من أقوال ذو النون المصرى المتوفى سنة 245هـ : · كُلُّ مُدَّعٍ محجوبٌ بدعواه عن شُهودِ الحق؛ لأن الحقَّ شاهدٌ لأهل الحقِّ؛ لأن الله هو الحقُّ، وقولُه الحقُّ؛ ولا يحتاج أن يَدَّعى إذا كان الحقُّ شاهداً له؛ فأما إذا كان غَائِباً فحينئذٍ يَدَّعى، وإنما تقع الدعْوى للمحجوبين. · إياك ان تكون بالمعرفة مدَّعيا؛ أو تكون بالزهد مُحتَرِفاً؛ أو تكونَ بالعبادة مُتَعلَّقاً. · بأوَّلِ قدم تطلُبُه، تُدْرِكُه و تَجِدُه. · مَن تَزَيَّن بِعَمله، كانتْ حسناتُه سيِّئاتٍ. · الأُنْس بالله نور ساطع؛ والأُنْس بالخَلقْ غَمٌّ واقِع. · للهِ عبادٌ تركوا الذنبَ استحياءَ من كَرَمه؛ بعد أن تركوه خوفاً من عُقوبَتهِ. ولو قال لك "اعملْ ما شئتَ، فلستُ آخُذُك بذنب" كان ينبغى أن يزيدَك كرمُه استحياءً منه، وتركاً لمعصيته؛ إن كنتَ حُراً كريماً، عبداً شَكورًا. فكيف وقد حذَّرَك؟! · كان الرجلُ من أهْلِ العِلْم، يزدادُ بعلمه بُغضاً للدنيا، وتركاً لها؛ واليومَ يَزْدادُ الرجلُ بعلمه، للدنيا حبّاً، ولها طَلَباً. وكان الرجلُ يُنفِق مالَه على عِلْمه؛ واليومَ يَكْسَبُ الرجلُ بعلمه مالاً. وكان يُرى على صاحب العلم، زيادةٌ فى باطنه وظاهرِه؛ واليومَ، يُرَى على كثيرٍ من أهل العلم فسادُ الباطِنِ والظاهِرِ. · العارفُ، كلَّ يوم، أَخْشعُ؛ لأنه، كلَّ ساعة، أقربُ. · إن العارف لا يَلْزم حالةً واحدةً، إنما يلزمُ ربَّه فى الحالاتِ كلِّها. · يا مَعْشر المريدين! من أراد مِنْكم الطريقَ، فلْيَلْق العلماءَ بالجهلِ، والزهادَ بالرَّغْبَةِ، واهلَ المعرفةِ بالصمت. · لم أرَ أجْهلَ من طبِيبٍ، يداوى سكرانَ، فى وقت سُكْره. لن يكون لسكره دواء حتى يُفيق فيداَوى بالتَّوْبَة. · لم أر شيئاً أَبْعثَ لِطَلبِ الإخلاص، من الوحدة؛ لأنه إذَا خلا، لم ير غيرَ الله تعالى؛ فإذا لم ير غيرَه، لم يُحرِّكْه إلا حكمُ الله. ومن أحبَّ الخَلْوة، فقد تعلَّق بعمودِ الأخلاص، واستمسك بركنٍ كبير من أركان الصدق. · من علاماتِ المحبِّ لله، متابعةُ حبيبِ الله فى أخلاقه، وافعاله، وأراءه، وسُنَنهِ. · الخَوْف رقيبُ العملِ، والرجاءُ شَفِيع المِحَنِ. · اطلبْ الحاجة بلسان الفَقْرِ لا بلسان الحُكْم. · مِفْتاحُ العبادَة الفكرةُ. وعلامةُ الهوى متابعة الشهوات. وعلامةُ التوكلِ انقطاعُ المطامِع. · من أراد التواضعَ فَلْيُوَجِّه نفسه إلى عَظَمةِ الله، فإنها تذوبُ وتصفو ومن نظر إلى سلطانِ الله، ذَهبَ سلطانُ نفسه؛ لأنّ النفوسَ كلَّها فقيرةٌ عند هَيْبَتِه. · وسئل عن المحبَّة؛ فقال "ان تُحبَّ ما أحَبَّ اللهُ؛ وتبْغضَ ما أبغض اللهُ؛ وتفعلَ الخيرَ كلَّه؛ وترفضَ كلَّ ما يشغَلُ عن الله؛ وألا تخافَ فى اللهِ لومه لائم؛ مع العطْفِ للمؤمنين، والغِلْظة عَلَى الْكافرين؛ واتِّباع رسولِ الله، ، فى الدِّين. · وسُئِل "ما أخفى الحجابِ وأشدُّه؟" قال "رُؤيةُ النفس وتَدْبيرُها". · سُئل ذا النون عن الصّوفى، فقال"من إذا نطق، أبانَ نُطْقه عن الحقائق؛ وإن سكت نطقت عنه الجوارحُ بِقَطْعِ العلائق". · ويقول سعيدَ بن عثمان، أنشدنى ذو النون: أَموتُ وما ماتَتْ إليك صَبابَتى ولا قضَّيتُ مِن صِدْق حُبك أَوطارى مُناىَ، المنى كلُّ المنى، أنتَ لى مُنًى وأَنْتَ الغِنى، كلُّ الغِنى، عِنْد أقتارى وأنتَ مَدَى سُؤْلى وغايةُ رَغْبَتِى ومَوضِعُ آمالى ومَكْنُونُ اضمارى ----- تَحمَّلَ قلبى فيك ما لا أَبُثُّه وَإِنْ طالَ سُقْمِى فيكَ أو طال إِضْرارى وبَيْنَ ضُلوعى منكَ مَالَكَ قَدْ بدا ولَمْ يَبْدُ باديه لأهلٍ ولا جار وبى مِنكَ فى الأحشاءِ داء مُخامِر فقد هَدَّ مِنِّى الركنَ وانْبَثَّ إسْرارى ----- ألَستَ دليلَ الرَّكْب، إِنْ همُ تَحَيَّروا ومُنْقِذَ من أَشْفى عَلَى جُرُفٍ هارى؟ أَنَرتَ الهُدَى لِلْمُهْتَدِين، ولم يَكُنْ مِنَ النُّور فى أيديهمُ عُشْرَ مِعْشار فَنَلْنى بعفو مِنْك، أحيا بِقُرْبِه اَغِثْنِى بِيُسْرٍ منك، يَطْرُدُ اِعْسار · يقول سعيدَ بن عثمان سمعتُ ذا النون يقولُ: لَئِن مَدَدْتُ يدى إليك دَاعياً، لَطَالَما كَفَيْتَنِى ساهِياً أَأَقْطَعُ مِنكَ رجاى، بما عَمِلتْ يداى؟ حَسْبى من سؤالى، علمُك بحالى
من أقوال سرىُّ السقطى المتوفى سنة251 هـ : · الأمورُ ثلاثةٌ: اَمْرٌ بانَ لك رُشْدُه، فاتّبِعْه؛ وأَمْرٌ بانَ لَكَ غَيُّه، فاجْتَنِبْه؛ وأَمْرٌ أَشْكَلَ علَيْك، فَقِفْ عِنْدَه، وكِلْهُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ. ولْيَكُنْ اللهُ دَليلَك. واجعلْ فَقْرَكَ إليه، تَسْتَغْنِ به عَمَّنْ سواه. · مِنْ علامةِ الاسْتِدْرَاجِ العَمَى عن عُيُوبِ النّفْسِ. · مِنْ قِلّةِ الصِّدْقِ كَثْرَةُ الخُلَطاءِ. · حُسْنُ الخُلُقِ كفُّ الاذَى عن الناسِ؛ واحْتِمالُ الأذَى عنْهم بلا حِقْدٍ ولا مُكافَأَةٍ. · أقوى القوَّةِ غَلَبَتُك نَفْسَك، ومن عَجَز عن أَدَبِ نَفْسِه كان عن أَدَبِ غَيْرِه أعْجَزُ. · مَن خافَ اللهَ خَافَهُ كلُّ شيئٍ. · لِسانُك َرْجُمانُ قَلْبك؛ ووَجْهُكَ مرآةُ قلبك؛ يَتَبَيَّنُ على الوَجْهِ ما تُضْمِرُ القُلوبُ. · القُلوبُ ثلاثَةٌ: قَلْبٌ مثلُ الجَبَلِ، لا يُزيلُهُ شىءٌ؛ وقلبٌ مثل النَّخْلَةِ، أَصْلُها ثابتٌ والريحُ تُمِيلُها؛ وقَلْبٌ كالريِّشةِ، يَميلُ مَعَ الرِّيح يميناً وشمالاً. · إن اغْتَمَمْتَ لِمَا يَنْقُصُ مِنْ مالِك، فابكِ عَلَى ما ينقُصُ مِنْ عُمْرِك. · مِن عَلامةِ المعْرفَة بالله القيامُ بحقوق الله، وإيثارُه على النفْس، فيما أَمكَنَتْ فيه القدرةُ. · خَيْرُ الرِّزْقِ ما سَلِمَ من خَمْسَة: من الآثام فى الاكْتِسابِ؛ والمَذَلّةِ والخُضوعِ فى السُّؤال؛ والغِشِّ فى الصِّناعة؛ ومُعامَلَةِ الظّلَمَةِ. · أحسنُ الأشياءِ خمسةٌ: البُكاءُ عَلَى الذُّنوب؛ وإصْلاحُ العُيُوبِ؛ وطاعةُ عَلاّم الغُيوبِ؛ وجَلاءُ الرَّيْن منَ القلوب؛ وأَلاّ تكونَ لِكلِّ ما تَهْوَى رَكوبُ. · لَن يَكْمُلَ رجلٌ حتى يُؤْثِرَ دينَه على شَهْوَتِه؛ ولَن يَهْلِكَ حتى يُؤْثِر شَهْوَتَه على دِينِه. · أربعٌ من أَخْلاق الأَبْدالِ: اسْتِقْصاءُ الوَرَع، وتصحيحُ الإرَادَةِ، وسلامةُ الصَّدْر للخلق، والنصيحةُ لهم. · أَرْبَعُ خصالٍ تَرْفَعُ العبدَ: العِلْمُ والأدب والأَمَانةُ والعفَّةُ. · من لم يَعْرِفْ قَدْرَ النّعمةِ سُلِبَها من حيثُ لا يعلمُ. · من هانَتْ عَلَيْه المصائِبُ أَحْرَزَ ثَوابَها. · قَلِيلٌ فى سُنَّةٍ، خَيْرٌ من كثيرٍ مع بِدْعَةٍ. كيف يَقِلُّ عَمَلٌ مع التّقْوَى؟! · ما أَكْثَرَ مَنْ يصفُ الصِّفَةَ، وأقلَّ من يُوافِقُ فِعْلُه صفَتَه؟ · كلُّ الدنيا فُضُول، إلا خَمْسُ خِصال: خُبْزٌ يُشْبِعُه، وماءٌ يُرويه، وثوب يستره، وبيتٌ يُكِنُّه، وعِلْمٌ يَسْتَعْمِلُه. · التَّوَكُّلُ الانْخِلاعُ من الْحَول والقُوَّة. عبدالستار الفقى
|
||
|
||
من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع صفحات الصوفية فى موقع الطريقة البرهانية. أسرة التحرير |
||
|