هذه خطب ليوم الجمعة مقسمة على أسابيع الأشهر العربية مساهمة فى تتبع أحداث هذه الشهور ودعما للإخوة المكلفين بخطبة الجمعة فى البلاد النائية، وهى تصلح لأن تكون خطبا أسبوعية قائمة بذاتها، كما تصلح أن تكون نواة لتحضير خطبا أكبر، كما يمكن أن تضيف عليها من واقع أحداث البلد الذى أنت فيه.

خطب شهر جمادى الأول

نسخة كاملة للخطب

(الخطبة الأولى) التبرك (الجزء الثالث)

... أما بعد

لقد انتهينا فى الحديث السابق حول التبرك بالحبيب المصطفى فى حياته وبعد انتقاله وعن التبرك بالأنبياء، واستكمالا لما سبق سيكون حديثنا اليوم عن التبرك بأولياء الله الصالحين من أمة الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه، والتبرك بالتقبيل وبالتمسح حتى تُسد كل ثغرة عن كل متأول ومتقول ومفتى فى الدين بغير علم.

فالتبرك بالصالحين وارد فى صحيح السنة النبوية الشريفة، ففيما أخرجه البخارى عن سيدنا عبد الله بن عمر فى حديث الاستسقاء بسيدنا العباس قائلا ...

 

(الخطبة الثانية) التــوبة

... أما بعد

يقول الحق سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا﴾ التحريم 8 ويقول معلم البشرية صلوات ربى وسلامه عليه (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) مسلم ومسند أحمد ومسند البزار وسنن البيهقى الكبرى.

أحبابى فى رسول الله إن الكمال المطلق لله سبحانه وتعالى، والعصمة لأنبيائه ورسله، والحفظ لأوليائه وأهل طاعته، أما سائر البشر فليس لهم كمال الله ولا عصمة أنبيائه ولا حفظ أوليائه، ولكن فتح الله لهم باب التوبة، فإذا صدر الذنب وجب الإسراع فى التوبة والإنابة إلى الله تعالى، ولا يتمادى العبد فى ذنوبه ولا يستعظم ذنبه على الله سبحانه ...

 

(الخطبة الثالثة) الاطمئنان فى الصلاة

... أما بعد

يقول الحق سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ • الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ الماعون 4، 5 أخوة الإيمان، نطرق اليوم باب آفتين خطيرتين تنتشران بين جموع المسلمين، ألا وهما:

· الإسراع فى الصلاة وعدم أدائها بخشوع.

· وترك صلاة الجماعة.

وقبل أن نشرع فى شرح هاتين الآفتين وجب أن نذكر أحوال الصلاة حيث أن للصلاة ثلاثة أحوال:

إن النبى قدم المدينة، وهو يصلى سبعة عشر شهرا إلى بيت المقدس، حتى أنزل الله عليه ﴿قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها﴾ البقرة 144، فتوجه صلوات ربى وسلامه عليه إلى البيت الحرام، فهذا هو الحال الأول ...

 

(الخطبة الرابعة) الإنفاق على الأهل

... أما بعد

يقول الحق سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم ﴿وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ﴾ البقرة 272.

أخوة الإيمان ... إن الله كثيرا ما تحدث عن الإنفاق فى سبيله عن طريق الزكاة أو الصدقة، وورد ذلك فى أكثر من موضع فى كتابه الكريم وفى الأحاديث القدسية، وعن جزاء الصدقات يقول سبحانه ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء﴾ البقرة 261، ويقول رسول الله (إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهى له صدقة) صحيح البخارى وسنن النسائى، أى أن ما ينفقه الرجل فى بيته على الطعام والكسوة والتوسع على أهل بيته يجازى عليه كما يجازى على الصدقة، ولكن شرطا تقديم النية باحتسابها نفقة ...

 

راجى عفو ربه