كتب السلف لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.
قرأت لك: من أسماء الله:
هو الذى أظهر الجميل وستر القبيح
والذنوب من جملة القبائح التى سترها بإسبال الستر عليها فى الدنيا والتجاوز عن
عقوبتها فى الآخرة والغفر هو الستر وأول ستره على العبد أن جعل مقابح بدنه التى
تستقبحها الأعين مستورة فى باطنه مغطاة بجمال ظاهره فكم بين باطن العبد وظاهره
فى النظافة والقذارة وفى القبح والجمال فانظر ما الذى أظهره وما الذى ستره
وستره الثانى أن جعل مستقر خواطره المذمومة وإرادته القبيحة سر قلبه حتى لا
يطلع أحد على سره ولو انكشف للخلق ما يخطر بباله فى مجارى وسواسه وما ينطوى
عليه ضميره من الغش والخيانة وسوء الظن بالناس
أسرة التحرير
|
||
|
||
الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه
الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوة للكافة، فقد ضل كثير من الناس
وابتعدوا عن هدى الحبيب
قال
ويقول الإمام فخر الدين محمد
عثمان عبده البرهانى
ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه مما رواه أماجد الأعلام
والمجمع عليه عند السادة العلماء ان
الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله
الإمام
الفضيل
بن عياض
هو ابن مسعود بن بشر الإمام القدوة الثبت شيخ الإسلام، أبو على التميمى اليربوعى الخراسانى المنشأ، المجاور بحرم الله، ولد بسمرقند، ونشأ بأبِيْوَرْد من ناحية مرو من قرية تعرف بقندين، وارتحل فى طلب العلم . قال محمد بن سعد: ولد بخراسان بكورة أبيورد، وقدم الكوفة وهو كبير، فسمع من منصور وغيره، ثم تعبد، وانتقل إلى مكة ونزلها إلى أن مات بها. ومن الوقفات العجيبة فى سيرة هذا الإمام قصة توبته:
قال
الإمام
الذهبى فى سير أعلام النبلاء: عن الفضل بن موسى قال: كان
الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرخس، وكان سبب توبته أنه
عشق
جارية، فبينما هو يرتقى الجدران إليها، إذ سمع تاليا يتلو ﴿أَلَمْ يَأْنِ
لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ ... ﴾
الحديد: 16.
فلما سمعها،
قال: بلى يارب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خَرِبة، فإذا فيها سابلة، فقال
بعضهم: نرحل. وقال بعضهم: حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا. قال
ففكرت،
من كتب عنه
ومن حدثوا عنه
فكتب بالكوفة عن منصور، والأعمش، وبيان بن بشر، وحصين بن عبد الرحمن، وليث، وعطاء بن السائب، وصفوان بن سليم، وعبد العزيز بن رفيع، وأبى إسحاق الشيبانى، ويحيى بن سعيد الأنصارى، وهشام بن حسان، وابن أبى ليلى، ومجالد، وأشعث بن سوَّار، وجعفر الصادق، وحميد الطويل، وخلق سواهم من الكوفيين والحجازيين. حدث عنه: ابن المبارك، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدى، وابن عيينة، والأصمعى، وعبد الرزاق، وعبد الرحمن بن مهدى بن هلال، شيخ واسطى، وحسين الجعفى، وأسَدُ السُّنة الشافعى، وأحمد بن يونس، ويحيى بن يحيى التميمى، وابن وهب، ومسدد، وقتيبة، وبشر الحافى، والسرى بن مغلّس السقطى، وأحمد بن المقدام، وعبيد الله القواريرى، ومحمد بن زنبور المكى، ولُوين، ومحمد بن يحيى العدنى، والحميدى، وعبد الصمد بن يزيد مردويه، وعبدة بن عبد الرحيم المروزى، ومحمد بن أبى السرى العسقلانى، ومحمد بن قدامة المصّيصى، ويحيى بن أيوب المقابرى، وخلق كثير، آخرهم موتا الحسين بن داود البَلْخى. وروى عنه أيضا سفيان الثورى أجلُّ شيوخه، وبينهما فى الموت مائة وأربعون عاما.
ومن كلامه
قال
وكان
وكان
وكان
وسأله إسحاق بن إبراهيم أن
يحدثه فقال له الفضيل
وقال عبد الصمد بن يزيد مردويه: سمعت الفضيل يقول: لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق، وطلب الحلال، فقال ابنه على: يا أبة إن الحلال عزيز. قال: يا بنى، وإن قليله عند الله كثير.
قال سرى بن المغلس:
سمعت
الفضيل يقول: من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد
. قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادته فى الدنيا على قدر رغبته فى الآخرة، من عمل بما علم استغنى عما لا يعلم، ومن عمل بما علم وفَّقه الله لما لا يعلم، ومن ساء خلقه شان دينه وحسبه ومروءته. وسمعته يقول: أكذب الناس العائد فى ذنبه، وأجهل الناس المُدِلّ بحسناته، وأعلم الناس بالله أخوفهم منه، لن يكمل عبد حتى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه. وقال محمد بن عبدويه: سمعت الفضيل يقول: ترْك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله عنهما. قال سَلْم بن عبد الله الخراسانى: سمعت الفضيل يقول: إنما أمس مثلٌ، واليوم عمل، وغدا أمل. وقال فيض بن إسحاق: قال الفضيل: والله ما يحل لك أن تؤذى كلبا ولا خنزيرا بغير حق، فكيف تؤذى مسلما. وعن فضيل: لا يكون العبد من المتقين حتى يأمنه عدوه . وعنه: بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله .
المفضل الجندى: حدثنا
إسحاق
بن إبراهيم الطبرى، قال: ما رأيت أحدا أخوف على نفسه، ولا أرجى
موقف للفضيل مع هارون الرشيد:
حدث الفضل بن
الربيع،
قال: حج أمير المؤمنين -يعنى هارون- فقال لى: ويحك، قد حك فى نفسى شيء، فانظر
لى رجلا أسأله. فقلت: هاهنا سفيان بن عيينة، فقال: امض بنا إليه، فأتيناه،
فقرعت بابه، فقال: من ذا؟ فقلت: أجب أمير المؤمنين، فخرج مسرعا، فقال: يا أمير
المؤمنين، لو أرسلت إلى أتيتك. فقال: خذ لما جئتك له، فحدثه ساعة، ثم قال له:
عليك دَين. قال: نعم. فقال لى: اقض دينه، فلما خرجنا قال: ما أغنى عنى صاحبك
شيئا. قلت: هاهنا عبد الرزاق. قال: امْضِ بنا إليه،
فأتيناه، فقرعت الباب فخرج، وحادثه ساعة، ثم قال: عليك دين؟ قال: نعم. قال: أبا
عباس، اقض
دينه. فلما خرجنا قال: ما أغنى عنى صاحبك شيئا، انظر لى رجلا أسأله، قلت: هاهنا
الفضيل بن عياض، قال: امض بنا إليه، فأتيناه، فإذا هو قائم يصلى، يتلو آية
يرددها، فقال: اقرع الباب، فقرعت، فقال: من هذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين. قال:
مالى ولأمير المؤمنين؟ قلت: سبحان الله! أما عليك طاعة، فنزل ففتح الباب، ثم
ارتقى إلى الغرفة، فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية، فدخلنا، فجعلنا نجول عليه
بأيدينا فسبقت كف هارون قبلى إليه، فقال: يا لها من كف ما ألينها إن نجت غدا من
عذاب الله، فقلت فى نفسى: ليكلمنه الليلة بكلام نقى من قلب تقى، فقال له: خذ
لما جئناك له
-رحمك
الله- فقال: إن عمر بن عبد العزيز لما ولى الخلافة دعا سالم بن عبد الله، ومحمد
بن كعب، ورجاء بن حيوة، فقال لهم: إنى قد ابتليت بهذا البلاء، فأشيروا على. فعد
الخلافة بلاء، وعددتها أنت وأصحابك نعمة. فقال له سالم: إن أردت النجاة ، فصمِ
الدنيا وليكن إفطارُك منها الموت. وقال له ابن كعب: إن أردت النجاة من عذاب
الله، فليكن كبير المسلمين عندك أبا، وأوسطهم أخا، وأصغرهم ولدا، فوقّر أباك،
وأكرم أخاك ، وتحنن على ولدك. وقال له رجاء: إن أردت النجاة من عذاب الله،
فأحبّ للمسلمين ما تحب لنفسك، واكره لهم ما تكره لنفسك، ثم مت إذا شئت، وإنى
أقول لك هذا، وإنى أخاف عليك أشد الخوف يومًا تزل فيه الأقدام، فهل معك -رحمك
الله- مَن يشير عليك بمثل هذا. فبكى بكاء شديدا حتى غشى عليه. فقلت له: ارفق
بأمير المؤمنين، فقال: يا ابن أم الربيع تقتله أنت وأصحابك، وأرفق به أنا؟ ثم
أفاق، فقال له: زدنى -رحمك الله- قلت: بلغنى أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شُكى
إليه، فكتب إليه: يا أخى أذكرك طول سهَر أهل النار فى النار مع خلود الأبد،
وإياك أن ينصرف بك من عند الله، فيكون آخر العهد وانقطاع الرجاء، فلما قرأ
الكتاب طوى البلاد
أقوال العلماء فيه: قال إبراهيم بن محمد الشافعى: سمعت سفيان بن عيينة يقول: فضيل ثقة. وقال العجلى: كوفى ثقة متعبد، رجل صالح، سكن مكة. وقال محمد بن عبد الله بن عمار: ليت فُضَيلا كان يحدثك بما يعرف، قيل لابن عمار: ترى حديثه حجة؟ قال: سبحان الله. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائى: ثقة مأمون، رجل صالح. وقال الدارقطنى: ثقة. وقال أبو وهب محمد بن مزاحم: سمعت ابن المبارك يقول: رأيت أعبد الناس عبد العزيز بن أبى روَّاد، وأورع الناس الفضيل بن عياض، وأعلم الناس سفيان الثورى، وأفقه الناس أبا حنيفة، ما رأيت فى الفقه مثله. وروى إبراهيم بن شماس، عن ابن المبارك قال: ما بقى على ظهر الأرض عندى أفضل من الفضيل بن عياض. قال النضر بن شميل: سمعت الرشيد يقول: ما رأيت فى العلماء أهيب من مالك، ولا أورع من الفضيل. وعن الهيثم بن جميل قال سمعت شريكا يقول: لم يزل لكل قوم حجة فى أهل زمانهم، وإن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه، فقام فتى من مجلس الهيثم، فلما توارى، قال الهيثم: إن عاش هذا الفتى يكون حجة لأهل زمانه، قيل: من كان الفتى؟ قال: أحمد بن حنبل. قال عبد الصمد مردويه الصائغ: قال لى ابن المبارك: إن الفضيل بن عياض صدق الله فأجرى الحكمة على لسانه ، فالفضيل ممن نفعه علمه.
وقال فيض بن إسحاق: سمعت الفضيل يقول: والله لأن أكون ترابا أحب إلى من أن أكون فى مِسْلاخ أفضل أهل الأرض، وما يسرنى أن أعرف الأمر حق معرفته، إذا لطاش عقلى.
وقال إبراهيم بن
الأشعث:
سمعت الفضيل يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحا، فإذا نزل به الموت
فالرجاء أفضل. قلت: وذلك لقوله
قال أحمد بن حنبل: حدثنا أبو جعفر الحذاء، سمعت الفضيل يقول: أخذت بيد سفيان بن عيينة فى هذا الوادى، فقلت: إن كنت تظن أنه بقى على وجه الأرض شر منى ومنك، فبئس ما تظن. قال عبد الصمد مردويه: سمعت الفضيل يقول: من أحب صاحب بدعة، أحبط الله عمله، وأخرج نور الإسلام من قلبه، لا يرتفع لصاحب بدعة إلى الله عمل، نظر المؤمن إلى المؤمن يجلو القلب، ونظر الرجل إلى صاحب بدعة يورث العمى، من جلس مع صاحب بدعة لم يعطَ الحكمة.
وعن الفضيل قال: المؤمن
يغبط
ولا يحسد، الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق. قلت: هذا يفسر لك قوله
وفاته
قال محمد بن سعد: انتقل إلى مكة ونزلها إلى أن توفى بالحرم الشريف فى أول سنة سبع وثمانين ومائة فى خلافة هارون، وكان ثقة نبيلا فاضلا عابدا ورعا، كثير الحديث. ع صلاح
|
||
![]() |
||
|