يجد الباحث فى مضمار الصوفية أهل
الذوق
الرفيع عديد من الأمور الخاصة بتزكية النفس والأخلاق ذلك لأنها هى
الوسيلة لفلاح الإنسان بالتقرب إلى مولاه، يقول الحق تبارك وتعالى فى
محكم التنزيل ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى﴾ فتزكية النفس تؤدى إلى
الفلاح، ومن حسن الخلق نجد الأدب قال الله تعالى ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ
وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ وقال باب مدينة علم رسول الله
فائدة: قال الرازى فى قوله تعالى ﴿وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى﴾ الآية، نجد هناك عدة أسئلة: الأول: أأنت استفهام وهو على الله لا يجوز لأنه علام الغيوب، جوابه أن الاستفهام بمعنى الإنكار.. الثانى: أنه سبحانه يعلم أن عيسى ما قال ذلك فيكتب يسأله جوابه أراد توبيخ النصارى، لأنهم يعتقدون أن عيسى خالق المعجزات والخالق إله.. الثالث: كيف جاز لعيسى مع جلالة قدره أن يقول وأن تغفر لهم مع أن الشرك لا يغفر، جوابه مذهب أهل السنة: لله تعالى أن يعذب الطائع ويثيب العاصى، لا يسئل عما يفعل.
قال الرازى: فى أول البقرة أوحى الله تعالى إلى إبليس من سرادقات
الجلال: يا إبليس ما عرفتنى، ولو عرفتنى لعلمت أنه
وقال البونى:
سمى
نوح حكاية: رأى رجل خنفساء فقال ما أراد الله بخلقها لا صورة حسنة ولا رائحة طيبة، فابتلاه الله بقرحة عجز عنها الأطباء، فحضر طبيب وقال ائتنونى بخنفساء، فأحرقها وجعل رمادها على القرحة فبرأ بإذن الله تعالى، فقال صاحب القرحة: أراد الله تعالى أن يعرفنى أن أقبح الحيوانات أعز الأدوية عندى... فائدة: رأيت فى حياة الحيوان للدميرى: أن الاكتحال بما فى جوف الخنفساء ينفع من الرطوبة ويزيل الغشاوة عن العين، وإذا وضعت على لسعة العقرب أبرأتها والله أعلم...
عجيبة: قال مؤلفه
رحمه
الله تعالى رأيت الخنفساء تطرد العقرب وهى هاربة منها، ثم رأيت بعد ذلك
فى نزهة النفوس والأفكار أن بينها وبين العقرب صداقة، وأهل المدينة
المشرفة يسمونها جارية العقرب، ومن به فالج أو حمى عتيقة ولسعته
حكاية: لما اجتمع
موسى لطيفة: قرت عيون السحرة بسجدة واحدة فكيف بمن يسجد لله خمسين سجدة مثلا بتوفيق الله وفضله. قال فخر الدين: سجود سحرة فرعون من أعظم الدلائل على فضل العلم، لأنهم كانوا عالمين بحقيقة السحر، واقفين على منتهاه، فعرفوا أن معجزة موسى خارجة عن حد السحر، وإلا كانوا يقولون: لعله أكمل منا فى علم السحر. سامر الليل
|
||
يروى عن بعض الحكماء أنه قال: إذا ظن بك الناس أنك تعمل عملاً من الخير ولست تعمله أو كنت تعمل عملاً من الخير وظنوا أنك تعمل أكثر منه ورفضت أن يطلعوا على حقيقة عملك فأنت ممن يحب أن يحمد بما لم يفعل، وإن أحببت أن يطلعوا عليه فأنت تحب أن تحمد بما قد فعلت.
وقال: علامة حب الله حب جميع ما
أحب
الله. وعلامة الخوف من الله ترك جميع ما كره الله. وعلامة الحياء من
الله ألا تنسى الورود على الله، وأن تكون مراقباً لله فى جميع أمورك
على قدر قرب الله تعالى منك واطلاعه عليك. ومن علامة حسن الظن بالله
شدة الاجتهاد فى طاعته. وعلامة الناصح لله شدة الإقبال على الله وفهم
كتابه والعمل به، واتباع سنن نبيه
قلت: فما تصديق معرفتى هذه؟ قال: القيام بالمكافأة بها، وإعطاء المجهود فى شكرها. ومن علامة معرفة الدنيا الترك لها والزهد فيها والوحشة منها، ومَن ركَن اليها وأحبها وآثرها عظّم قدْرها. ومن علامة معرفة الآخرة هيجان الرغبة فيها، وشدّة الشوق إليها والأُنس بكثرة ذكرها، ومؤانسة من صدق فى العمل لها. ومن علامة العقل حسن التدبير ووضع الأشياء مواضعها من القول والفعل، وتصديق ذلك إيثار الأكثر على الاقل. ومن علامة العدل ألا تجعل الحُكْم حُكمَين، فتحكم لنفسك بحكم وللناس بآخر، حتى يكون الحكم فى نفسك وفى غيرها حكماً واحداً، وإنصاف الناس من نفسك. ومن علامة التواضع ألا يدعوك أحد إلى حق إلا قَبلْته ولم ترده، ولا ترى أحداً من المسلمين إلا رأيت نفسَك دونه. والناس يتفاضلون فى المعرفة بالإيثار والرضا والشكر والحب والثقة، والخوف واليقين والصبر، وأدنى الدرجات الصبر وأكثرها كلها اليقين. ومن علامة حُسن الخُلُق احتمال الأذى فى ذات الله، وكظم الغيظ، وكثرة الموافقة لأهل الحق على الحق، والمغفرة والتجافى عن الزَلّة. ومن علامة سوء الخلق كثرة الخلاف وقلّة الاحتمال. ومن علامة الأُلفة قلّة الخلاف وبذل المعروف. وعلامة الصدق إرادةُ الله وحدَه بالعمل والقول، وترْك التزيّن، وحُب ثواب المخلوقين والصدق فى الُّنطق. وأطيب العيش القناعة، والعلم خَشية الله وهى ايثار الآخرة على الدنيا ومعرفة الطريق الى الله. وأشرُّ الشر الذى لا خير فيه ولا قَوام لخير معه الكِبْر. وخيرُ الخير الذى لا شر فيه التواضع، وهو أن تضَع نفسك دون الناس. والكِبْرُ أن ترفعها فوق الناس، وما خيْرَ لعبد آثر على التواضع شيئاً. والحزم الفرار من كل موضع فيه محنة. والصبر مخالفة المحبة، ولا يصعب مع قوة الصبر شىء من العبادة، حتى ترتفع من درجة الصبر الى درجة الخوف، ثم من درجة الخوف الى درجة المحبة. وكما لا يطيب لعبد شىء أُعطيه من الدنيا إلا بالقنوع، كذلك لا يطيب له عمل الآخرة إلا بالخوف والمحبة، فإذا صار العبد إلى ذلك سقطت عنه مُؤنة الصبر، وتنعَّم بالخوف والشوق. وصلاحُ القلب الرأفة والرِقّة، وفسادُ القلب القسوة والغِلْظة. وألذ العيش الأُنس بالله. والأُنس اجتماع الهِمّة. عبدالستار الفقى
|
||
من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع صفحات الصوفية فى موقع الطريقة البرهانية. أسرة التحرير |
||
|