استكمال ما جاء بالعدد السابق:
وقد
روينا عن سفيان الثورى وعن بشر بن الحرث: إذا استوحشت من الوحدة
واستأنست بالخلق لم آمن عليك الرياء، وكان أبو محمد يقول: اجتمع الخير
كله فى هذه الخصال الأربع وبها صار الإبدال إبدالاً: إخماص البطون،
والصمت، واعتزال الخلق، وسهر الليل، وحدثت عن عبد العزيز عن سهل
من ذلك فإن فى الشبع قسوة القلب وظلمته وفى ذلك قوّة صفات النفس
وانتشار حظوظها وفى قوّتها وبسطها ضعف الإيمان وخمود أنواره وفى ضعف
النفس وخمود طبعها قوة الإيمان واتساع شعاع أنوار اليقين وفى ذلك قرب
العبد من القريب ومجالسته للحبيب والشبع مفتاح الرغبة فى الدنيا، وقال
بعض الصحابة: أول بدعة حدثت بعد رسول اللّه
وروى
عن عائشة
وروى عن الثورى: خصلتان تقسيان القلب؛ طول الشبع، وكثرة الكلام، وروينا عن مكحول خصال ثلاث يحبها اللّه عزّ وجلّ وثلاث يبغضها اللّه عزّ وجلّ، فأما اللاتى يحبها: فقلة الأكل، وقلة النوم، وقلة الكلام، وأما اللاتى يبغض: فكثرة الأكل، وكثرة الكلام، وكثرة النوم؛
فأما النوم فإن فى مداومته طول الغفلة وقلة العقل ونقصان الفطنة
وسهوة القلب، وفى هذه الأشياء الفوت وفى الفوت الحسرة بعد الموت،
وروينا عن النبى
وروى
عن على
وللحديث بقية ... مريد يتمنى الصدق |
||
![]() |
||
|
||
{هم المنشغلين بالله عمن سواه}
عن أنس
بن مالك قال: قال رسول الله
عن أنس
بن مالك قال: قال رسول الله
عن
مقاتل والكشاف فى تفسيرهما لقوله سبحانه: ﴿وقل رب أدخلنى مدخل صدق
وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا﴾ أن النبى
وفى
تفسير ابن عجيبة لقوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ • وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا
تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ
اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين﴾َ 45,
46 الأنفال، يقول ابن عجيبة:
يقول
الحق
﴿وأطيعوا الله ورسوله﴾ فيما يأمركم به وينهاكم عنه؛ فإن الطاعة مفتاح
الخيرات، ﴿ولا تنازعوا﴾ باختلاف والمعنى فى الإشارة: خاطب الله المتوجهين إليه، السائرين إلى حضرته، وأمرهم بالثبوت ودوام السير، وبالصبر ولزوم الذكر عند ملاقاة القواطع والشواغب، وكل ما يصدهم عن طريق الحضرة، وذلك بالغيبة عنه والاشتغال بالله عنه، وعدم الإصغاء إلى خوضه وتكديره، فمن صبر ظفر، ومن دام على السير وصل، وأمرهم ايضاً بطاعة الله ورسوله، ومن يدلهم على الوصول إليه، ممن هو خليفة عنه فى أرضه، وأمرهم بعدم المنازعة والملاججة، فإن التنازع يُوجب تفرق القلوب والأبدان، ويوجب الفشل والوهن، ويذهب بريح النصر والإعزاز، كما أن الوفاق يوجب النصر ودوام العز. ونهاهم عن التشبه بأهل الخوض والتكدير، ممن أولع بالطعن والتنكير، بل يكونون على خلافهم مخلصين فى أعمالهم وأحوالهم، دالين على الله، داعين إلى طريق الله، يُحببون الله إلى عباده، ويحببون عباد الله إلى الله، وهذه صفة أهل الله. نفعنا الله بذكرهم. آمين. انتهى كلام ابن عجيبة. وروى أن موسى عليه السلام قال: إلهى أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك. فقال الله تعالى: [أنا جليس لمن ذكرنى وقريب ممن أنس بى أقرب إليه من حبل الوريد]
وقال
سادة أهل الله
وقالوا: ذكر الله طعام الروح والثناء عليه تعالى شرابها والحياء منه لباسها. وقالوا: ما تنعم المتنعمون بمثل أنسه ولا تلذذ المتلذذون بمثل ذكره. وجاء فى بعض الكتب الإلهية أن الله تعالى قال: [من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ ومن ذكرنى من حيث هو ذكرته من حيث أنا ومن ذكرنى من حيث هو أعطيته من حيث أنا] فالقوم شغلهم ذكره ومقصدهم هو يرون أن الحوادث الكونية تقوم بقضائه وقدره فلا يعارضوها لا بقلب ولا بلسان: إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون.
قال ابن
عباس
وللحديث بقية ،،، من خواطر خاطر |
||
من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع صفحات الصوفية فى موقع الطريقة البرهانية. أسرة التحرير |
||
|