كتب السلف لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.
قرأت لك: من أسماء الله من كتاب المقصد الأسنى:
هو
الذى خلق الأرزاق والمرتزقة وأوصلها إليهم وخلق لهم أسباب التمتع بها، والرزق
رزقان ظاهر وهى الأقوات والأطعمة وذلك للظواهر وهى الأبدان وباطن وهى المعارف
والمكاشفات وذلك للقلوب والأسرار وهذا أشرف الرزقين فإن ثمرته حياة الأبد وثمرة
الرزق الظاهر قوة الجسد إلى مدة قريبة الأمد والله
غاية حظ العبد من هذا الوصف أمران:
الثانى: أن يرزقه علما هاديا ولسانا مرشدا معلما ويدا منفقة متصدقة، ويكون سببا لوصول الأرزاق الشريفة إلى القلوب بأقواله وأعماله، ووصول الأرزاق إلى الأبدان بأفعاله وأعماله، وإذا أحب الله عبدا أكثر حوائج الخلق إليه، ومهما كان واسطة بين الله وبين العباد فى وصول الأرزاق إليهم فقد نال حظا من هذه الصفة، قال رسول لله (الخازن الأمين؛ الذى يعطى ما أمر به كاملاً موفَّرًا طيبة به نفسه حتى يدفعه إلى الذى أمر له به؛ أحد المتصدقين) وأيدى العباد خزائن الله تعالى، فمن جعلت يده خزانة أرزاق الأبدان ولسانه خزانة أرزاق القلوب فقد أكرم بشوب من هذه الصفة.
أسرة التحرير
|
||
|
||
الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه
الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوة للكافة، فقد ضل كثير من الناس
وابتعدوا عن هدى الحبيب
قال
ويقول الإمام فخر الدين محمد
عثمان عبده البرهانى
ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه مما رواه أماجد الأعلام
والمجمع عليه عند السادة العلماء ان
الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله
الإمام
ابن سيرين
هو
ذو
العقل الرصين معظم الرجاء للمذنبين والموحدين أبو بكر محمد بن سيرين كان ذا ورع
وأمانة وحيطة وصيانة كان بالليل بكاء نائحا وبالنهار بساما سائحا يصوم يوما
ويفطر يوما وقد قيل إن التصوف البذل والاطعام والطول والانعام، فكانت أخلاقه
العلم والعبادة كأحسن ما يكون العلماء والمتصوفين، وإن لم تكن أخلاقه التصوف
فلا يكون هناك تصوف. وهو من علماء التابعين وقد أخذ من الصحابة وعاصرهم، وهؤلاء
العلماء هم الذين بنى عليهم فقه التابعين والذين نقلوا لنا فقه الصحابة وعلم
الأولين. فلولاهم ما وصل إلينا علم رسول الله
أخلاقه
وعلمه
قيل لمحمد بن سيرين: يا أبا بكر إن رجلا قد اغتابك، فتحله؟ قال: ما كنت لأحل شيئا حرمه الله. قال السرى بن يحيى لابن سيرين: إنى قد اغتبتك فاجعلنى فى حل. قال: إنى أكره أن أحل ما حرم الله تعالى.
قال
عبيد
الله بن محمد: سمعت شيخا يذكر عن محمد قال: وسئل مرة عن فتيا فأحسن الاجابة
فيها، فقال له رجل: والله يا أبا بكر لأحسنت الفتيا فيها أو القول فيها.،قال
وعرض كأنه يقول ما كانت الصحابة لتحسن أكثر من هذا. فقال محمد: لو أردنا فقههم
لما أدركته عقولنا. عن محمد بن سيرين قال: كان مما يقول للرجل إذا أراد أن
بعض
فتاواه
عن يحيى بن عتيق قال قلت لمحمد بن سيرين: الرجل يتبع الجنازة لا يتبعها حسبة، يتبعها حياء من أهلها، له فى ذلك أجر. قال: أجر واحد! بل له أجران أجر لصلاته على أخيه وأجر لصلته الحى. وعن ابن سيرين قال: إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا جعل له واعظا من قلبه يأمره وينهاه. قال شبيب بن شيبة: سمعت محمد بن سيرين يقول الكلام أوسع من أن يكذب فيه. وعن عمران بن عبد العزيز قال سمعت محمد بن سيرين وسئل عمن يسمع القرآن فيصعق، قال: ميعاد ما بيننا وبينهم أن يجلسوا على حائط فيقرأ عليهم القرآن من أوله إلى آخره فإن سقطوا فهم كما يقولون. كان سلم بن قتيبة يأتى محمد بن سيرين على برذون – دابة منهكة - ثم أتاه راجلا قال: ما فعل برذونك؟ قال: بعته. قال: ولم؟ قال: لمؤونته. قال: أتراه خلف رزقه عندك. وقال الاصمعى: لقيت ابن أبى عطارد وهو شيخ هرم فقلت له: ما حفظت عن أبيك عن ابن سيرين؟ قال: حدثنى أبى أن محمد ابن سيرين قال له: انكح امرأة تنظر فى يدك، ولا تنكح امرأة تكون أنت تنظر فى يدها. كان محمد بن سيرين يقول لا تكرم أخاك بما يشق عليك. وعن ابن سيرين أنه كان يقول: إنك إن كلفتنى ما لم أطق، ساءك ما سرك منى من خلق. وكان محمد بن سيرين يكره أن يقول للمرأة طمثت ولكن كما قال الله تعالى حاضت.
ورعه
عن
هشام
قال اوصى أنس بن مالك
إكرامه
قال
ابن
عون: دخلت على محمد بن سيرين وبين يديه شهدة، فقال: هلم فكل فان الطعام أهون من
أن يقسم عليه. قال قرة بن خالد: أكلت فى بيت محمد سيرين طعاما فلما شبعت أخذت
المنديل ورفعت يدى. فقال لى محمد: إن الحسن بن على
فقهه
قال ابن عون: ما رأيت أحدا أعظم رجاء للموحدين من محمد بن سيرين، كان يتلو هذه الآيات: إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون، ويتلو: ما سلككم فى سقر قالوا لم نك من المصلين الآية. ويتلو: لا يصلاها إلا الأشقى الذى كذب وتولى. قال عبد الصمد بن يزيد: سمعت الفضيل بن عياض يقول: قال الحسن: إنما هى طاعة الله أو النار. وقال ابن سيرين: إنما هى رحمة الله أو النار. قال ابن عون عن محمد قال: كانوا يرجون فى الموقوف حتى الحمل فى بطن أمه.
قال
ابن
عون: قرأ رجل عند محمد بن سيرين: لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض..
الآية. فقال محمد: لا نعلم شيئا أرجى للمنافقين من هذه الآية، ما علمناه أغرى
بهم حتى مات
عن هشام
عن
محمد قال: مثل الذى يجلس ولا يخلع نعليه مثل دابة يوضع عنها الحمل ولا يوضع
عنها الاكاف. عن ابن عون قال سمعت محمد بن سيرين يقول: ثلاثة ليس معهم غربة حسن
الأدب وكف الأذى ومجانبة الريب. عن محمد بن سيرين أن رجلين اختصما فى تخوم أرض
فأوحى الله
وعن محمد بن سيرين قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه. وعن محمد بن سيرين قال: كانوا لا يسألون عن الاسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم فننظر إلى أهل السنة فنأخذ حديثهم، وإلى أهل البدعة فلا نأخذ حديثهم. أسند محمد بن سيرين عن عدة من الصحابة منهم أبو هريرة وأبو سعيد الخدرى وعبد الله بن عمر وعبدالله بن عباس وعمران بن حصين وأبو بكرة وأنس بن مالك وجماعة.
عبادته
وصبره
عن ابن عون عن محمد بن سيرين أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال: إنى لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة. عن عبد الله بن السرى قال: قال ابن سيرين: إنى لأعرف الذنب الذى حمل على به الدين ما هو، قلت لرجل من أربعين سنة يا مفلس. فحدث به أبا سليمان الدارانى فقال: قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون، وكثرت ذنوبنا وذنوبك فليس ندرى من أين نؤتى. عن ثابت قال: قال لى محمد بن سيرين: يا أبا محمد لم يكن يمنعنى من مجالستكم إلا مخافة الشهرة، فلم يزل بى البلاء حتى أقمت على المصطبة فقيل: هذا محمد بن سيرين أكل أموال الناس. وكان عليه دين كثير. عن ابن عون قال: لما ركب ابن سيرين الدين خفف مطعمه حتى أويت له وكان أكثر أدمه هذا السمك الصغار – أوراق شجر.
قال بعض آل سيرين: ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع. عن ابن عون قال: دخل رجل على محمد وهو عند أمه فقال: ما شأن محمد أيشتكى شيئا؟ قالوا: لا ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه.
بساطته
عن قرة بن خالد قال: قلت لمحمد بن سيرين: هل كانوا يتمازحون؟ فقال ما كانوا إلا كالناس كان ابن عمر يمزح وينشد الشعر ويقول: يحب الخمر من كيس الندامى ... ويكره أن تفارقه الفلوس. عن ابن سيرين قال: كانوا يرون حسن الخلق عونا على الدين. عن محمد بن سيرين قال: كانوا يعشقون من غير ريبة. وكان ابن سيرين ربما ضحك حتى يستلقى ويمد رجليه. وكان ابن سيرين لا يئن على بلاء وربما ضحك حتى تدمع عيناه. وقال يوسف بن عطية أبو سهل: رأيت محمد بن سيرين وكان كثير المزاح كثير الضحك. وكان ابن سيرين يمازح أصحابه ويقول مرحبا بالمدرفشين يعنى أنكم تشهدون الجنائز وتحملون الموتى. عن محمد بن سيرين أنه قال الرمان بين الفاكهة كجبريل بين الملائكة. قال جويرية: قلت لمحمد بن سيرين: إنى اشتريت جارية عظيمة الشفة فقال ذاك أوثر لقبلتها. وقال أبو بكر بن شعيب: كنت عند محمد بن سيرين فجاءه إنسان فسأله عن شىء من الشعر وذاك قبل صلاة العصر، فأنشد هذه الأبيات: كأن المدامة والزنجبيل ... وريح الخزامى وذوب العسل ... يعدل برد أنيابها ... إذا النجم وسط السماء اعتدل، ثم دخل فى الصلاة. وسئل محمد ابن سيرين أينشد الرجل الشعر وهو على وضوء فقال: نبئت أن فتاة كنت أخطبها ... عرقوبها مثل شهر الصوم فى الطول، أسنانها مائة أو زدن واحدة ... وسائر الخلق منها بعد ممطول. ثم قال: الله أكبر.
غرائب
أخباره
وعن ابن سيرين قال: من رأى ربه تعالى فى المنام دخل الجنة. وعن خالد بن دينار قال: كنت عند ابن سيرين فأتاه رجل فقال: يا أبا بكر رأيت فى المنام كأنى أشرب من بلبلة لها مثقبان، فوجدت أحدهما عذبا والآخر ملحا. قال ابن سيرين: اتق الله لك امرأة وأنت تخالف إلى أختها. وعن أبى قلابة أن رجلا قال لأبى بكر: رأيت كأنى أبول دما. قال: تأتى امرأتك وهى حائض. قال: نعم. قال: اتق الله ولا تعد. وعن ابن سيرين أن رجلا رأى فى المنام كأن فى حجره صبيا يصيح فقص رؤياه على ابن سيرين فقال: اتق الله ولا تضرب العود. وعن حبيب أن امرأة رأت فى المنام أنها تحلب حية فقصت على ابن سيرين فقال: ابن سيرين اللبن فطرة والحية عدو وليست من الفطرة فى شىء هذه امرأة يدخل عليها أهل الأهواء. ورأى الحجاج بن يوسف فى منامه رؤيا كأن حوراوين – حوريتين - أتتاه فأخذ إحداهما، وفاتته الاخرى، فكتب بذلك إلى عبد الملك فكتب اليه عبد الملك هنيئا يا أبا محمد. فبلغ ذلك ابن سيرين فقال: أخطأت أسته الحفرة، هذه فتنتان يدرك إحداهما وتفوته الاخرى. قال: فأدرك الجماجم وفاتته الأخرى. قال رجل لابن سيرين: إنى رأيت كأنى ألعق عسلا من جام من جوهر. فقال: اتق الله وعاود القرآن فإنك رجل قرأت القرآن ثم نسيته. وقال رجل لابن سيرين رأيت كأنى أحرث أرضا لا تنبت. قال: أنت رجل تعزل عن امرأتك. وقال رجل لابن سيرين: رأيت فى المنام كأنى أغسل ثوبى وهو لا ينقى. قال: أنت رجل مصارم لأخيك. وقال رجل لابن سيرين: رأيت كأنى أطير بين السماء والأرض. قال: أنت رجل تكثر المنى. وجاء رجل إلى ابن سيرين وأنا عنده فقال: إنى رأيت كأنى على رأسى تاجا من ذهب. فقال له ابن سيرين: اتق الله فإن أباك فى أرض غربة وقد ذهب بصره وهو يريد ان تأتيه. فما راده الرجل الكلام حتى أدخل يده فى حجزته فأخرج كتابا من أبيه يذكر فيه ذهاب بصره وأنه فى أرض غربة ويأمر بالاتيان إليه. وله كتب أخذت عنه فى تفسير الأحلام معروفة باسمه. وله كتب أخرى فى العلم مأخوذة عنه أيضا.
قال مغيرة: رأى ابن سيرين كأن الجوزاء تقدمت الثريا فأخذ فى وصيته قال يموت الحسن وأموت بعده هو أشرف منى. عن ابن عون قال: لما حضرت الوفاة محمد بن سيرين قال لابنه: يا بنى اقض عنى وتقض عنى إلا الوفاء. قال: يا أبت أعتق عنك؟ قال: إن الله تعالى لقادر أن يأجرنى وإياك فيما صنعت من خير. ع صلاح
|
||
![]() |
||
|