كتب السلف لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.
كتاب من المكتبة: من كتب أعلام الصحابة والتابعين:
كتاب الأعلام
للزركلى هو قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين
والمستشرقين، لخير الدين
وقد صدر من هذه الموصوعة عدة ثلاث طبعات قبل هذه الطبعة أولها 1927 وآخرها 1969. رابط كتاب الأعلام للزركلى فى موقع التراث أسرة التحرير
ملحوظة: لتحميل كتاب
من موقع التراث؛ يتم تنزيل جميع الملفات المضغوطة (rar
files) الخاصة بالكتاب ثم توضع معا فى نفس الفولدر ولا يتم
تغيير أسمائها أبدا ثم بفتح
أى ملف منها وعندها يمكن أن تجد الكتاب والذى يكون أما ملف واحد أو عدة
ملفات من طراز (pdf) فيتم نقلها إلى
خارج الملف المضغوط فى فولدر واحد أيضا ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم تفتح باستعمال
برنامج قراءة الأكروبات. |
||
|
||
الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه
الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوه للكافه، فقد ضل كثير من الناس
وابتعدوا عن هدى الحبيب
قال
ويقول السيد فخر الدين الشيخ محمد
عثمان عبد البرهانى
ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه مما رواه أماجد الأعلام
والمجمع عليه عند الساده العلماء ان
الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله الامام الحسن البصرى مولده ونشأته:
ولد الحسن
البصري بالمدينة سنة 21 هـ. لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب
نشأته
وكبر ولازم
الجهاد ولازم العلم والعمل، ونهل العلم من ينابيع علوم الصحابة الذين كانو
اوعية العلم والمعرفة وحملة الارث المحمدى وكان ممن جمعوا القرآن فى عهد
الخليفه سيدنا عثمان بن عفان
وروى الحسن
البصرى عن على بن أبى طالب
صفاته
كان واسع العلم، غزير المادة في التفسير والحديث واللغة وغيرها، قال الربيع بن أنس: اختلفت إلى الحسن عشر سنين، وما يوم إلا وأسمع منه ما لم أسمع قبله، وكان فصيحا، لبيبا، حلو المنطق، حسن الحديث، يقول أبو عمر بن العلاء: ما رأيت أفصح من الحسن والحجاج بن يوسف، والحسن أفصح منه. وصفه ثابت بن قرة فقال: "كان من درارى النجوم علما وتقوى، وزهدا وورعا، وعفة ورقة، وفقها ومعرفة، يجمع مجلسه ضروبا من الناس، هذا يأخذ عنه الحديث، وهذا يلقف منه التأويل، وهذا يسمع الوعظ، وهو فى جميع ذلك كالبحر العجاج تدفقا، وكالسراج الوهاج تألقا، وكان رحمه الله عظيم التأثير في قلوب سامعيه، وسر ذلك أنه كان صاحب صدق ويقين، وعاطفة قوية، وروح ملتهبة، وإخلاص عميق، ورغبة فى هداية الناس إلى الله، يجمع بين بلاغة اللسان، وقوة الإيمان. كان يؤمن بما يقول وينفعل به، فيخرج من قلبه ليحل فى قلوب سامعيه، فكان إذا تكلم عن الصحابة أو القيامة، ووعظ وذكر، أثار الشجون، وأدمع العيون، وأثر فى القلوب".
قال الغزالى
فى الإحياء: كان الحسن البصرى أشبه الناس كلاما بكلام الأنبياء عليهم الصلاة
والسلام، وأقربهم هديا من الصحابة
وقال قتادة: ما جلست رجلا فقيها الا ورايت فضل الحسن البصرى عليه كان مهيبا تهابه العلماء قبل العامة فشب وكبر وينايع الحكمة تنبع من لسانه فى جمال الاسلوب وفصاحه اللسان ورصانه التعبير. كما كان صاحب شخصية قوية جذابة، محببة إلى النفوس، لما امتاز به من المواهب العالية، والفضائل العظيمة حتى ليقول ثابت بن قرة: "إن الحسن من أفراد الأمة المسلمة الذين تتباهى بهم على الأمم الأخرى".
خوفه من الله عز وجل ودوام حزنه: كان الحسن شديد الخوف من الله تعالى، دائم المراقبة، يضع الآخرة أبدا نصب عينيه، قال يزيد بن حوشب: ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز. كأن النار لم تخلق إلا لهما. وقال إبراهيم بن عيسى اليشكرى: ما رأيت أطول حزنا من الحسن، وما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة. المجتمع في عهده: لقد أدرك الحسن البصرى في المجتمع الإسلامى فى فترة من أهم فترات حياته، أدركه وهو متمسك بالإسلام فى كل شيئ، ثم رآه وهو يتفلت من كثير من أحكامه وآدابه، وينحرف عن كثير من سننه وهديه. أدركه ونور النبوة ما زال ممتدا فى حياته منذ أيام الراشدين، ثم رآه، وهو يبتعد رويدا رويدا عن النبوة ومعينها الصافى، فاستطاع الحسن بذكائه اللماح، وذهنه المتوقد، وإيمانه العميق، وإخلاصه العظيم أن يشخص الداء، ويصف الدواء.
لقد رأى
المجتمع المسلم، وهو يسير نحو المادية الجارفة تفتك به الشهوات، وتحيا فيه
الجاهلية التى أمات الإسلام أمرها، فوقف يحول بين الناس، وبين التردى فى الغفلة
والاستغراق فى الدنيا، ويذكرهم بالله وبالآخرة، ويعظهم مواعظ تلين لها القلوب
القاسية، وتدمع لها العيون الجامدة، يذكرهم برسول الله
ذكرهم بما
كان يخشاه النبى
من كلامه
ومن كلامه
وقد طلب منه
عمر بن عبد العزيز
"الإمام العادل -يا أمير المؤمنين- كالراعى الشفيق على إبله، يرتاد لها أطيب المرعى، ويذودها عن مراتع الهلكة، ويحميها من السباع، ويكنفها من أذى الحر والقر، والإمام العادل -يا أمير المؤمنين- كالأب الحانى على ولده يسعى لهم صغارا، ويعلمهم كبارا، يكتسب لهم في حياته، ويدخر لهم بعد مماته. والإمام العادل -يا أمير المؤمنين- وصى اليتامى، وخازن المساكين، يربى صغيرهم، ويمون كبيرهم. والإمام العادل -يا أمير المؤمنين- كالقلب بين الجوانح، تصلح الجوانح بصلاحه، وتفسد بفساده. والإمام العادل -يا أمير المؤمنين- هو القائم بين الله وبين عباده، يسمع كلام الله ويسمعهم، وينظر إلى الله ويريهم، وينقاد إلى الله ويقودهم، فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد ائتمنه سيده، واستحفظه ماله وعياله، فبدد المال وشرد العيال، فأفقر أهله، وفرق ماله".
شجاعته
كان رحمه الله تعالى جريئا في الحق، شجاعا لا يخشى في الله لومة لائم، بل يصدع بالحق من غير مواربة ولا مداراة، وتلك هي صفة العالم المؤمن من ورثة النبيين. وقد روى فى كتب التاريخ من أخبار شجاعة الحسن صدعه بالحق فى وجه الحكام ما رفع منزلته بين علماء عصره، منها ما رواه ابن خلكان. قال:
(لما ولى
عمر بن هبيرة العراق، وأضيفت إليه خراسان -وكان ذلك أيام يزيد بن عبد الملك-
استدعى الحسن البصرى، ومحمد بن سيرين، والشعبى وذلك في سنة ثلاث ومائة، فقال
لهم: إن يزيد خليفة الله استخلفه الله على عباده وأخذ عليهم الميثاق بطاعته،
وأخذ عهدنا بالسمع والطاعة، وقد ولانى ما ترون فيكتب إلى بالأمر من أمره فأقلده
ما تقلده من ذلك الأمر، فما ترون، قال ابن سيرين والشعبى قولا فيه تقية. قال
ابن هبيرة: ما تقول ياحسن؟ فقال: يا ابن هبيرة خف الله فى يزيد، ولا تخف يزيد
فى الله، فإن الله يمنعك من يزيد ولا يمنعك يزيد من الله، وإن
وقد سأل رجل الحسن فى حضور بعض أهل الشام: يا أبا سعيد ما تقول فى الفتن مثل: يزيد بن الملهب وابن الأشعث؟ فقال: لا تكن مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فقال رجل من أهل الشام: ولا مع أمير المؤمنين يا أبا سعيد؟ فغضب ثم قال: ولا مع أمير المؤمنين يا أبا سعيد ... نعم ولا مع أمير المؤمنين. هذا هو الحسن البصرى العالم الورع، والزاهد النقى، والتقي المجاهد، والداعية المخلص، والشجاع فى الحق، والذي كان حربا على الأهواء والشهوات، ونذيرا للمترفين، وسيفا مسلطا على رؤوس الظالمين والمنحرفين عن دين الله، كان مثلا للعلماء العاملين من ورثة النبيين، لم يكن من رجال الحكم والسلطان، وإنما كان من رجال العلم والإيمان الذين اعتصمت بهم الحياة والسلطان وحفظوا على الأمة عقيدتها وإيمانها ومثلها، لذلك أحبه الناس وأجلوه، واعترفوا بفضله فكان يوم وفاته في مستهل رجب سنة 110 هـ. من الأيام الحزينة الباكية في تاريخ الإسلام، فقد اشتغل الناس به، وتبعوا جنازته -وكان دفنه بعد صلاة الجمعة- فلم تقم صلاة العصر بالمسجد الجامع لأنه لم يبق فى الحى من يصلي العصر. وقال أحد الذين شهدوا جنازته: "لا أعلم أن صلاة العصر تركت فى الإسلام -أى فى جامع البصرة- إلا يومئذ". رحمه الله رحمة واسعة، وجازاه خير ما يجزى الدعاة الهداة المصلحين. وقد صرح جمع كبير من كبار العارفين بالله تعالى ان الإمام الحسن البصرى معدود من أئمة الصوفية ومن أهل الطريق الى الله، وقال بن عربى: الحسن البصرى من ائمة أهل الصوفة اهل الطريق الى الله ومن اهل الاشارات والاسرار. ع صلاح
|
||
![]() |
||
|