً بهم ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعاً﴾ فى الصلاة ﴿سُجَّداً﴾ فيها وهو على بن أبى طالب كان كثير الركوع والسجود ﴿يَبْتَغُونَ﴾ يطلبون ﴿فَضْلاً﴾ ثواباً ﴿مِّنَ الله وَرِضْوَاناً﴾ مرضاة ربهم بالجهاد وهم طلحة والزبير كانا غليظين على أعداء الله شديدين عليهم ﴿سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ﴾ علامة السهر فى وجوههم ﴿مِّنْ أَثَرِ السجود﴾ من كثرة السجود بالليل وهم سلمان وبلال وصهيب وأصحابهم ﴿ذلك مَثَلُهُمْ﴾ هكذا صفتهم ﴿فِى التوراة وَمَثَلُهُمْ﴾ صفتهم ﴿فِى الإنجيل كَزَرْعٍ﴾ وهو النبى ﴿أَخْرَجَ﴾ أى الله ﴿شَطْأَهُ﴾ فراخه وهو أبو بكر أول من آمن به وخرج معه على أعداء الله ﴿فَآزَرَهُ﴾ فأعانه وهو عمر أعان النبى بسيفه على أعداء الله ﴿فاستغلظ﴾ فتقوى بمال عثمان على الغزو والجهاد فى سبيل الله ﴿فاستوى على سُوقِهِ﴾ فقام على إظهار أمره فى قريش بعلى بن أبى طالب ﴿يُعْجِبُ الزراع﴾ أعجب النبى بطلحة والزبير ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ﴾ بطلحة والزبير ﴿الكفار﴾ ويقال نزلت من قوله ﴿والذين مَعَهُ﴾ إلى ها هنا فى مدحة أهل بيعة الرضوان وجملة أصحاب النبى المخلصين المطيعين لله ﴿وَعَدَ الله الذين آمَنُواْ﴾ بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن ﴿وَعَمِلُواْ الصالحات﴾ الطاعات فيما بينهم وبين ربهم ﴿مِنْهُم مَّغْفِرَةً﴾ أى لهم مغفرة لذنوبهم فى الدنيا والآخرة ﴿وَأَجْراً عَظِيماً﴾ ثواباً وافراً فى الجنة.

 

سامر الليل