هذه خطب ليوم الجمعة مقسمة على أسابيع الأشهر العربية مساهمة فى تتبع أحداث هذه الشهور ودعما للإخوة المكلفين بخطبة الجمعة فى البلاد النائية، وهى تصلح لأن تكون خطبا أسبوعية قائمة بذاتها، كما تصلح أن تكون نواة لتحضير خطبا أكبر، كما يمكن أن تضيف عليها من واقع أحداث البلد الذى أنت فيه.

خطب شهر فبراير

نسخة كاملة للخطب

(الخطبة الأولى) التوسل -1

... أما بعد

إخوانى فى الإيمان نرى فى هذا الزمان الكثير مِن الناس مَن يتكلمون فى الدين بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، وبغير دراية بما هم خائضين فيه، فنراهم  يحكموا بتحريم أشياء وحجتهم أن هذا الشيئ المحكوم عليه عمله شرك، وذلك استناداً منهم بغير علم على كتاب الله وتفسيره بأهوائهم، ناسين أو متناسين أنه من أهم القواعد الفقهية أن القول بالرأى فى كتاب الله حرام، وبتفسيرهم للآيات بأهوائهم يجدون راحة فى أنفسهم الضعيفة وقلوبهم المريضة، وباتباعهم للهوى نجدهم يلبسون الحق بالباطل ويخلطون الحابل بالنابل والأمر بالنهى والحظر بالإباحة، فأضلوا كثيراً من الناس لاتباعهم إياهم ...

 

(الخطبة الثانية) التوسل -2

... أما بعد

تحدثنا فى الخطبة السابقة عن التوسل بالنبى قبل ولادته، ونتحدث اليوم عن التوسل بالنبى فى حياته: ونجد من الأحاديث فى كتب الصحاح الكثير، منها ما رواه ابن ماجه والترمذى والنسائى فى سننهم والإمام أحمد فى مسنده عن عثمان بن حنيف (أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِىَّ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ لِى أَنْ يُعَافِيَنِى فَقَالَ إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ لَكَ وَهُوَ خَيْرٌ وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ فَقَالَ ادْعُهْ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيُصَلِّىَ رَكْعَتَيْنِ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ يَا مُحَمَّدُ إِنِّى قَدْ تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّى فِى حَاجَتِى هَذِهِ لِتُقْضَى اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِىَّ) قال أبو إسحق هذا حديث صحيح، وزاد البيهقى فيه (فقام وقد أبصر) وفى رواية أخرى (اللهم شفعه فىّ وشفعنى فى نفسى)...

 

(الخطبة الثالثة) التوسل -3

... أما بعد

 

استكمالاً للحديث الذى انتهينا به فى الخطبة السابقة وهو التوسل بالنبى بعد وفاته، فقد صح فى حديث طويل ما قاله ابن حجر فى كتابه (الجوهر المنظم) وما رواه ابن جرير: أن الناس أصابهم قحط فى زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فجاء رجل إلى قبر النبى فقال: يارسول الله "استقى لأمتك فإنهم قد هلكوا" فأتاه فى النوم فأخبره أنهم سيسقون، فكان كذلك.

وذكر العلامة السمهودى فى كتابه "خلاصة الوفاء" من أن الأدلة على صحة التوسل بالنبى بعد وفاته ما رواه الدارمى فى صحيحه من أبى الجوزاء قال "قحط أهل المدينة الشريفة قحطاً شديداً فشكوا إلى أم المؤمنين عائشة  فقالت: انظروا إلى قبر رسول الله فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بين قبره وبين السماء سقف، ففعلوا، فمطر مطراً كثيراً" ...

 

(الخطبة الرابعة) التوسل -4

... أما بعد

عباد الله مازلنا معاً فى قضية التوسل إلى الله وتكملةً لحديثنا فى الخطبة السابقة ومشروعية التوسل إلى الله بالصالحين من عباده، روى العلامة ابن حجر فى مناقب الإمام أبو حنيفة النعمان فى الفصل الخامس والعشرين أن الإمام الشافعى حينما كان ببغداد كان يتوسل بالإمام أبى حنيفة ، فكان يجئ إلى ضريحه فيزوره ويسلم عليه ثم يتوسل به إلى الله تعالى فى قضاء حاجته، وقد ثبت توسل الإمام أحمد بن حنبل بالإمام الشافعى حتى تعجب ابنه عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال له الإمام أحمد : أن الشافعى كالشمس للناس وكالعافية للبدن، ولما بلغ الإمام الشافعى أن أهل المغرب يتوسلون إلى الله بالإمام مالك لم ينكر عليهم ذلك، فها هو حال أئمة المذاهب الأربعة رضوان الله عليهم أجمعين وهم من هم ...

 

(الخطبة الخامسة) المولد النبوى الشريف

... أما بعد

عباد الله تعيش أمتنا الإسلامية فى هذه الأيام المباركة الطيبة ذكرى عطرة وعظيمة تشتاق إليها الأرواح وتنشدها القلوب وهى ذكرى ميلاد خير البرية سيدنا رسول الله ، فأول من احتفل بميلاد الرسول هو الحق تبارك وتعالى حيث زين السماء الدنيا بمصابيح وجعلها رجوماً للشياطين، زين السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظاً من كل شيطان مارج، وملئت السماء حرساً شديداً بالملائكة والشهب، فقد كان الجن من قبل يسترقون السمع ويصلون إلى السماء ويستمعون تسبيح الملائكة، ويوم أن ولد المصطفى تغير ذلك، فلم يستطيع الجن استراق السمع لأنه إذا حدث من أى منهم ذلك أتبعه شهاب راصد فيحترق، وفى هذا المعنى قال المولى تبارك تعالى فى محكم التنزيل محدثاً عن الجن فى الآية التاسعة من سورة الجن ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا﴾ ...

محمد على خطاب