يحاول بعض الناس أما عمدا أو جهلا أن يخدعوا أنظار المسلمبن عما كان عليه السلف الصالح ويدعون معرفتهم ويتسببون فى حيرة الناس حتى أنهم ليتسائلون:

 

إحذر من قول الصوفية (نظرة)

عزيزى القارئ، ساد فى مجتمعنا الإسلامى الجهل بأمور ديننا الحنيف وتفشَّى بيننا وباء التكفير لعقائد المسلمين، وكم حذَّرنا من وباء أنفلونزا الخنازير ولم ننتبه لذلك الوباء المدمر لأمتنا الإسلامية المتبنى لروح العداء والاقتتال بين المسلمين ونسينا أو تناسينا تحذير رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه أن (من كفر مسلمًا فقد كفر) وفى رواية أخرى (إلا باء بها أحدهما).

وأولى لنا بدلاً من التسرع ورمى المسلم لأخيه المسلم بالكفر، أن نتبع هدى المولى تبارك وتعالى حيث يقول ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فالأجدر بنا عندما نجهل شيئاً من أمور ديننا أن نسأل أهل الذكر، فإذا رأيت مثلاً من يقول للمشايخ والأولياء "نظرة" وأردت بقلب مفتوح وعقل لم يتلوث بأفكار التطرف وروح العداء لمن لم يتبع منهجك وفكرك وكنت محايداً أن تعرف معنى هذه النظرة، عرفناك بالكتاب والسنة والمنطق ما معنى هذه النظرة، فأولاً: يقول الحق تبارك وتعالى فى كتابه العزيز مخاطباً للمؤمنين أى المسلمين الذين ترقوا لدرجة الإيمان فى الآية 104 من سورة البقرة ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقول راعنا وقولوا انظرنا... وهذا توجيه وإرشاد من الحق جل وعلا لتفويت الفرصة على اليهود الذين كانوا يسمعون الصحابة رضوان الله عليهم يقولون لرسول الله راعنا أى راعينا – من الرعاية – يا رسول الله، فكان خبثاء اليهود يستعملون ظاهر اللفظ وهم يضمرون السَّب والتنقيص للرسول الكريم أعاذه الله مما يضمرون من هذا اللفظ وهو الرعونة، فقال سبحانه ﴿وقولوا انظرنا أى نظرة لنا يا رسول الله. وبعض التفاسير تقول انتظرنا، ولكنا مع التفاسير التى قالت نظرة لأنها مناسبة لقول راعنا من الرعاية والنظر إليهم.

ثانياً: من الآية 12 إلى الآية 15 من سورة الحديد، يقول الحق تبارك وتعالى ﴿يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنتات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم.

هذا حال المؤمنين يوم القيامة فى النور والبشرى والجنات وهذا هو الفوز العظيم، ثم قال تعالى ﴿يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب وذلك أن المنافقين عندما ظهر لهم الحق وصدقوا بالنظرة حيث اعترضوا عليها قبل ذلك فى الدنيا، سارعوا بطلبها فى الآخرة لما رأوه من ظلمة ووحشة بينما يتنعم المؤمنون بالأنوار فقد سارعوا لطلبها فى الدنيا ولم ينكروها على أصحابها ففازوا بها فى الآخرة. ثم قال تعالى ﴿ينادونهم أى المنافقون ﴿ألم نكن معكم أيها المؤمنون ﴿قالوا بلى أى قال المؤمنون نعم كنتم معنا ﴿ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم أى أن المنافقين فتنوا أنفسهم وتربصوا للمؤمنين ينكرون عليهم قولهم نظرة وهم بذلك يصدون عن سبيل الله ويرموا قائلها بالشرك ﴿وأرتبتم أى دخل فى قلوبكم الشك والريبة من قول الصوفية "نظرة" ﴿وغرتكم الأمانى أى خدعكم ما كنتم تتمنونه لهم من مكروه وهو زوال إسلامهم ورميهم بالشرك والكفر ﴿فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا وهذا دليل على أنهم كانوا مسلمين منافقين فى الدنيا فوضعوا مع الكفار بأن لا يؤخذ منهم فدية لتفاديهم العذاب ﴿مأولكم النار هى مولاكم لأن النار ظلمة وهم أنكروا النور والنظرة ولم يرضوا به، فتكون النار المظلمة يوم القيامة هى مأواهم فى الآخرة ﴿وبئس المصير أى أنه أسوأ مصير لهؤلاء المعترضين على المنح الإلهية التى منحها الله لعباده الأولياء حتى يربوا أولادهم بالنظرة، نظرة النور والرضا. ولم لا وقد ثبت لدى علماء الأحياء أن السلحفاه تربى أولادها بالنظرة، فما هو العجب أن يمنح الله سبحانه وتعالى الذين تقربوا إليه بالوه بالطاعات حتى وصلهم بنوره فقال سبحانه ﴿هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيمًا 34 الأحزاب، فمن رحمته أن جعل هذا النور فى قلوب أولياءه فإذا نظروا بعيون بصائرهم ﴿فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور كان هذا من حظ من نظروا إليه بالرعاية والنور والرحمة والبركة، لا حجر على فضل الله فلهم ما يشاؤن عند ربهم سبحانه بنص القرآن الكريم.

ثالثاً: يقول المصطفى وذلك فى تفسير سورة الفلق ﴿ومن شر حاسد إذا حسد: (النظرة حق والعين حق وإن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر) أو كما قال وياله من عجب أن تصدق بأن عين الحاسد المملوء قلبه بالحقد والشر تستطيع أن تقتل الرجل وأن تقتل الجمل ولا نصدق أن عين الولى المملوء قلبه بالنور الإلهى والرحمة لا تفيد من نظر إليه إذا أراد أن يمنحه وينفق عليه مما أعطاه الله.

وقد ثبت فى كتاب الله عز وجل فى سورة القلم الآية 51: ﴿وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون أى نظرة شديدة يصرعونك ويسقطونك بها من مكانك. فكيف تصدقون أن الحق تبارك وتعالى أثبت لنظرة الكفار بأبصارهم فعل هذا الشر كله ولا تصدقون أن يجعل سبحانه وهو ميزان العدل والرحمة فى كل شئ فى نظرة أوليائه لعباده كل الخير من الرحمة والنور والهداية، ولكن قد قال الكفار بحقدهم أن رسولنا الكريم لمجنون، وقال المولى تبارك وتعالى ﴿ما انت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرًا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم سورة القلم، فلا عجب أن يقول المنافقون على الأولياء التابعين للمصطفى الكريم الوارثين له بمثل هذا الخبل أعاذهم الله وأعاذنا منه وحلانا بأخلاقه صلى الله عليه وعلى آله العظام بكرمه وجوده ومنِّه آمين،

والحمد لله رب العالمين

محمد مقبول

الشفاعة

شفاعة النبى

من أخطر الأشياء إنكار شفاعة النبى وأهل بيته والأنبياء والصالحين لأن من ينكرها فى الدنيا لن ينالها فى الآخرة وذلك لأن الشفاعة وردت فى محكم التنزيل حيث قال تعالى ﴿فما تنفعهم شفاعة الشافعين إذً هناك شافعون وسنبين من هم الشافعون وبالله التوفيق.

وعن شفاعة النبى يوم القيامة فيروى لنا البزار والطبرانى فى الأوسط عن سيدنا على بن أبى طالب قال: قال (أشفع لأمتى حتى ينادينى ربى أرضيت يا محمد؟  فأقول: إى ربى رضيت).

وروى أبو الفرج بن الجوزى بسنده إلى ميسرة قال: قلت: يارسول الله متى كنت نبيا؟ قال: (لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات، وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنة التى أسكنها آدم وحواء فكتب اسمى على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمى فأخبره الله أنه سيد ولدك فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمى إليه) الفتاوى لابن تيميه.

وعن ابن عمر قال: قال (أول من أشفع له من أمتى أهل بيتى ثم الأقرب فالأقرب من قريش ثم الأنصار ثم من آمن بى واتبعنى من اليمن ثم سائر العرب ثم الأعاجم ومن أشفع له أولا فهو أفضل). رواه أبوطاهر المخلص والطبرانى والدارقطنى.

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا وأنا قائدهم إذا وفدوا وأنا خطيبهم إذا انصتوا وأنا شفيعهم إذا حبسوا وأنا مبشرهم إذا ألبسوا الكرامة، والمفاتيح يومئذ بيدى ولواء الحمد يومئذ بيدى) رواه الترمذى والدارمى.

وأخرج الإمام أحمد وابن أبى شيبة والطبرانى عن أبى موسى قال: قال (أعطيت خمسا لم يعطهن نبى قبلى؛ بعثت إلى الأحمر والأسود ونصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لى الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لى الغنائم ولم تحل لمن كان قبلى وأعطيت الشفاعة وإنه ليس من نبى إلا وقد قدم الشفاعة وإنى أخرت شفاعتى جعلتها لمن مات من أمتى لا يشرك بالله شيئا).

وقال : (إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر) الإمام أحمد عن أبى بن كعب عن أبيه وأخرجه الترمذى.

وقال : (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع) الإمام مسلم وأبوداود عن أبى هريرة.

وقال : (أنا أول شفيع يوم القيامة) الإمام مسلم فى صحيحه.

وللحديث بقية ،،،

راغب