كتب السلف لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى. |
||
الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه
الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوة للكافة، فقد ضل كثير من الناس
وابتعدوا عن هدى الحبيب
قال
ويقول الإمام فخر الدين محمد
عثمان عبده البرهانى
ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه مما رواه أماجد الأعلام
والمجمع عليه عند السادة العلماء ان
الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله
الإمام
إبراهيم الخواص
هو ابرهيم بن أحمد بن اسماعيل، كنيته أبو اسحاق. ولد فى "سر من رأى". ومات بالرى وبها قبره وتولى غسله ودفنه يوسف بن الحسين سنة 291هـ، وهو أحد من سلك طريق التوكل. وكان أوحد المشايخ فى وقته؛ صحب أبا عبد الله المغربى وكان من أقران الجنيد، والثورى. وله فى السياحات والرياضات مقامات يطول شرحها, قيل: مرض بالجامع، وكان به علة القيام، وكان إذا قام يدخل الماء، يغتسل ويعود إلى المسجد، ويركع ركعتين، فدخل مرة الماء، فخرجت روحه فيه, وله رياضيات وسياحات وتدقيق فى التوكل. وكان لا يفارقه إبرة وخيوط، وركوة ومقارض، وقال "مثل هذا لا ينقص التوكل، لأجل الإعانة على ستر العورة، واذا رأيت الفقير بلا ذلك فاتهمه فى صلاته".
ويحكى
عن
إبراهيم الخواص أنه قال كان لى وقتا فترة فكنت أخرج كل يوم إلى شط نهر كبير كان
حواليه الخوص فكنت أقطع شيئا من ذلك وأسفه قفافا –جمع قفة- فأطرحه فى ذلك النهر
وأتسلى بذلك وكأنى كنت مطالبا به فجرى وقتى على ذلك أياما كثيرة فتفكرت يوما
وقلت أمضى خلف ما أطرحه فى الماء من القفاف لأنظر أين يذهب
وقال إبراهيم "قرأت فى التوراة: ويح ابن آدم! يذنب الذنب ويستغفرنى فأغفر له؛ ثم يعود، ويستغفرنى فأغفر له. ويحه! لا هو يترك الذنب، ولا هو ييأس من رحمتى! أشهدكم يا ملائكتى أنى قد غفرت له". وقال ممشاذ الدينورى "كنت يوماً فى مسجدى بين النائم واليقظان، فسمعت هاتفاً يهتف: أن أردت أن تلقى ولياً من الأولياء فامض إلى تل التوبة. قال: فقمت وخرجت، فإذا أنا بثلج عظيم، فذهبت إلى تل التوبة، فإذا إنسان قاعد مربع على راس التل، وحوله خال من الثلج قدر موضع خيمة، فتقدمت إليه، فإذا هو ابرهيم الخواص، فسلمت عليه، وجلست إليه، فقلت: بماذا نلت هذه المنزلة؟ فقال: بخدمة الفقراء". ومن شعره: صبرت على بعض الأذى كله .. ودافعت عن نفسى لنفسى فعزت.
أنا حامد أنا شاكر أنا ذاكر ....... أنا جائع أنا ضائع أنا عارى هى ستة وأنا الضمين لنصفها ... فكن الضمين لنصفها يا بارى مدحى لغيرك لهب نار خضتها ... فأجر عبيدك من لهيب النار قال حذيفة: ثم دفع إلى الرقعة، وقال: اخرج بها ولا تعلق قلبك بغير الله تعالى، وادفعها إلى أول من يلقاك. قال: فخرجت فأول من لقينى رجل على بغلة فناولته الرقعة، فأخذها فقرأها وبكى، وقال: ما فعل بصاحب هذه الرقعة؟ قلت: هو فى المسجد الفلانى. فدفع إلى صرة فيها ستمائة درهم، فأخذتها ومضيت فوجدت رجلا فسألته: من هذا الراكب على البغلة؟ فقال: هو رجل نصرانى. قال: فجئت ابراهيم وأخبرته بالقصة فقال: لا تمس الدراهم فإن صاحبها يأتى الساعة. فلما كان بعد الساعة أقبل النصرانى راكبا على بغلته، فترجل على باب المسجد، ودخل فأكب على إبراهيم يقبل رأسه ويديه، ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال: فبكى ابراهيم الخواص فرحا به وسرور، وقال: الحمد لله الذى هداك للاسلام وشريعة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه الكرام الطيبين الطاهرين.
ومن عجائبه
أيضا:
قضية إبراهيم الخواص
وقال إبراهيم
الخواص
كنت فى جبل لكام فرأيت رمانا فاشتهيته، فدنوت فأخذت منها واحدا فشققتها فوجدته
حامضا، وتركت الرمان فرأيت رجلا مطروحا قد اجتمع عليه الزنابير فقلت: السلام
عليك فقال: وعليك السلام يا إبراهيم. قلت: فكيف عرفتنى؟ قال: من عرف الله لا
يخفى عليه شئ من دون الله. فقلت: أرى لك حالا مع الله فلو سألته أن يحميك ويقيك
الأذى من هذه الزنابير. فقال لى: أرى لك حالا مع الله فلو سألته أن يقيك شهوة
الرمان، فإن لدغ الرمان يجد الإنسان ألمه فى الآخرة ولدغ الزنابير يجد ألمه فى
الدنيا. فتركته ومضيت. وقال إبراهيم
قال أبو الحسن
النحرانى،
صاحب إبراهيم الخواص: كنت شديد الإنكار على الصوفية فى علومهم وأبغض كل من
اجتمع بهم فدخلت بغداد وأنا أكتب الحديث، فرأيت إبراهيم الخواص وحوله جماعة
يتكلم عليهم، فسمعت كلامه فدخل قلبى صدق قوله فرأيته علماً صحيحاً لا بد للخلق
من استعماله، فلزمته من ذلك المجلس ولم أفارقه وفرقت ما كنت جمعته من الكتب
وكانت نحو حملين، ومع هذا فلم يلتفت إلى ولم يكلمنى بكلمة أياماً كثيرة، فلما
عرف منى الصدق فى طلبه أدنانى وقربنى
وقال فى قوله تعالى ﴿وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب﴾ الزمر: 54... الآية، الإنابة أن يرجع بك منك إليه, التسليم أن تعلم أن ربك أشفق عليك من نفسك, والعذاب عذاب الفراق. وكان يقول: آفة المريد ثلاثة: حب الدرهم، وحب النساء، وحب الرياسة، فيدفع حب الدرهم باستعمال الورع، وحب النساء بترك الشهوات وترك الشبع، ويدفع حب الرياسة بإثبات الخمول، وكان يقول: إذا تحرك العبد لإزالة منكر، فقامت دونه الموانع، فإنما ذلك لفساد العقد بينه، وبين الله تعالى. فلو صحت عقيدته مع الله تعالى واستأذنه فى إزالة ذلك المنكر، واستعان به لم يقم دونه مانع قط. وكان يقول: عطشت فى بادية فى طريق الحجاز، فإذا براكب حسن الوجه على دابة شهباء فسقانى الماء وأردفنى خلفه، ثم قال: انظر إلى نخيل المدينة، فانزل واقرأ على صاحبها منى السلام وقل أخوك الخضر يقرأ عليك السلام. وكان يقول: أربع خصال عزيزة, عالم مستعمل لعلمه, وعارف ينطق عن حقيقة فعله, ورجل قائم لله بلا سبب, ومريد ذاهب عن الطمع. وقال: الحكمة تنزل من السماء فلا تسكن قلبا فيه أربعة: الركون إلى الدنيا, وهم غد, وحب الفضول, وحسد أخ. قال: ولا يصح الفقر للفقير حتى تكون فيه خصلتان: إحداهما الثقة بالله, والأخرى الشكر لله فيما زوى عنه مما ابتلى به غيره من الدنيا, ولا يكمل الفقير حتى يكون نظر الله له فى المنع أفضل من نظره له فى العطاء، وعلامة صدقه فى ذلك أن يجد للمنع من الحلاوة مالا يجد للعطاء. وقال إبراهيم: على قدر إعزاز المؤمن لأمر الله يلبسه الله من عزه ويقيم له العز فى قلوب المؤمنين، فذلك قوله تعالى ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين﴾. وقال إبراهيم: عقوبة القلب أشد العقوبات ومقامها أعلى المقامات وكرامتها أفضل الكرامات وذكرها أشرف الأذكار وبذكرها تستجلب الأنوار عليها وقع الخطاب وهى المخصوصة بالتنبيه والعتاب.
وعن إبراهيم
الخواص؛
وقد سأله بعض أصحابنا وهو يتأوه: ما هذا التأوه؟ فقال: أوه كيف يفلح من يسره ما
يضره.
عن إبراهيم الخواص قال دخلت مسجد التوبة فرأيت عبد الرحيم مستندا إلى سارية فقلت للقيم: متى قعد هذا الرجل ههنا؟ فقال: اليوم ثلاثة أيام قاعدا على ما تراه لم يخرج ولم يتكلم. فقعدت بحذائه فلما أمسينا قلت له: أى شيء تريد حتى أحمله ونأكل؟ فسكت عنى فكررت عليه، فقال: أريد مصلية معقدة وخبزا حارا. فخرجت إلى باب الشام فطلبت ذلك فلم أجده، فعاتبت نفسى وقلت: يا فضول من دعاك إلى أن تستدعى شهوته لو اشتريت خبزا وإداما وحملت استغنيت عن ذلك، ورجعت مغتما إلى المسجد فإذا رجل يدق على باب المسجد فقلت: من؟ فقال: افتح. ففتحت فإذا على رأسه زنبيل فحطه، وقال لى: أسألك أن يأكل أهل المسجد من هذا الطعام. فأخرج منه خبزا حارا ومصلية معقدة فى قدر، فبهت وقلت: لا نمسه حتى تخبرنى به. فقال: أنا رجل صانع واشتهيت مصلية معقدة وخبزا حارا فاشتريت اللحم وما يصلحه وأمرتهم بطبخه، وأن يخبزوا خبزا حارا، وجئت العتمة من الدكان وبعد ما فرغ منه ما كان خبر الخبز، فحلفت بالطلاق أن لا يأكل من هذا الخبز أو المصلية أحد إلا من فى مسجد التوبة، فأحب أن تأكلوه. قال إبراهيم: فرفعت رأسى وقلت: يا سيدى أنت أردت أن تطعمه لم غممتنى فى الوسط. حكى عن إبراهيم الخواص قال: كنت ببغداد فى جماعة من الفقراء فى الجامع، فأقبل شاب طيب الرائحة حسن الوجه، فقلت لأصحابى: يقع لى أنه يهودى. فكلهم كرهوا ذلك، فخرجت وخرج الشاب ثم رجع إليهم وقال: أى شىء قال الشيخ فى؟ فاحتشموه، فألح عليهم، فقالوا له: قال إنك يهودى. قال: فجاءنى وأكب على يدى وقبل رأسى وأسلم، وقال: نجد فى كتبنا أن الصديق لا تخطىء فراسته. فقلت: أمتحن المسلمين. فتأملتهم، فقلت: إن كان فيهم صديق ففى هذه الطائفة، لأنهم يقولون حديثه سبحانه ويقرءون كلامه فلبست عليكم – كان لا نفسه أهلا لأن يكون صديقا.
قال
إبراهيم
الخواص
قال إبراهيم
الخواص
فاللهم بجاه المصطفى والمرتضى والحسنين وأمهم البتول أكرمنا جميعا بمعرفة الأعلام الأبرار وفى صحبتهم أجمعين أحشرنا وكل المحبين والمحبوبين, اللهم بجاه المصطفى بلغنا مقاصدنا وأغفر لنا ما مضى ياواسع الكرم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم. سمير جمال
|
||
![]() |
||
|