previous     H - 1 - 2 - 3 - 4 - 5   recent

 

Home Page                    Discussion

 

Post for Discussion    إطرح للمناقشة

This page is for brothers and sisters to post their questions or views for discussion by all other brothers and sisters. AlMagalla team will try to give its point view too. You can use the form at the bottom of the page to enter your question or view point.

هذه الصفحات هى لعرض أسئلة ووجهات نظر الإخوة للمناقشة مع باقى الإخوة، وسيحاول فريق المجلة أن يقدم وجهة نظره أيضا، ويمكنك استخدام النموذج أسفل الصفحة لإرسال سؤالك أو وجهة نظرك.

1- الحديث القدسى

﴿يا ابن آدم خلقتك بيدى وربيتك بنعمتى وأنت تخالفنى وتعصانى فإذا رجعت إلىَّ تبت عليك فمن أين تجد الها مثلى وأنا الغفور الرحيم﴾

كباش

تدعيم الطرح مدعم من ديوان شيخنا ايضا مثل - فروا الى الله الذى ملئت خزائن الجود من ارفاده مننا

صبرى المنشد-أسوان (4/12/2009)

فى معنى الحديث القدسى

اولا (فمن أين تجد إلها مثلى) هى على سبيل الاستحالة فهو وحده لا شريك له، ولكن أيضا يشير الله سبحانه إلى عظم فضله ورحمته ورأفته بعباده الذين خلقهم ورزقهم وشملهم بنعمه وعطفه، فأضلهم شيطانهم فخالفوا تعاليمه، وزلت بهم أقدامهم فوقعوا فى معصيته، والله يكيد الشيطان برحمته لعباده وتوبته عليهم وفتحه بابه دائما وأبدا، فلا يغلقه فى وجه مسيئ تائب وإن جاء بقرابة الأرض ذنوبا.

يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ الزمر (53)، ويقول تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ التوبة (104)، فكأن الله سبحانه وتعالى أضاف التوبة والصدقات لنفسه لعظم قدرهما وصعوبتهما الشديدة على النفس، فالإنسان عندما يقترف السيئات تظلم عليه الدنيا وييأس ويسخر منه الشيطان ليجعل طريق توبته صعبا شديدا على نفسه، ولذلك فإن الله سبحانه يطمن عباده إلى رحمته وإلى باب التوبة المفتوح باستمرار وأنه يغفر الذنوب جميعا، ويقول أيضا: ﴿وَهُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ الشورى (25)، ويقول أيضا: ﴿ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ البقرة (122)، ورجاء العبد قبول توبته هو من الرجاء المحمود فى الدين ﴿أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ البقرة (218)، والتوبة مع الرجاء فى ذاتهما من أعظم الأعمال والقربات إلى الله، أما الرجاء بغير عمل والاسترسال فى المعاصى اتّكالاً على عفو الله تعالى فهو من الغرور، والأمن من مكر الله، يقول تعالى ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ الأعراف (99)، إذ عاقبته استدراج العاصى حتَّى يهلكه الله فى غفلته، ولا بُدّ من اقتران الخوف والرّجاء فى قلب المؤمن؛ لئلا يفضى به الرّجاء إلى الأمن من مكر الله، أو يفضى به الخوف إلى القنوط من رحمة الله، واليأس من روحه؛ ولهذا قرنت صفات الرّحمة بصفات العقوبة فى مواضع كثيرة من القرآن؛ لتورث المؤمن قوّة فى الخوف والرّجاء، واعتدالاً بين وعد الله ووعيده، وحتى لا ييأس العباد من الرحمة والمغفرة مع وجود العذاب، قال تعالى: ﴿نَبِّئْ عِبَادِى أَنِّى أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ﴾ الحجر (49 ، 50)، وقال: ﴿وَإنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ الرّعد (6)، وقال: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ المائدة (98)،.

والتائب يلحق بتوبته الإيمان والعمل الصالح يقول الله تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ الفرقان (70)، وهنا يبدل الله سيئاته حسنات، ويصلح له ويهديه وتصفو نفسه، فاللهم تب علينا لنتوب

وقال رسول الله فى خطبته الأخيرة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّهُ قَدْ كَبُرَتْ سِنِّى، وَدَقَّ عَظْمِى، وَانْهَدَّ جِسْمِى، وَنُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِى، وَاقْتَرَبَ أَجَلِى، وَاشْتَقْتُ إِلَى رَبِّى، أَلاَ وَإِنَّ هَذَا آخِرُ الْعَهْدِ مِنِّى وَمِنْكُمْ، فَمَا دُمْتُ حَيًّا فَقَدْ تَرَوْنِى، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَالله خَلِيفَتِى عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ. وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ. ثُمَّ نَزَلَ فَابْتَدَرَهُ رَهْطٌ مِنَ الأَنْصَارِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ الْمِنْبَرِ وَقَالُوا: جعلت أَنْفُسنَا فِدَاكَ يَا رَسُولَ الله مَنْ يَقُومُ بِهَذِهِ الشَّدَائِدِ؟ وَكَيْفَ الْعَيْشُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ؟ فَقَالَ لَهُمْ: وَأَنْتُمْ فِدَاكُمْ أَبِى وَأُمِّى نَازَلْتُ رَبِّى فِى أُمَّتِى، فَقَالَ لِى: بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ حَتَّى يُنْفَخَ فِى الصُّورِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسنةٍ تَابَ الله عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: سنة كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بشهر تَابَ الله عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: شهر كَثِيرٌ، ومَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بجمعة تَابَ الله عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: جمعة كثير, من تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه. ثم قال: يوم كثير. ثم قال: من تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه. ثم قال: مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ بِالْمَوْتِ تَابَ الله عَلَيْهِ. ثُمَّ نَزَلَ، فَكَانَتْ آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا ). رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِى أُسَامَةَ من كتاب إتحاف الخيرة المهرة للإمام أحمد البوصيرى. وجاء فى صحيح مسلم: كان رسول يسمى لنا نفسه أسماءً فقال: (أنا محمدٌ وأحمد والمقفى ونبى التوبة ونبى المرحمة).أهـ فكانت نسبته إلى التوبة من أعظم مدائحه .

وفى الصحيح عن النبى : (أن عبدا أذنب ذنبا فقال يا رب إنى فعلت ذنبا فاغفر لى، فقال الله علم عبدى أن له ربا يغفر الذنوب، ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدى) وفى حديث على بن أبى طالب عن النبى أنه لما ركب دابته حمد الله ثلاثا وكبر ثلاثا وقال: (سبحانك إنى ظلمت نفسى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) ثم ضحك وقال: (إن ربك ليعجب من عبده إذا قال رب اغفر لى ذنوبى يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيرى) خرجه الإمام أحمد والترمذى وصححه وفى الصحيح عن النبى قال: (والله لله أرحم بعباده من الوالدة بولدها). وكان بعض أصحاب ذى النون يطوف ينادى: ’آه أين قلبى من وجد قلبى‘ فدخل يوما بعض السكك، فوجد صبيا يبكى أمه تضربه ثم أخرجته من الدار وأغلقت الباب دونه، فجعل الصبى يلتفت يمينا وشمالا لا يدرى أين يذهب ولا أين يقصد، فرجع إلى باب الدار فجعل يبكى ويقول: ’يا أماه من يفتح لى الباب إذا أغلقت بابك عنى ومن يدنينى إذا طردتينى ومن الذى يدنينى إذا غضبت على‘ فرحمته أمه فنظرت من خلل الباب، فوجدت ولدها تجرى الدموع على خديه متمعكا فى التراب، ففتحت الباب وأخذته حتى وضعته فى حجرها، وجعلت تقبله وتقول: ’يا قرة عينى ويا عزيز نفسى أنت الذى حملتنى على نفسك وأنت الذى تعرضت لما حل بك لو كنت أطعتنى لم تلق منى مكروها‘. فتواجد الفتى - يعنى صاحب ذا النون - ثم صاح وقال: ’قد وجدت قلبى قد وجدت قلبى‘، - يعنى أنه اهتدى إلى رحمة ربه الذى هو أرحم من هذه الأم بولدها وأنه لا ملجأ منه إلا إليه.

راجى عفو ربه (11/12/2009)

Send an ordinary email

 previous     H - 1 - 2 - 3 - 4 - 5   recent

Home Page              Top of Page  أعلى الصفحة

 

2- كيف يشعر المريد بوجود سير روحى؟

من المعروف أن التصوف هو منهج لتزكية النفوس، وفى الآونة الأخيرة كم تحتاج النفوس إلى هذا المنهج بعد أن طغت الماديات، وليس هناك من منهج مهيئ الآن أكثر إلا التصوف، فكيف يقوم التصوف بدوره فى ريادة الأمة؟

المحبة فى الله

 

حتى تعم الفائدة فنحن نعتقد أن هذه المناقشة يمكن أن تحتاج للكلام على المحاور التالية:

- تعريف مبسط للسير الروحى

- ربط ذلك بأخلاق التصوف

- ماهية منهج تزكية النفوس

- فائدة ذلك فى صلاح الأمة

ونترك الحوار لكم

مجموعة الإشراف (2-12-2009)

السير الروحى (مأخوذ عن يعض دروس الصالحين):

هو انتقال الروح فى المقامات والأحوال من نقطة بداية إلى نقطة نهاية وهذه هى أحوال السير عند الأولياء، وإذا سار المريد على هذا النحو لا يمكن أن يلتفت إلى الأغيار، ولابد أن يكون مؤيدا برعاية خبير عالم بالسير ووأخلاقه ومتطلباته وعقباته، أما الذى يضل عن هذا النهج السوى فهو يتعرض إلى مواجهة العوالم السفلية والعقبات الإبتدائية التى لا علم له بها، فالذى يسير على هواه ولا يتبع هذا الطريق لا يزيده الاجتهاد إلا تعثرا وضلالاً، بالضبط كمن يريد أن يعالج نفسه بأدوية لا يعلم فائدتها فضلا عن مضارها.

وحقائق التوحيد ثابتة وعلوم التوحيد ليس فيها ناسخ ومنسوخ فالناسخ والمنسوخ مقتصر على الأحكام، فلا مجال للالتباس فى ذلك، والشريعة هى أساس السير إلى الله.

والمولى عز وجل لم يطالبنا بالإكثار من أى شيئ سوى الذكر فمدح الذاكرين الله كثيراً فى قوله: ﴿والذاكرين الله كثيراً والذاكرات﴾ الأحزاب (35)، وأمر بالذكر فى قوله ﴿اذكروا الله ذكراً كثيرا وسبِّحوه بكرة وأصيلا﴾ الأحزاب (41، 42)، فالمولى عزَّ وجل طالب بنى آدم بكثرة الذكر، والكثرة من الذكر لا يمكن أن تحدث ما لم يصل المريد الى ذكر القلب، وهو أن يذكر الله بقلبه باستمرار فلا يشغلنه عنه شيئ، ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ النور (37)،  وإذا فعل المريد هذا فالله تعالى لا يخلف الميعاد قال تعالى ﴿الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا﴾ فصلت (30)، عندما يستقيمون فى الذكر ﴿تتنزَّل عليهم الملائكة﴾ فصلت (30)، فهناك الملك المسخَّر للاسم الذى يذكره المريد، فهذا الملك يسجد عند العرش ويقول: إلهى وسيدى إن فلان ابن فلان - ليس بنسبه المعروف به بين الناس ولكن بنسبه الى شيخه وخبيره الذى يدفعه للذكر ويساعده ويرعاه، فيقال فلان ابن السيد ابراهيم الدسوقى، أو ابن السيد عبد القادر الجيلانى أو ابن السيد أحمد الرفاعى - يقول الملك: قد ذكرك بالإسم الذى خلقتنا منه وأطعمتنا منه وسخَّرتنا به، فيقول لهم المولى عز وجل: إنزلوا وأعينوه على أمره وهذا معنى قوله تعالى ﴿وما نتنزَّل إلا بأمر ربك﴾ مريم (64)، وهذه هى ملائكة الإسم الذى يذكر به، وقبل هذا كانت معه ملائكة الحفظ، وبعدها تنزل عليه ملائكة البشرى ﴿لهم البشرى فى الحياة الدنيا﴾ يونس (64)، وملائكة البشرى عتدما يؤذن لهم فيشفعون للذاكر، ﴿وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾ سبأ (23)، يسمعون الخطاب الإلهى فمنهم من ينطمس فى النور ومنهم من يُسحق وعندما ينصرف عنهم الخطاب ﴿حتى إذا فزع عن قلوبهم﴾ الخطاب ﴿قالوا﴾ قال رئيسهم ﴿ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير﴾ سبأ (23)، فينزلون بالبشرى على قلب العبد المؤمن فهذه هى أحوال السالكين.

والسير الى الله إما بالذكر بالاسم الإلهى المجرَّد أو بالعمل بالشريعة المجرَّدة أو بالذكر بالقَسَم المجرَّد أو بالذكر بالمراقبة المجرَّدة والجمع بين هذه الأربعة يسمى السير الأقرب ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾ الذاريات (50):

هذا الطـريق الأقرب       فخذوا المدامة واشربوا

والكأس من يد من بدا       وهو الملـيح الأشنب

يا عـــاذلين تحوَّلوا        عن دربنــا وتنكَّبوا

لا أمّ لى من غــيره       أمد الزمـان ولا أب

يتلو مقــالة "أينما       ولَّوا" فأين المهــرب

فالملائكة أصناف: ملائكة الحفظ، وملائكة الإسم الذى أنت ذاكر به، وملائكة التصريف، هَبْ أنك كنت مديراً للبريد، فلا بد أن تكون عندك لوازم البريد شباك طوابع شباك حوالات وغيرها، ثم نُقلت بعد هذا إلى وزارة المالية، هل تحتاج الى لوازم البريد، فهناك الحسابات والشيكات وفرز العملة والمرتبات فهذا المكان يختلف عن المكان الذى كنت فيه وهما عالمان مختلفان، وكذلك الملائكة كل واحد يخدم فى مرتبته ملائكة الحفظ (التى تحفظ جميع بنى آدم -صنف الحافظ- أو التى تحفظ المؤمنين -صنف الحفيظ)، ملائكة التصريف (التى تنفذ أوامر الله)، ملائكة البُشرى (التى تبشر الذاكرين بعد استقامتهم على الذكر)، وكل صنف من الملائكة فى مرتبة مقيد بالخدمة المنوطة به وليس له علم بالمراتب الأخرى.

فالمريد ينسلخ عن المرتبة إذا نقل الى مرتبة ثانية أو وافاه أجله، أما الملائكة -العوالم- التى نزلت عليه بالذكر فستظلُّ معه ويذكرون الإسم الذى كان يذكره، ويكتب أجره له، وهذا هو ما يؤدى إلى استمرار عمله وترقياته.

 الجروب العام للطريقة - الفيس يوك (2-12-2009)

تعليق على فرع أخلاق الصوفية

1. من أخلاقهم التواضع وقد قال النبى : (إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا ولا يبغى بعضكم على بعض) (أخرجه مسلم (7139) والبخارى فى الأدب المفرد (428). وكان من تواضع رسول الله أن يجيب دعوة الحر والعبد ويقبل الهدية ولو كانت جرعة لبن ويكافئ عليها ويشربها ولا يستكبر عن إجابة الأمة (الجارية) والمسكين.

2. ومن أخلاقهم المداراة واحتمال الأذى من الخلق: قال رسول الله : (المؤمن الذى يعاشر الناس ويصبر على أذاهم خير من الذى لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم) ( أخرجه البخارى فى الأدب (388)، والترمذى (2507)، وابن ماجه (4022)، وأحمد (2/42).

3. ومن أخلاقهم الإيثار والمواساة ويحملهم على ذلك فرط الشفقة والرحمة طبعا وقوة اليقين شرعا (عوارف المعارف (ص247). وفى هذا المعنى نزلت الآية: ﴿ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة﴾ (سورة الحشر الآية (9). ويؤثرون بالموجود ويصبرون على المفقود.

4. ومن أخلاقهم التجاوز والعفو ومقابلة السيئة بالحسنة، وقد روى عن أنس عن النبى أنه قال: (رأيت قصورا مشرفة على الجنة فقلت: يا جبريل لمن هذه؟ قال: للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) (عوارف المعارف ص 253 والحديث فى كنز العمال (7016).

5. ومن أخلاقهم البشر وطلاقة الوجه، فالصوفى بكاؤه فى خلوته وبشره وطلاقة وجهه مع الناس(عوارف المعارف ص 254. ) وقال النبى : (كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق) أخرجه البخارى فى الأدب المفرد 304)، والترمذى (1970)، وقال حديث حسن، وأحمد (2/344)، وعبد ابن حميد.

6. ومن أخلاقهم ترك الادخار، لما روى عن النبى أنه نهى خادمه عن الادخار فيما رواه أنس: أن رسول الله أُهدى له ثلاث طواير فأطعم خادمه طيرا فلما كان الغد أتاه به فقال رسول الله : (ألم أنهك أن تخبئ شيئا لغد إن الله يأتى برزق كل غد). أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (1347) وأبى نعيم فى الأربعين، وورد أيضا أنه قال: (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا) أخرجه البخارى (6460)، ومسلم (2424).

7. ومن أخلاقهم التودد والتآلف والموافقة مع الإخوان وترك المخالفة وقال : (المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف) ذكره السيوطى فى الجامع الصغير (9147) ورمز لصحته.

 الجروب العام للطريقة - الفيس يوك (5-12-2009)

زادكم الله همة على همة وبارك لكم فى مجهودكم.

مجموعة الإشراف (5/12/2009)

من آداب المريدين (أخلاق الصوفية):

أولاً: من آداب المريد فى نفسه:

قال أبو على الدقاق : العبد يصل بطاعته إلى الجنة، وبأدبه فى طاعته إلى الله تعالى.

وقال بعضهم: إلزم الأدب ظاهراً وباطناً، فما أساء أحد الأدب ظاهراً إلا عوقب ظاهراً، وما أساء أحد الأدب باطناً إلا عوقب باطناً.

وقال عبد الله بن المبارك : من تهاون بالأدب، عوقب بحرمان السنن، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة.

وفيما يلى بعض من هذه الآداب:

1- الصدق فى طلبه للطريق، ومحبته للشيخ، والإكثار من زيارته، لما فيها من زيادة فيض الإمداد واكتساب الأوصاف المحمودة والتخلص من الأوصاف المذمومة مع اقتباس العلم والحال.

2- زيارة الإخوان فى الله تعالى، لأنها قربة عظيمة وقد قال فى الحديث القدسى الذى يرويه الإمام أحمد و الحاكم، وابن حبان والقضاعى عن عبادة بن الصامت : ﴿وجبت محبتى للمتحابين فى، والمتزاورين فى، والمتباذلين فى﴾.

3- التوبة من سائر الذنوب الظاهرة والباطنة، كالغيبة، وشرب الخمر، والحسد، ونحو ذلك.

4- ملازمة المجاهدة لنفسه، فقد قال الشيخ أبو على الدقاق : من زين ظاهره بالمجاهدة زين الله باطنه بالمشاهدة، ومن لم يجاهد نفسه فى بدايته لا يشم من الطريق رائحة.

5- حذف العلائق الدنيوية، فإن من كان له علاقة دنيوية فقَلَّ أن يفلح، ومن هنا قالوا: من شرط التائب بُعده عن إخوان السوء، الذين كانوا أصحابه فى المعاصى قبل أن يتوب منها، لأن القرب منهم ربما جره إلى الرجوع إلى فعل ما كان تاب منه.

6- ومن شأنه أن يوطِّن نفسه على تحمل الشدائد فى الطريق، وألا ينصرف عنها إذا أصابته الأسقام والآلام والفاقات والبلايا المتلاحقة، بل يثبت على الطريق بالحق، ولا يتزلزل بالمحن فيها.

7- ومن شأنه عمله على تنظيف باطنه وظاهره عن الصفات التى تمنعه من دخول حضرة الله كالغضب، وعزة النفس والكبر والعجب والحسد ونحو ذلك، وكذلك مكابدة خواطره، ومعالجة أخلاقه، ونفى الغفلة عن قلبه بمداومة ذكر الله عز وجل.

8- ومن شأنه أن يغض بصره عن رؤية الصور المستحسنة ما أمكن، فإن النظر إليها كالسهم الذى يصيبه فى قلبه فيقتله، لاسيما إن نظر بشهوة، فإنه كالسهم المسمومة الذى يذيب جسم الإنسان فى لمحة. وكان أبو القاسم القشيرى يقول: "من أكبر القواطع على المريد مصاحبة الأحداث والنسوان، والمساكنة إليهم بميل القلب، ومن ابتلاه الله بشيئ من ذلك فبإجماع القوم: ذلك عبدٌ قد أهين وخذل بل عن مصالح نفسه شُغِل...

9- ومن شانه أن يحافظ على آداب الشريعة، والاستقامة على ظاهرها ما أمكن، فإن الترقى كله فى امتثال أمر الشارع، كما يجب عليه أن لا يدع الشريعة تعترض عليه فى شئ من أحواله.

10- ومن شأنه أن يكون دائم الإيثار لأصحابه على نفسه، وقد أجمع الأكابر على أن المريد إذا كان شأنه الإيثار واحتمال الأذى، فلا بد من رفعته على جميع أقرانه، إما فى الدنيا وإما فى الآخرة وإما فيهما معاً، وكان سيدى على وفا يقول: "لا يسود أحد على أقرانه إلا إن آثرهم على نفسه، ولم يشاركهم فى شئ مما استشرقت إليه نفوسهم".

11- ومن شأنه أن يفر ممن يرمى أهل الطريق بزور أو بهتان أو رياء أو نفاق، فإن من تجرأ على أهل الطريق، أبغضه الله ومقته، فلا يفلح بعد ذلك أبداً، ولو كان على عبادة الثقلين سوى ذلك.

12- ومن شأنه أن يوبخ نفسه، ويحثها على السير فى الطريق، كلما وقفت مع حظ من حظوظها، فقد قال سيدى إبراهيم الدسوقى : "من شرط المريد الصادق أن يكون سائراً فى المقامات ليلاً ونهاراً، غدواً وآصالاً..."- يعنى مترحلا فى المراتب.

13- ومن شأنه أن لا يستبطئ الفتح عليه، بل يعبد الله تعالى لوجهه الكريم، سواء أفتح عليه ورفع عنه الحجاب أم لا.

14- ومن شأنه أن لا يتكبر عن سماع النصيحة من شيخه أو من إخوانه فقد قال سيدى إبراهيم المتبولى : "من شرط المريد الصادق أن يرى نفسه دائماً فى مقام الطفولية ليرضع من المربى، فإن من كبر استحق الفطام، ومنعوه الرضاع".

سيد حسينى (6/12/2009)

من آداب المريد مع شيخه 

قال ابن المبارك : (نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم، فمن دون الأدب ربما لا يحصِّل المريد شيئا من علوم شيخه كما سيأتى ذكره. نشر المحاسن الغالية

وقال أيضا: من تهاون فى الأدب عوقب بحرمان السنن، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة.

وذكر اليافعى فى نشر المحاسن الغالية عن أبو عثمان الحيرى قوله: الصحبة مع الله سبحانه بدوام الهيبة والمراقبة، ومع الرسول بإتباع سنته ولزوم ظاهر العلم، ومع أولياء الله تعالى بالاحترام والخدمة، ومع الأهل بحسن الخلق، ومع الإخوان بدوام البِشر ما لم يكن إثما، ومع الجهال بالدعاء لهم والرحمة عليهم.

ولما كان طريق القوم كله آداب فنذكر بعض من آداب المريد والتى كان من أهمها آدابه مع شيخه وأستاذه الذى رزقه الله صحبته.

- ولنبدأ بما قاله الإمام الشعرانى : واعلم يا أخى أن احد من السالكين لم يصل إلى حالة شريفة فى الطريق أبدا إلا بملاقاة الأشياخ ومعانقة الأدب معهم والإكثار من خدمتهم ومن ادعى طريق بلا شيخ كان شيخه إبليس) الانوار القدسية – ج 2.

 وكان الإمام أبو القاسم الجنيد رحمه الله يقول: من سلك بغير شيخ ضل وأضل، ومن حُرم احترام الأشياخ ابتلاه الله تعالى بالمقت بين العباد وحرم نور الإيمان.

- وقد قال الإمام عبد الوهاب الشعرانى: واعلم يا أخى ان عمدة الأدب مع الشيخ هو المحبة له، فمن لم يبالغ فى محبة شيخه بحيث يؤثره على جميع شهواته لا يفلح فى الطريق لان محبة الشيخ إنما هى مرتبة إدمان، يترقى بها المريد منها إلى مرتبة الحق جلا وعلا، ومن لم يحب الواسطة بينه وبين ربه التى من جملتها رسول الله فهو منافق، والمنافقين فى الدرك الأسفل من النار.

 قال سيدى محى الدين: ومن ألطف ما بلغنا عن بعض المحبين أنه دخل على شيخ فرآه يتكلم فى المحبة فمازال ذلك المحب ينحل ويذوب ويسيل عرقا حتى تحلل جسمه كله على الحصير بين يدى الشيخ وصار بركة ماء، فدخل بعض أصحاب ذلك المحب على الشيخ فقال له: أين فلان؟ فقال الشيخ: هو ذا! وأشار إلى ذلك الماء ووصف له القصة فتعجب الحاضرون من ذلك، قال الشيخ محى الدين: وهو تحليل غريب واستحالة عجيبة حيث تلطفت كثافته حتى صارت ماء !! الانوار القدسية

-  وكان أبو القاسم القشيرى يقول: لو لم يكن للمريد من الباعث على الأدب إلا قول موسى عليه السلام للخضر: ﴿هل اتبعك على أن تعلمنى مما علمت رشدا﴾ الكهف (66)   لكفاه ذلك، فان سيدنا موسى لما أراد صحبة الخضر حفظ شرط الأدب فاستأذن أولا فى الصحبة ثم شرط عليه الخضر أن لا يعارضه فى شيئ، ولا يعترض عليه فى حكم من الأحكام، ثم لما خالفه موسى تجاوز الخضر عنه المرة الأولى والثانية، فلما انتهى إلى الثالثة التى هى أول حد الكبيرة قال له: ﴿هذا فراق بينى وبينك﴾ الكهف (78)  

وقال الإمام القشيرى سمعت الأستاذ أبا على الدقاق يقول: بدء كل فُرقة المخالفة يعنى أن من خالف شيخه لم يبق على طريقته وانقطعت العلاقة بينهما وان جمعتهما البقعة فمن صحب شيخا من الشيوخ ثم اعترض عليه بقلبه نقض عهد الصحبة ووجبت عليه التوبة.

- ومن شأن المريد أن يعتقد فى شيخه الكمال وذلك بأن يعتقد انه أعلم منه بطريق الشريعة والحقيقة وقالوا: لكن لا يبالغ فى كماله بحيث يرفعه إلى مقام العصمة

وقال الإمام القشيرى : لا ينبغى للمريد أن يعتقد فى شيخه العصمة، إنما الواجب عليه الانقياد لهم فيما يأمرونه به من الخير ويذرهم وأحوالهم مع إحسانه الظن بهم ويراعى مع الله حدوده فيما يتوجب عليه هو من الأمور، وما وصل إليه من علم الشريعة يكفيه فى التفرقة بين ما هو محمود وبين ما هو مذموم، فيعمل بما حققه ويستفهم فيما أُشكل عليه.

وقيل صحب رجل إبراهيم بن ادهم فلما أراد أن يفارقه قال له الرجل: إن رأيت فى عيبا فنبهنى عليه، فقال إبراهيم بن ادهم: إنى لم أر بك عيبا لأنى لاحظتك بعين الوداد فاستحسنت منك ما رأيت فسل غيرى عن عيبك وفى معناه انشدوا:

عين الرضا عن كل عيب كليلة            ولكن عين السخط تبدى المساويا

- وقال الإمام القشيرى رحمه الله: وإذا أمر الشيخ المريد بأن يخدم إخوانه كان على المريد أن يخلص نيته فى ذلك، ويصبر على جفاهم له، مع شدة خدمته لهم، وعدم حمدهم له على ذلك وينبغى له أن يعتذر لهم ويقيم لهم العذر على نفسه ويقول: أنا الظالم الذى لم يعمل على مرادكم حتى جفوتمونى.

ومن شأنه أن يكون فطنا لما هو من جنس ما يأمره به شيخه أو ينهاه عنه ولا يحوجه إلى تصريح بأمر أو نهى فيه لاسيما بحضرة من ليس من القوم بل يفهم من الرمز والإشارة.

- ومن شأنه أن يعتقد فى شيخه أنه أعرف بخواطره وعيوبه الباطنه منه لكن من طريق الإلهام لا من باب سوء الظن والكشف الشيطانى.

ولو دققت لوجدت أن ذلك من فضل الله على أوليائه ليعينهم بها على تربية المريدين وإرشادهم كما جاء فى الحديث القدسى حيث ورد عن سيدنا أبو هريرة عن النبى أن الله قال: ﴿من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلى عبدى بشيئ أحب إلى مما افترضته عليه وما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ...﴾ رواه البخارى ج 8 باب التواضع

وقال القسطلانى رحمه الله ضمن شرحه لهذا الحديث : أى ان الله تعالى يعين أوليائه حتى كأنه سبحانه وتعالى ينزل نفسه من عبده منزلة الحواس التى يستعين بها.

وللحديث بقية ...

سيد حسينى (7/12/2009)

بارك الله فيكم يا إخوانى فى الجروب وربنا يمدكم بمدد إمام الدين مولانا ... نظرة ومدد يا سيدى مع تقصيرى أنتم تجود

طه العروسى (7/12/2009)

هناك موضوعات فى صفحة "فعل أهل الله خير لو علمتم" عدد نوفمبر وعدد ديسمبر القادم تعتبر فى نفس مجال الرد.

مجموعة الإشراف (11/12/2009)

كيف يعلم المتصوف انه فى سير روحى؟

الزهراء نبيل جعفر (18/12/2009) 

الأخت الكريمة

المتصوف فى ترحل دائم وذكر دائم

وتستطيعى أن نعرفى دائما بقياس نفسك على الأخلاق المشار إليها أعلاه

فأورادك وسيرك إلى الله لابد وأن يغيروك ويغيروا أخلاقك ومعاملاتك مع الناس

كما ولابد أن يكسبوك الذلة والإنكسار مع أهل الله جميعا وخاصة مشايخك وإخوتك فى الله

بل إنه يؤثر على معاملاتك مع الناس جميعا

فتعاملين الناس بالحب والاحترام الذين هم أهل له

فإن لم يكونوا أهلا له فأنت أهل له

والمقياس الرئيسى للسير هو الذلة والانكسار

فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة﴾

والملوك هم الملائكة والقرية هى القلب

وفساد القلب يكون عن الدنيا فلا تعود مؤثرة فيه ولا يعود يطربه ما كان يطربة ولا يشجيه ما كان يشجيه بل إن حبها يخرج من القلب شيئا فشيئا حتى لا يعود يأبه بها ويقال له من أهل الدنيا أن ذوقه فيها قد فسد

وينرنب على ذلك مظهر آخر وهو أن أصحاب هذه القلوب يصبحون أذلة على المؤمنين بعد أن كانت فيهم العزة بالإثم

ويصبح أهلها لا يفرحون ولا يحبون إلا لله ولا يحزنون ولا يكرهون إلا من أجله

والمريد دائما ينظر إلى نفسه فإن وجد عيوبها وشغلته عن غيره فهو فى الطريق سائر

أما إن وجد محاسن نفسه وبحث عن عيوب غيره فهو متكاسل ويحتاج إلى أوراده

وأما مقياس الحب

فهو أن تحبى أخوتك وأخواتك فى الله حتى أن مولانا يقول:

أنه أن الإخوة المحبين بحق إن  كانوا سائرين فى طريق فدخلت بينهما شجرة أو عمود يشتاقون لبعضهم ويسلمون على أنفسهم

فإن وصلوا إلى ذلك فلا خوف عليهم

ويقول أيضا أنك على قدر حفاوتك بأختك وأخيك فى الله فكلما زادت حفاوتك زادت حفاوة الله وأهل الله بك

وإذا كان هذا هو الوضع مع الإخوة فى الله

فما بالك مع الله وأهل الله ومشايخنا

وأرضعت أبنائى هوى آل أحمد     فأورثهم طه الصفاء ورحمتى

ويقولون أيضا

أنظرى مكانة الله وأهل الله ومشايخك فى قلبك

فكذلك مكانتك منهم

(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وذاتى أحب إليه من ذاته وأهلى أحب إلية من أهله وذريتى أحب إيه من ذريته)

وبعد فهذه خواطر فى السير

وآخر الكلام: عليك بالعمل فهو الذى يوصلك

والمريد لا ينشغل بمكانته فهو لا يرى لنفسه مكانة

ولكنه ينشغل بعمله

فأنت لا تصلحى نفسك ولكنك تهتمى بأورادك وعملك وخدمتك وإنفاقك

أما الصلاح فليس من شأنك وهو شأن أعلى منك وهو علامة على الرضى

(من اتقى الله فيما يعلم بما يعلم أورثه الله علم ما لم يعلم)

فلنعمل عملا صالحا يرضاه الله وأهل الله ولعلهم برضاهم تنصلح بهم الأحوال

محب لأهل الله (8/1/2010)

 اذكر لنا بعض مواقف جيدة لنتعلم منها حسن المعاملة؟

الزهراء نبيل جعفر (18/12/2009)

كان الإمام على زين العابدين إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبداً ولا أمة وإذا أذنبَ عبدٌ أو أمةٌ سجَّل ذلكم فإذا كانت آخر ليلة من شهر رمضان دعاهم وجمعهم حوله ثمَّ يعرض عليهم سيّئاتهم فيعترفون بها، فيقول لهم: قولوا يا عليَّ بن الحسين إنَّ ربَّك أحصى عليك كلَّ ما عملتَ كما أحصيتَ علينا كلَّ ما عملنا، ولديه كتابٌ ينطق عليك بالحق ولا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، وتجد كلَّ ما عملتَ لديه حاضرا، فاعفُ واصفحْ يعف عنك المليك ويصفح، فيردّدون هذا وهو واقف بينهم يبكى ويقول: ربَّنا إنك أمرتنا أن نعفو عمَّن ظلمنا وقد عفونا كما أمرتَ فاعف عنا، فإنَّك أولى بذلك منا. ثمَّ يُقبل عليهم ويقول: لقد عفوتُ عنكم، فهل عفوتم ما كان منى إليكم؟ فيقولون: نعم عفونا. فيقول: إذهبوا فقد أعتقتُ رقابكم طمعاً فى عفو الله وعتق رقبتى من النار.ثمَّ يخرجون يوم العيد أحراراً وقد أعطاهم جوائز تغنيهم عن مسألة الناس.
قال أبو نعيم الأصفهانى فى حلية الأولياء:كانت بيوتٌ فى المدينة تعيش على صدقات على بن الحسين رضى الله تعالى عنه، فلما مات فقدوا ما كان يأتيهم، فعلموا أنه هو الذى كان يُعطيهم، وقالوا ما فقدنا صدقة السرِّ حتى فقدنا على بن الحسين.

وقد وجد فى ظهره عند غسله فى موته آثار كالتى توجد فى ظهور الحمَّالين، وذلك لأنَّه كان يخرج فى كلِّ ليلة وعلى ظهره جراب يوزِّع الطعام على المساكين وكانوا إّذا رأوه قالوا: جاء صاحب الجراب. وكانوا لا يعرفون من يكون.
وجاء فى ربيع الأبرار للزمخشري: أنه لما أرسل يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة لقتال أهل المدينة واستباحتها كفل الإمام زين العابدين أربعمائة امرأة مع أولادهنَّ وحشمهن وضمهنَّ إلى عياله وقام بنفقتهن وإطعامهنَّ إلى أن خرج جيش ابن عقبة من المدينة، وقد أقسمت واحدة منهنَّ أنها ما رأت فى دار أبيها وأمِّها من الراحة والعيش الهنيء ما رأته فى دار على بن الحسين.

قال الفرزدق:

كلتا يديه غياثٌ عمَّ نفعُهما     يُستوكفان ولا يعروهما العدم

قال سفيان ابن عيينة: رأى محمد بن شهاب الزهرى الإمام على زين العابدين وهو يمشى فى ليلةٍ باردة وعلى ظهره دقيق، فقال: يا بن رسول الله ما هذا؟ قال: أريد سفراً أعددت له زاداً أحمله إلى مكان حريز، فقال: هذا غلامى يحمله عنك، فأبى عليه الإمام علي، فقال: إذن أحمله أنا عنك فإنى أجلِّك عن حمله. فقال: ولكنى لا أُجلُّ نفسى عما ينجِّينى فى سفرى ويحسِّن ورودى على ما أردُ عليه، أسألك بحقِّ الله لما مضيت لحاجتك وتركتني. فلما كان بعد أيام لقيه الرجل فقال له:: لستُ أرى لذلك السفر الذى ذكرتَهُ أثرا؟ قال: بلى يا زهرى ليس هو ما ظننتَ ولكنه الموت وله استعد، إنما الاستعداد للموت تجنُّب الحرام وبذل الندى فى الخير.

وقال لواحد من أولاده: يا بنيّ انظر خمسةً فلا تصاحبهم و لا تحادثهم ولا ترافقهم فى طريق: قال: من هم يا أبتاه؟ قال: إياك ومصاحبة الكذاَّب فإنه بمنزلة السراب يقرِّب لك البعيد ويبعِّد القريب، وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه يبيعك بأكلة فما دونها، وإياك ومصاحبة البخيل، فإنه يخذلك وأنت أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد ان ينفعك فيضرَّك، وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإنى وجدته ملعونا فى كتاب الله.

وقال: من استجار به أحد إخوانه ولم يُجرْه فقد قطع ولاية الله عنه.

وقال: إنَّ لسان ابن آدم يُشرف على جوارحه كلَّ صباحٍ فيقول: كيف أصبحتم؟فيقولون نحن بخيرٍ إن تركتنا، وإنَّما يُثاب المرء ويعاقب بلسانه.وقال: اللهمَّ أوسع عليَّ من رزقك ولا تفتنِّنى بالبَطَر. ووفِّقنى لعبادتك ولا تفسد عبادتى بالعُجب، وأجرِ للناس على يديَّ الخير ولا تمحقه بالمنِّ. ولا تحدث لى عزَّاً ظاهراً إلا أحدثتَ لى ذلَّةً باطنة بقدر ذلك.ووفِّقنى لطاعة من سدَّدنى ومتابعة من أرشدني.

وقالفى حقِّ الأم: فحقُّ أمِّك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحدٌ أحدا، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لايطعم أحدٌ أحدا، ووقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وجميع جوارحها فرِحةً مستبشرة محتملةً لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمُّها حتى دفعتك عنها يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض، فرضيت أن تُشبعك وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمى وتلذذك بالنوم بأرَقَهِا فإنَّك لا تُطيق شكرها ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه.

وهو صاحب القصة أن جارية كانت تسكب الماء لوضوئه فسقط منها الإبريق على وجهه فشجَّه حتى سال دمه، فرفع رأسه ونظر إليها قالت: إن الله يقول ﴿والكاظمين الغيظ﴾ قال: كظمت غيظي. فقالت: ﴿والعافين عن الناس﴾ قال عفا الله عنك قالت: ﴿والله يحب المحسنين﴾ قال: أنت حرة لوجه الله.

من مناقب الإمام السجاد سيدنا على زين العابدين

الجروب العام الفيسبوك (27/5/2010)

من بعض المواقف الجيدة لنتعلم منها حسن المعاملة:

درس خاص من مولانا فى التعامل مع الأخوان:

مرةً حضرتُ لمولانا الشيخ بعد العصر حيث يجلس فى الحوش (البهو الخارجى) على كرسى بسيط من المواسير ومجلد بالحبل وعليه مساند وضعت أمامه سجادة لمن يريد أن يسلم عليه ويجلس وبجانب كرسى مولانا وضعت كنبة من نفس مواد الكرسى وعليها مساند من القطن وعندما دخلت كان العم سيد مراد يجلس على كرسى فى الزاوية البعيدة من مكان مولانا. وعندما سلمت على مولانا الشيخ جلست عى السجادة أمامه على حافة رجلى اليسرى مع بقاء اليمنى فى حالة زاوية حادة. قال لى مولانا الشيخ "أقعد كويس". أخذت الموضوع بفهمى وما يقتضيه الأمر فأمعنت فى التأدب بالجلوس فعكفت رجلى الأخرى وجلست كما يحدث فى الصلاة. ولكنه لم يدعنى و قال لى "ما بقصد كَده, قوم أقعد فوق و أشار إلى الكرسى بجواره". قلت له "يا مولانا كِده كويس" ى أن أبقى جالساً على الأرض. قال لى " لا ما كويس". قلت له: "لا كويس" قال "لا ما كويس". "لا كويس" "لا ما كويس".... إلى أن قرصنى فى أذنى اليمنى وقال لي: "قلت ليك قوم أقعُد فوق, نحنا أولاد الطريقة ديل بنخاف منَّهُم". فلم يكن بعد ذلك من بد من أن أجلس فى الكرسى بجواره متجهاُ بكلى جسداً وروحاً إليه- بأبى أنت وأُمّى يا حبيبى يا مولانا.

قلتُ بعدها لنفسي: ما هى هذه العظمة, مولانا الشيخ هو الذى صنع أولاد الطريقة و يخاف منهم. هذه طريقة عجيبة وشيخ أعجب. ثمّ قلت أيضاً أن هناك درسٌ يستفاد من هذا الموقف, وهو: أن يضع الشخص حساب لى أبن طريقة – صغير كبير وزير غفير مش شغلك – لأنه أنت لا تعرف السِّر الذى يضعه المشائخ فى هذا الأخ. و كما قلت مولانا الشيخ مرات يقول لك: "جدِّع لينا معاك, يا عمّى الشيخ". جدَّع لينا = أقرأ لنا أو أدعو لنا أو أشحد لنا كله معنى واحد. لقد وجدت إشارة لهذا المعنى فى قولِ مولانا الشيخ:

ولا فتيً غيرَ مَن يسعَى بذَمَّتِنا    وليسَ مَن قَالَ حَطَّ الذِّكرُ أوزاري

وهذا هو الخلق النبوى الذى يتحدث عنه الحديث الشريف "المؤمنون تتكافى دماؤهم يسعى بذَمَّتهم أدناهم". قيل لمولانا الشيخ: ماذا يفعل ابن الطريقة ليجازى الشيخ؟ قال "يجازيه فى أولاد الطريقة".

عبد الحميد بابكر (5/1/2012)

 previous     H - 1 - 2 - 3 - 4 - 5   recent

Home Page              Top of Page  أعلى الصفحة

أضف تعليقك     Add your comment
الموضوع ورقمه :
 Question & No

أدخل اسمك :   Name
أدخل إيميلك :
   Email

Send an ordinary email