هذه خطب ليوم الجمعة مقسمة على أسابيع الأشهر العربية مساهمة فى تتبع أحداث هذه الشهور ودعما للإخوة المكلفين بخطبة الجمعة فى البلاد النائية، وهى تصلح لأن تكون خطبا أسبوعية قائمة بذاتها، كما تصلح أن تكون نواة لتحضير خطبا أكبر، كما يمكن أن تضيف عليها من واقع أحداث البلد الذى أنت فيه.

خطب شهر ذو الحجة

نسخة كاملة للخطب

(الخطبة الأولى) أركان الحج (الجزء الأول)

... أما بعد

يقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل ﴿وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ الحج 27. أيها الأحباب .. ينقسم الحج من حيث المناسك إلى ثلاثة أنواع، ألا وهم: التمتع والقِران والإفراد.

أما التمتع فهو: الإحرام بالعمرة والحج، وبعد أن ينتهى من العمرة يتحلل من إحرامه، ويتمتع بما حُرم على المحرم، ثم ينوى نية الإحرام بالحج، ولذلك سُمى بالتمتع. والقِران هو: الإحرام بالعمرة والحج معا، ولا يتحلل منهما إلا يوم النحر، أى بعد الانتهاء من مناسك الحج، ولذلك سُمى بالقِران، أى يقرن العمرة بالحج. والإفراد هو: الإحرام بالحج فقط، وبعد الانتهاء من مناسك الحج يتحلل من إحرامه وينوى العمرة، فلذلك سُمى بالإفراد ...

 

(الخطبة الثانية) أركان الحج (الجزء الثانى)

... أما بعد

يقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل ﴿وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ أيها الأحباب، قد انتهينا فى الجمعة السابقة عند السعى بين الصفا والمروة، والآن ندخل أرض عرفات، لكى نقف بجبل الرحمة، فبعد الانتهاء من السعى بين الصفا والمروة، يدخل الحجيج أرض عرفة، بأى حال من الأحوال سواء كان قاعدا أو قائما أو ماشيا، وذلك بعد طلوع شمس يوم التاسع من ذى الحجة، ويؤدون هناك صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا، جمع تقديم بمسجد نمرة بآذان واحد وإقامتين، ثم يبقى الحجيج فى عرفات حتى غروب شمس يوم التاسع من ذى الحجة، وبذلك يكون الحاج قد أتم الحج لقوله (الحج عرفة) ...

 

(الخطبة الثالثة) فضل يوم عرفة (الجزء الأول)

... أما بعد

يقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ المائدة 3، نزلت هذه الآية الكريمة يوم الجمعة فى حجة الوداع وكان يوم عرفة، ففرح الصحابة جميعا بتمام وكمال الدين إلا سيدنا أبو بكر الذى بكى بكاء شديد، فسألته الصحابة عن سبب بكائه فقال: والله ما بعد الكمال إلا النقصان، وكان حقا ما قاله سيدنا أبو بكر الصديق فقد عاش حضرة النبى بعد هذه الآية ثمانون يوما.

وقد جاء فى الخبر فى حق يوم عرفة: أنه ليس للمسلمين من عبادة تكفر ما بعدها من ذنوب غير صوم عرفة، ففيما أخرج ابن ماجه فى سننه عن أبى سعيد الخدرى وقتادة بن النعمان أنه صلوات ربى وسلامه عليه قال (من صام يوم عرفة غفر الله له سنة أمامه وسنة بعده) ...

 

(الخطبة الرابعة) فضل يوم عرفة (الجزء الثانى)

... أما بعد

يقول الحق سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ أحباب الحبيب المصطفى ، نزلت هذه الآية الكريمة بعرفات حين كان المصطفى يحج حجة الوداع، وهى حجته الوحيدة ، وقوله تعالى ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ أى أكملت شرائع دينكم من الحلال والحرام، فلا زيغ فيها ولا نقصان، فالحلال بين والحرام بين، وقوله تعالى ﴿وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى﴾ أى بلغت نعمتى عليكم معشر المسلمين ما لم تبلغه من قبل، فلا يجتمع معكم بعرفات كافر ولا مشرك، وحدكم حظيتم بالبقاع المطهرة المباركة، بأرض بنى فيها خليل الله بيتا لله، بأرض عمرها نبى الله إسماعيل، بأرض بعث فيها خير خلق الله وخاتم النبيين والمرسلين وأعظم النبيين سيدنا محمد ، وقوله ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ أى اخترت لكم الإسلام دينا، مكملا لأركان البهاء ...

 

(خطبة العيد) عيد الأضحى

... أما بعد

كل عام وأنتم بخير، أعاد الله علينا جميعا هذه الأيام بالخير واليمن والبركات، أيها الأحباب .. لقد اختصت الأمة المحمدية بعيدين فى كل عام، فلقد سُمى أول يوم من شوال "عيدا" وسُمى اليوم العاشر من ذى الحجة "عيدا" لأن المسلمين قد عادوا فيهما من طاعة إلى طاعة.

أيها الأحباب .. اعلموا أن إبليس اللعين يشتد غضبه فى يوم العيد، ويصرخ صرخة عظيمة تملأ السموات والأراضين، فتجتمع عنده الأبالسة ويقولون له: مما غضبك؟ أمن السماوات؟ فيقول: لا، فيقولون: أمن الأراضين؟ فيقول: لا، فيقولون: أمن الجبال؟ فيقول: لا، إن غضبى أنه فى هذا اليوم قد غفر الله لأمة نبيه محمد وحبط ما فعلناه طوال العام، فعليكم أن تشغلوهم باللذات والشهوات ...

راجى عفو ربه