من أسرار الإسراء
كرم
الله حبيبه المصطفى
وهنا لطيفة:
لمن
يدعى أن الأحياء لا ينتفعون بالأموات، فهذا دليل صريح على انتفاع
الأحياء بالأموات، فسيدنا موسى وبعد الرحلة يتجه الحبيب المحبوب إلى بيت الله الحرام فيأتيه أبو جهل ويقول: هل من نبأ جديد؟ فقال الحبيب: نعم، لقد أسرى بى الليلة إلى بيت المقدس قال أبو جهل متعجباً: وأصبحت بين ظهرانينا؟ فقال الحبيب: نعم، قال أبو جهل: أتحدث القوم بما حدثتنى؟ قال صلوات ربى وسلامه عليه: نعم، فنادى أبو جهل فى الناس، يا بنى فهر، يا بنى مضر، يا بنى كنانة، فاجتمع العرب، فقال أبو جهل لهم: انظروا إلى صاحبكم ماذا يقول، وكرر عليه نفس الأسئلة عن النبأ الجديد، والناس ما بين مصدق ومكذب، وكل من كذبوا الحبيب فى ذلك الوقت ارتدوا كفاراً بعد ذلك وضُربت أعناقهم فى حروب الردة، ثم توجه أبو جهل إلى سيدنا أبو بكر قائلاً: يزعم صاحبكم أنه ذهب إلى بيت المقدس فى بعض ليلة وأصبح بين ظهرانينا، فرد عليه سيدنا أبو بكر قائلاً: أو قال ذلك؟ فقال أبو جهل: نعم، فقال الصديق: لقد صدق، أنا أصدقه فى أبعد من ذلك، أصدقه فى خبر السماء.
ثم أن قبائل
قريش
طالبوا الحبيب بالدليل والبينة، طالبوه أن يصف لهم بيت المقدس، لأن
الحبيب لم يخرج من بينهم إلى بيت المقدس، فأتى سيدنا جبريل بالبيت أمام
رسول الله
وهنا لطيفة ثانية: فنجد صنف من الناس سيماهم التكذيب حتى لو هناك أدلة وصنف آخر سيماهم التصديق دون طلب أدلة وصدق الحق سبحانه ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ المرسلات 15.
وعندما انفرد بصحابته حدثهم بما هو أشد من ذلك من الرحلة وهو المعراج، لأن رحلة المعراج تحتاج لأصحاب عقائد صالحة فى رسول الله لكى يصدقوا بقلوبهم وليس بعقولهم.
ولما انفرد بخاصة
صحابته
أسرهم بالرؤية الإلهية، ففيما أخرج الإمام أحمد والترمذى والنسائى
والبزار والدارمى عنه أنه قال (رأيت ربى فى أحسن صورة)، وأيضاً عندما
سأله سيدنا أبو ذر هل رأيت ربك؟ فقـال الحبيب (قد رأيته نورا أنى أراه)
و"قد" هنا تحقيقية، وقد أورد الإمام الطبرى فى تفسيره عن عباد بن منصور
قال: سألت عكرمة عن قوله تعالى
﴿مَا
كَذَبَ الْفُؤَادُ
مَا
رَأَى﴾
النجم 11،
قال: أتريد أن أقول لك قد رآه؟ نعم قد رآه ثم نعم قد رآه حتى ينقطع
النفس، وما أخرجه ابن جرير الطبرى فى جامع البيان عن سيدنا عبد الله بن
عباس
ولما لا وقد قال الحق تبارك وتعالى عن رؤية البشر له سبحانه ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ • إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ القيامة 22، 23، وإذا كانت الرؤية هنا فى الآخرة لسائر البشر فما بالكم بسيد البشر، وإذا قال أحد أن هذا يتعارض مع قول الحق سبحانه ﴿لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ الأنعام 103، فقد نهى الحق سبحانه عن رؤيته بالبصر ولم ينه عن رؤيته بالبصيرة.
وصدق
الإمام
فخر الدين
فى كل حين لنا فى المصطفى أمل حتى إذا حانت الإسرا يسرينا التلميذ
|
||
ومن أراد الاستزادة
فليطلع على
موقع النبى
أسرة التحرير |
||
![]() |
||
|