قال أبو على الروزبارى: العبد يصل إلى ربه بأدبه، وبطاعته إلى الجنة. وقال السرى السقطى: صليت ليلة من الليالى فمددت رجلى فى المحراب، فنوديت: يا سرى هكذا تجالس الملوك. فقلت: وعزتك وجلالك لا مددت رجلى أبدا. وقال بعض العارفين: مددت رجلى فى الحرم، قالت جارية: لا تجالسه إلا بأدب وإلا فيمحوك من ديوان المقربين. وقال بعضهم: ترك الأدب موجب للطرد، فمن أساء أدبه على البساط طرد إلى الباب، ومن أساء أدبه على الباب طرد إلى سياسة الدواب. وقال أحدهم: من تأدب بآداب الصالحين صلح لبساط القربة، ومن تأدب بآداب الأولياء صلح لبساط المحبة، ومن تأدب بآداب الصديقين صلح لبساط المشاهدة. لو جلس بين جماعة ومد رجله مكشوفة مرارا من غير عذر سقطت عدالته وردت شهادته.
قال
أبو
يزيد البسطامى
قال
قال
النبى
يحرم استقبال القبلة واستدبارها ببول أو غائط إلا أن يكون أمامه أو خلفه سترة ثلثى ذراع فأكثر، وبينه وبينها ثلاثة أذراع فأقل، وتحصيل السترة بإسبال ثوبه أمامه إن استقبل القبلة وخلفه إن استدبرها كما هو عادة القرى، وقال عبد الله بن المبارك من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السنن، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة.
قال
أهل
التصوف إذا صحت المحبة سقط الأدب واستشهدوا لذلك بما نقل عن خطاف أنه
راود خطافة وقد دخلت قصر سليمان
لطيفة:
قيل
للعباس
ما وهب الله لامرئ هبة أفضل من عقله ومن أدبه هما جمالان للفتى فإن فقدا فالممات أجمل به
وعن
السيدة
عائشة
وحقيقة الأدب: اجتماع جميع خصال الخير، فالأديب: هو الذى اجتمع فيه خصال الخير ومنه أخذت المأدبة اسم للمجمع، وقال أحد الصالحين: العبد يصل بطاعته إلى الجنة، وبأدبه فى طاعته إلى الله، وقال أيضاً: رأيت من أراد أن يمد يده فى الصلاة بين يدى الله إلى أنفه، ليزيل ما به، فقبض على يده. وقيل: التوحيد موجب يوجب الإيمان، فمن لا إيمان له فلا توحيد له، والإيمان موجب يوجب الشريعة، فمن لا شريعة له فلا إيمان له ولا توحيد، والشريعة موجب يوجب الأدب، فمن لا أدب له لا شريعة له ولا إيمان ولاتوحيد. وعن ابن عطاء: الأدب: الوقوف مع المحسنات، فقيل: وما معناه؟ قال: أن تعامل الله بالأدب سراً وعلناً، فإذا كنت كذلك كنت أديباً وإن كنت أعجمياً، ثم أنشد: إذا نطقت جاءت بكل ملاحةٍ وإن سكتت جاءت بكل مليح وفى الأدب جاء عن أحد العارفين أنه قال: منذ عشرين سنة ما مددت رجلى وقت جلوسى فى الخلوة فإن حُسن الأدب مع الله أولى. وقيل أيضاً: من صاحب الملوك بغير أدب أسلمه الجهل إلى القتل.
وعن أبن
سيرين
وقيل للحسن البصرى: قد أكثر الناس فى علم الآدب، فما أنفعها عاجلاً وأوصلها آجلاً؟ فقال: التفقه فى الدين، والزهد فى الدنيا، والمعرفة بما لله عز وجل عليك.
وعن ابن
المبارك
أنه قال: نحن إلى قليل من الأدب أحوج منَّا إلى كثير من العلم. وقال
أيضاً: طلبنا الأدب حين فاتنا المؤدبون: وقيل: ثلاث خصال ليس معهن
غُربة: مجانبةُ أهل الرِّيب، وحسن الأدب، وكف الأذى. وأنشدنا الشيخ أبو
عبد الله المغربى
يزين الغريبَ إذا ما اغترب ثلاث: فمنهن حسنُ الأدب وثانيه: حسـن أخــلاقه وثالثه: اجتــناب الرِّيب ولما دخل أبو حفص بغداد قال له الجنيد: لقد أدبت أصحابك أدب السلاطين. فقال له أبو حفص: حسن الأدب فى الظاهر عنوان حسن الأدب فى الباطن. وعن عبد الله بن المبارك أنه قال: الأدب للعارف كالتوبة للمستأنف. وعن أبا نصر الطوسى: الناس فى الأدب على ثلاث طبقات: - أما أهل الدنيا فأكثر آدابهم فى الفصاحة والبلاغة وحفظ العلوم وأسماء الملوك وأشعار العرب. - وأما أهل الدين فأكثرهم آدابهم فى رياضة النفوس وتأديب الجوارح وحفظ الحدود وترك الشهوات. - وأما أهل الخصوصية فأكثر آدابهم فى طهارة القلوب ومراعات الأسرار والوفاء بالعهود وحفظ الوقت، وقلة الالتفات إلى الخواطر، وحسنُ الأدب فى مواقف الطلب وأوقات الحضور ومقامات القرب. وقيل: كمال الأدب لا يصفو إلا للأنبياء والصديقين. وقال ذو النون المصرى: أدب العارف فوق كل أدب، لأن معروفه مؤدب قلبه. وقال أبو عثمان: إذا صحت المحبة تأكد على المحب ملازمة الأدب. وقال النورى: من لم يتأدب للوقت فوقته المقت.
وقال الإمام
فخر
الدين
فعلامة المستقدميـ ـن مع الكرام تأدب سامر الليل
|
||
من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع صفحات الصوفية فى موقع الطريقة البرهانية. أسرة التحرير |
||
|