أم المؤمنين: حفصة بنت عمر

 

هى أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن كعب بن قريش،‏ وكان عمر يكنى بأبى حفص،‏ وهو ثانى الخلفاء الراشدين‏.‏ قَالَتْ عنها عَائِشَة: هِى الَّتِى كَانَتْ تُسَامِينِى مِن أَزْوَاجِ النَّبِى .

أم السيدة حفصة‏:‏ هى السيدة زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، اخت الصحابى الجليل عثمان بن مظعون أول من توفى بالمدينة من المهاجرين وأول من دفن بالبقيع وأول من صلى عليه رسول الله واخوها لابيها عبد الله بن عمر بن الخطاب الصحابى الجليل.

وكانت ولادة السيدة حفصة فى السنة الخامسة قبل بعثة النبى حين كانت قريش تجدد بناء الكعبة، وقيل فى السنة السابعة وعندما أسلم سيدنا عمر بن الخطاب تبعه فى إسلامه أهل بيته ومن بينهم السيدة حفصة‏.‏ وكان لإسلام سيدنا عمر أثر طيب فى نفوس من أسلموا قبله‏، لدرجة أن بعض المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة فرارا بدينهم من أذى المشركين،‏ عندما بلغهم الخبر عادوا من الحبشة إلى مكة‏.

كانت السيدة حفصة زوجة صالحة للصحابى الجليل (خنيس بن حذافة السهمى) الذى كان من أصحاب الهجرتين، عاشت السيدة حفصة مع زوجها الذى كانت تحبه ويحبها، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه، ثم إلى المدينة نصرة لنبيه ، و قد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه توفى على أثرها، و ترك من ورائه زوجته (حفصة بنت عمر) شابة فى ريعان العمر،‏ وكان عمر السيدة حفصة عند وفاة زوجها خنيس ثمانية عشر عاما أو عشرون عاما، ولم تلد له.

زواج السيدة حفصة من الرسول :

تألم سيدنا عمر بن الخطاب لابنته الشابة، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال شبابها وأصبح يشعر بانقباض فى نفسه كلما رأى ابنته الشابة تعانى من عزلة الترمل، وهى التى كانت فى حياة زوجها تنعم بالسعادة الزوجية، فأخذ يفكر بعد انقضاء عدتها فى أمرها، من سيكون زوجا لابنته؟

ومرت الأيام متتابعة وما من خاطب لها، وهو غير عالم بأن النبى قد أخذت من اهتمامه فأسر إلى أبى بكر الصديق أنه يريد خطبتها. ولما تطاولت الأيام عليه وابنته الشابة الأيم يؤلمها الترمل، عرضها على أبى بكر، فلم يجبه بشيئ، ثم عرضها على عثمان، فقال: بدا لى اليوم ألا أتزوج. فوجد عليهما وانكسر، وشكا حاله إلى النبى ، فقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان وهو النبى ، و يتزوج عثمان من هو خير من حفصة. وهى السيدة أم كلثوم ابنته بعد وفاة شقيقتها السيدة رقية التى كانت زوجة لسيدنا عثمان .

أخرج البخارى عن عبد الله بن عمر يحدث: أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمى وكان من أصحاب رسول الله قد شهد بدرا وتوفى بالمدينة، قال عمر: فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، قال: سأنظر فى أمرى، فلبثت ليالى فقال: قد بدا لى أن لا أتزوج يومى هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلى شيئا، فكنت عليه أوجد منى على عثمان، فلبثت ليالى ثم خطبها رسول الله فأنكحتها إياه، فلقينى أبو بكر فقال: لعلك وجدت على حين عرضت على حفصة فلم أرجع إليك، قلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعنى أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أنى قد علمت أن رسول الله قد ذكرها، فلم أكن لأفشى سر رسول الله ولو تركها لقبلتها.

وينال سيدنا عمر بن الخطاب شرف مصاهرة النبى ، ويرى نفسه أنه قارب المنزلة التى بلغها سيدنا أبو بكر من مصاهرته من ابنته عائشة، وهذا هو المقصود والله أعلم من خطبة النبى لحفصة بنت عمر .

وبذلك تحققت فرحة سيدنا عمر وابنته السيدة حفصة، وبارك الصحابة يد رسول وهى تمتد لتكرم عمر بن الخطاب بشرف المصاهرة منه ، وتمسح عن حفصة آلام الترمل والفرقة

حفصة فى بيت النبوة:

تزوج الرسول بالسيدة حفصة بنت عمر فى شهر شعبان من السنة الثالثة للهجرة، على الأرجح، أصدقها بأربعمائة درهم‏،‏ وسنها يومئذ عشرون عاما.

عاشت السيدة حفصة فى بيت النبوة‏، وكانت ذكية عاقلة‏، تعلمت القراءة والكتابة على يد صحابية جليلة هى السيدة الشفاء بنت عبد الله وقد شجعها الرسول على ذلك‏.

وقد حظيت السيدة حفصة بنت عمر الخطاب بالشرف الرفيع الذى حظيت به سابقتها السيدة عائشة بنت أبى بكر الصديق، وتبوأت المنزلة الكريمة من بين (أمهات المؤمنين) .

وتدخل السيدة حفصة بيت النبى ، ثالثة زوجاته ، فقد جاءت بعد السيدة سودة والسيدة عائشة.

أما السيدة سودة فرحبت بها راضية، وأما السيدة عائشة فحارت ماذا تصنع مع هذه الزوجة الشابة وهى من هى! بنت الفاروق عمر الذى أعز الله به الإسلام قديما وملئت قلوب المشركين منه ذعرا.

وسكتت عائشة أمام هذا الزواج المفاجئ وهى التى كانت تضيق بيوم ضرتها السيدة سوده التى ما اكترثت لها كثيرا فكيف يكون الحال معها حين تقتطع السيدة حفصة من أيامها مع الرسول ثلثها.

وتقوم علاقة ود بين السيدة عائشة والسيدة حفصة بعد ظهور زوجات النبى "زينب وأم سلمة وزينب الأخرى وجويرية وصفية" فكانت تصافيها الود، وتسر السيدة حفصة لود ضرتها السيدة عائشة وينعمها ذلك الصفاء النادر بين الضرائر.

السر المذاع:

وقد تظاهرت السيدة عائشة والسيدة حفصة عليه فكان الهجر واعتزاله لنساءه ومن المتفق عليه من حديث عمر قال بن عباس : مكثت سنة اريد ان اسأل عمر بن الخطاب عن آية فما استطيع هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له فوقفت حتى فرغ ثم سرت معه فقلت: يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبى من أزواجه؟ فقال: تلك حفصة وعائشة وفى رواية لحديث بن عباس عن عمر متفق عليه كذلك انه سأله: يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبى اللتان قال الله تعالى: ﴿ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما﴾ فقال: عجبا لك يا بن عباس هما عائشة وحفصة .. الحديث بطوله، وفيه قال عمر : فاعتزل النبى نساءه من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة الى عائشة .

عَنْ عَطَاءٍ، سَمِعَ عُبَيْدَ بنَ عُمَيْرٍ يَقُوْلُ: سَمِعتُ عَائِشَةَ تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِى كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلاً. فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَنَّ أَيَّتَنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا، فَلْتَقُلْ: إِنِّى أَجِدُ مِنْكَ رِيْحَ مَغَافِيْرَ! أَكَلْتَ مَغَافِيْرَ! فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ. قَالَ: (بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ، وَلَنْ أَعُوْدَ لَهُ). فَنَزَل قوله تعالىَ ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِى لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ... إِلَى قَوْلِهِ ﴿إِنْ تَتُوْبَا﴾ -يَعْنِى: حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ- ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِىُّ﴾ قَوْلَهَ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً.

وفى روايه بصحيح البخارى ان التظاهر كان فى طلب التوسعة فى النفقة وفى اخرى عن عمر قال: اجتمع نساء النبى فى الغيرة عليه، حتى حصل مرة أن طلق النبى حفصة فدخل عليها خالاها: قدامة وعثمان ابنا مظعون فبكت وقالت: والله ما طلقنى عن سبع (تعنى بغض أو عيب أو نقص) فجاء جبريل للنبى فقال له «راجع حفصة فانها صوامة قوامة، وإنها زوجتك فى الجنة».وقد هزّ هذا الطلاق عمر الفاروق فحثى على رأسه التراب عندما سمع بالخبر وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعد اليوم.

وفى رواية أبى صالح دخل عمر على حفصة - مرة - وهى تبكى فقال لعل رسول الله قد طلقك إنه كان قد طلقك مرة ثم راجعك من أجلى فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا.

صفات السيدة حفصة :

السيدة حفصة أم المؤمنين الصوامة القوامة شهادة صادقة من أمين الوحى جبريل، وبشارة محققه: إنها زوجتك – يا رسول الله- فى الجنة، وقد وعت السيدة حفصة مواعظ الله حق الوعى، وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأدب، وقد عكفت على المصحف تلاوة وتدبرا وتفهما وتأملا مما أثار انتباه أبيها الفاروق عمر بن الخطاب إلى عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك و تعالى مما جعله يوصى بالمصحف الشريف الذى كتب فى عهد أبى بكر الصديق بعد وفاة النبى - وكتابته كانت على العرضة الأخيرة التى عارضها له جبريل مرتين فى شهر رمضان من عام وفاته - إلى ابنته حفصة أم المؤمنين.

حفظ نسخة القرآن المكتوب عند السيدة حفصة: الوديعة الغالية:

روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال "لما أمرنى أبو بكر فجمعت القرآن كتبته فى قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب، فلما هلك أبو بكر - أى : توفى – كان عمر كتب ذلك فى صحيفة واحدة فكانت عنده- أى: على رق من نوع واحد – فلما هلك عمر كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبى ، ثم أرسل عثمان إلى حفصة رضى الله عنها، فسألها أن تعطيه الصحيفة؛ وحلف ليردنها إليها، فأعطته، فعرض المصحف عليها، فردها إليها، وطابت نفسه، وأمر الناس فكتبوا المصاحف.

وقد امتاز هذا المصحف الشريف بخصائص الجمع الثانى للقرآن الكريم الذى تم إنجازه فى خلافة سيدنا أبى بكر الصديق ، بمشورة من سيدنا عمر بن الخطاب، وذلك بعد ما استحر القتل فى القراء فى محاربة مسيلمة الكذاب حيث قتل فى معركة اليمامة سبعون من القراء الحفظة للقرآن باسره .

وقد شارك سيدنا زيد فى هذه المهمة العظيمة سيدنا عمر بن الخطاب فعن عروة بن الزبير أن أبا بكر قال لعمر وزيد "اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيئ من كتاب الله فاكتباه". قال الحافظ السخاوى فى (جمال القراء) "المراد انهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدى النبى ، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التى نزل بها القرآن.

تلك هى الوديعة الغالية التى أودعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عند ابنته حفصة أم المؤمنين فحفظتها بكل أمانة ورعتها بكل صون فحفظ لها الصحابة والتابعون وتابعوهم من المؤمنين إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ذلك الذكر الجميل الذى تذكر فيه كلما تذاكر المسلمون جمع المصحف الشريف فى مرحلتيه - فى عهد الصديق أبى بكر وعهد ذى النورين عثمان - وبعد مقتل عثمان إلى آخر أيام على .

علمها و فقهها :

وخلال السنين التى عاشتها فى كنف النبى ، ذاقت من نبيل شمائله وكريم خصاله، ما دفعها إلى نقل هذه الصورة الدقيقة من أخلاقه وآدابه، سواءٌ ما تعلّق منها بهديه وسمته، ومنطقه وألفاظه، أو أحوال عبادته، فنجدها تقول: كان رسول الله يصوم ثلاثة أيام من الشهر: الإثنين والخميس، والإثنين من الجمعة الأخرى، وتقول:كان رسول الله إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده وقال (رب قنى عذابك يوم تبعث عبادك) ثلاث مرات.

وقد شهد لها جبريل بصلاحها وتقواها، وذلك حينما طلب من النّبى أن يراجعها بعد أن طلّقها تطليقةً، وقال له: (إنها صوّامة قوّامة، وهى زوجتك فى الجنة) رواه الحاكم والطبرانى.

وظلت السيدة حفصة - مرجعا لاكابر الصحابة الذين عرفوا لها علمها وفضلها حتى ان اباها عمر سألها عن اقصى مدة تحتمل فيها المرأة غياب زوجها عنها فاجابته بانها أربعة اشهر.

ومما يروى عن فصاحتها ما قالته لابيها لما طعنه المجوسى: يا ابتاه ما يحزنك وفادتك على رب رحيم ولا تبعة لاحد عندك ومعى لك بشارة لا أذيع السر مرتين، ونعم الشفيع لك العدل، لم تخف على الله عز وجل خشنة عيشتك، وعفاف نهمتك، واخذك بأكظام المشركين والمفسدين. وكانت راوية لاحاديث رسول الله و قد اتفق لها الشيخان على اربعة احاديث وانفرد مسلم بستة احاديث ولما اراد عبد الله بن عمر الا يتزوج فامرته ام المؤمنين بالزواج ناصحة له مبينة له ما يرجى من الزواج من ولد صالح يدعو لابيه وقالت: تزوج فان ولد لك ولد فعاش من بعدك دعا لك.

حوار راقٍ ذو مستوىً عال:

ومن مداراة النبى لزوجته حفصة ما رواه الإمام مسلم فى صحيحه عن جابر بن عبد الله أنه قال:

أخبرتنى أم مبشر أنها سمعت النبى يقول عند حفصة: لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها. قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها. فقالت حفصة ﴿وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا﴾ فقال النبى : قد قال الله عز وجل: ﴿ثم ننجى الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا﴾ مريم‏:‏ ‏71‏-‏72، ونلاحظ هنا كيف دارى النبى حفصة بالرد عليها، ولم يقل فى نفسه إننى أنا النبى المشرّع فكيف تردين على فى موضوع أنا مختص به أكثر منك، وإنما تعامل النبى مع الحدث على أنه مربى ومعلم، ولهذا نلاحظ فى النص أن النبى انتهرها عندما تكلمت من غير دليل، فعندما قالت له: بلى يا رسول الله، انتهرها، ولكنها عندما ذكرت له الدليل ﴿وان منكم إلا واردها﴾ نلاحظ أن النبى رد عليها بلطف ومن غير أن ينتهرها بقوله: ﴿ثم ننجى الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً﴾، فيظهر من هذا الموقف مدارة النبى لحفصة، وقد تكرر معها أكثر من موقف لأن الإنسان كلما ازدادت شدته احتاج الناس عند معاملته للمداراة أكثر. ولهذا فإن السيدة عائشة تصف السيدة حفصة فتقول «وكانت بنت أبيها» بمعنى على شدة وشخصية والدها الفاروق ، والمداراة: هى المداجاة والملاينة، كما فى مختار الصحاح. وقال ابن الأثير فى غريب الحديث: المداراة ملاينة الناس وحسن صحبتهم، واحتمالهم لئلا ينفروا عنك، فالمداراة خلق عظيم وخاصة مع النساء فإنهن أحوج الناس إلى المداراة وذلك لغلبة العاطفة عليهن وسرعة انفعالهن، وهذا ما نتعلمه من حبيبنا وسيدنا محمد .

وفاتها:

تفرغت حفصة للعبادة – صوامة قوامة، إلى أن توفيت فى أول عهد معاوية بن أبى سفيان سنة إحدى وأربعين بالمدينة عام الجماعة، وهى يومئذ ابنة ستين سنة أو ثلاث وستين سنة، فصلّى عليها مروان بن الحَكَم، وهو يومئذ عامل المدينة، ثم تبعها إلى البقيع، وجلس حتى فُرغ من دفنها، وكان نزل فى قبرها عبد الله وعاصم ابنا عمر وسالم وعبد الله وحمزة بنو عبد الله بن عمر، وشيعها أهل المدينة إلى مثواها الأخير فى البقيع مع أمهات المؤمنين .

و هكذا عشنا مع السيرة العطرة للسيدة حفصة وهى صوامةٌ قوَّامة لوامة، وارثة الصحيفة الجامعة لكتاب الله عزَّ وجل، وحارسة القرآن السيدة حفصة بنت سيدنا عمر بن الخطاب الذى قال فيه سيدنا محمد "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبِه". ورد فى الأثر.

والذى قال فيه الامام فخر الدين فى ديوانه:

أما أبو حفص يرى فى وجهه       نضر وليس به لغوب اللاغب

رضى الله عن سيدنا عمر وعن ابنته ام المؤمنين السيدة حفصة وارضاهم.

راوية رمضان