كتب السلف لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.
كتاب من المكتبة: من كتب الأعلام:
كتاب الأم للإمام أبو عبد الله محمد
بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن
المطلب بن عبد مناف بن قصى، ويلتقى نسبه مع رسول الله
وقد حرص المحقق على تخريج الحديث والكلام والشعر وشرح معانى الكلمات ولم يتعرض فيه بتغيير إلى حد علمنا.
أسرة التحرير
ملحوظة: لتحميل كتاب
من موقع التراث؛ يتم تنزيل جميع الملفات المضغوطة (rar
files) الخاصة بالكتاب ثم توضع معا فى نفس الفولدر ولا يتم
تغيير أسمائها أبدا ثم بفتح
أى ملف منها وعندها يمكن أن تجد الكتاب والذى يكون أما ملف واحد أو عدة
ملفات من طراز (pdf) فيتم نقلها إلى
خارج الملف المضغوط فى فولدر واحد أيضا ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم تفتح باستعمال
برنامج قراءة الأكروبات. |
||
|
||
الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه
الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوه للكافه، فقد ضل كثير من الناس
وابتعدوا عن هدى الحبيب
قال
ويقول السيد فخر الدين الشيخ محمد
عثمان عبد البرهانى
ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه مما رواه أماجد الأعلام
والمجمع عليه عند الساده العلماء ان
الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله
الإمام
الشافعى
هو
ثالث
الأئمة الأربعة أقطاب الشريعة الإسلامية، (الأئمة: أبو حنيفة ومالك والشافعى
وأحمد ابن حنبل
وهو
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع، وإليه تُنسب الشافعية، ابن السائب
بن عُبيد الله بن زيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف، جَدّ النبى
يقول إسماعيلَ بنِ
يحيَى سمعتُ الشّافِعى
وقد
نبغَ الشافعى
ويقول الحافظ الخطيبُ البغدادى سمعتُ أبا بكرٍ محمدَ بنَ أحمدَ بنِ السّائِبِ الضَّرِير بمكّةَ يقولُ قال أبى سمعتُ عمّى يقولُ سمعتُ الشّافعى يقولُ أَقَمْتُ فى بُطُونِ العَربِ عِشرِينَ سَنةً آخُذ أشعَارَها ولُغاتِها وحفِظتُ القُرءانَ فما علِمتُ أنّه مَرّ بى حَرفٌ إلا وقَد عَلِمتُ المعنى فيه والمرادَ ما خَلا حرفينِ. قال أبى حفِظتُ أحدَهما ونسِيْتُ الآخرَ، أحَدُهُما: دَسّاها.
وقد أكرمَ الله تعالى الشافعىَّ
ومما ورد فى عبادتِه
وورد فى زهدِ الإمام الشافعى أنه قال: ما شبعتُ منذُ ستَ عشرةَ سنة، لأنَّ الشِّبَعَ يُثْقِلُ البدن، ويُقَسِّى القلب، ويزيلُ الفِطْنَة، ويجلبُ النوم، ويضعفُ صاحبه عن العبادة. وورد فى ورعه أنه مرة سُئل عن مسئلة، فسكتَ فقيل له: ألا تجيبُ رحمكَ الله! فقال:" حتى أدرى، الفضلُ فى سُكوتى أو فى جوابى؟
وكان إذا نظـر فى أعظم مجلد من الكتب العلمية،
حفظه بمجرد نظره إليه؛ لشدة حفظه وذكاه، وكان يقول: إذا صح الحديث فهو
مذهبى فى كل قضية، وإذا رأينا صاحبَ بِدعة يمشى على الماء ما قبلناه، وما حلف
بالله لا صادقا ولا كاذبا، تعظيما لرب البرية، وما ناظر أحدا إلاّ وأحبَّ أن
يَظهر الحقُ على يدى الخصم ليتعلم منه. وأمَّـا الكرم بالنسبة إليه فمُستحقر
عنده المكارم الحاتمية، وأمَّـا حِلْمه ورزانته وسيرته فكلها أخلاق رسول الله
ومِن أهم ما فى حياةِ الإمام الشافعى
وقال أيضا
وله من الشعر والنثر، والفوائد الحِكمية، ما يبهر العقول، ويكشف عن القلب
عَماه، فمن حِكَمِه الرائقة، ونصائحه النثرية، كان يقول: زينة العلماء الخُلُق،
ومخافة الله وتقواه، ومَن لا يُحب العلم لا نفعَ فيه، ولا خيرية، ولا يكنْ بينك
وبينه معرفة، ولا ترضاه. وكان يقول: مَن تعلّم القرآن عظُمتْ قيمته البخسيّة،
ومن نظر في الفقه، نبُل قَدره، وزاد انتباه. وقال: مَن أحب أنْ ينوّر الله
قلبه، فعليه بالخلوة الشرعية، وترك الأكل، وترك مخالطة السفهاء الدُّناة. وقال:
لا يعرف الرِّياء إلاّ المخلصون الطوية، ولو أوصى رجل لأعقل الناس صُرف
للزُهَّـاد فى دنياه، والعاقل مَن عَقَلَ عقله عن كل مذموم، وخِصلة دنِية،
وأرفع الناس قَدرا مَن لا يرى قَدره وينساه. وقال: القناعة تُورث الراحة، وتملأ
الراحة من واهب العطية،
مررت على المروءَة وهي تَبكى فَقلتُ لهـا لما تَبكى الفَتاةُ فَقـالَتْ كَيفَ لا أَبكـى وأهـلى جَميعاً دونَ خلقِ اللَهِ ماتوا
وقال
اِحفَظ لِسانَكَ أَيُّهــا الإِنسانُ لا يَلدَغَنَّـكَ إِنَّـهُ ثُعبـانُ كَم في المَقابِرِ مِن قَتيلِ لِسانِهِ قَد كانَ هابَ لِقاءَهُ الشجعانُ وقال أيضا: إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجـتَ عَنهُ وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَـداً يَموتُ وقال أيضا: قلْ للذى بصروفِ الدَّهرِ عَيَّرَنا هلْ عاندَ الدَّهرُ إلاَّ مَنْ لهُ خطرُ أما تَرى البحرَ تعلو فوقَهُ جِيَفٌ وتستقرُّ بأقصى قعـرهِ الـدُّرَرُ ففي السماءِ نُجومٌ ما لهـا عددٌ وليسَ يُكسفُ إلا الشمسُ والقمرُ
وقال
إذا امتلأتْ أيدي اللئيمِ مِن الغِنا يَفيضُ كما المِرحاضُ فاحَ وأنْتَنا وأمَّا كريمُ الأصلِ كالغُصنِ كُلَّما تحمَّلَ مِن خيرٍ تواضعَ وانْحَنَى
دَعِ الأَيّامَ تَفعَـلُ مـا تَشـاءُ وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ وَلا تَجــزَع لِحادِثَةِ اللَيالى فَما لِحَوادِثِ الدُنيـا بَقـاءُ وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً وَشيمَتُكَ السَماحَـةُ وَالوَفاءُ فَلا حُـزنٌ يَدومُ وَلا سُـرورٌ وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخـاءُ وأمـر الله محتـوم علينـا بمـا فيه السعادة والشقاء فَيرزُق مَن يشاءُ بلا حسابٍ ويَحرِم مَن يُريد كما يشاء وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ إِذا مـا كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ فَأَنتَ وَمـالِكُ الدُنيـا سَواءُ تَغَطّى بِالسَخـاءِ فَكُلُّ عَيبٍ يُغَطّيهِ كَمـا قيـلَ السَخـاءُ ووقف فى الثلث الأخير من الليل، فى الأوقات السحرية، منكساً رأسه؛ هيبة وجلالة لله تغشاه، فأنشأ يقول: بِمَوقِـفِ ذُلّى دونَ عِـزَّتِكَ العُظمى بِمَخفِىِّ سِرٍّ لا أُحيطُ بِهِ علِمـــا بِإِطـراقِ رَأسى بِاِعتِرافـي بِذِلَّتى بِمَدِّ يَدى أَستَمطِرُ الجودَ وَالرُحمى بِأَسمائِكَ الحُسنى الَّتي بَعضُ وَصفِها لِعِزَّتِهــا يَستَغرِقُ النَثرَ وَالنَظما بِعَهـدٍ قَديـمٍ مِن أَلَستُ بِرَبِّكُـم بِمَن كـانَ مَجهولاً فَعُرِّفَ بِالأَسما أَذِقنا شَرابَ الأُنسِ يا مَن إِذا سَقى مُحِبّاً شَراباً لا يُضـامُ وَلا يَظمـا وهذه قطرة من بِحار أشعاره، وحِكمه المروية، وجميعها يضيق عنها نطاق الحصر، وفضائله لا تُحصى، كما هي شهيرة جليّة، فلا يُحتاج إلى ذكرها كلها.
وكان الإمام أحمد تلميذاً للإمام الشافعى وكانت زيارة الإمام الشافعى له تسره
جداً، وقد قال الإمام أحمد فى حقه "قبل الشافعى لم أعرف ما الناسخ ولا المنسوخ" والناسخ والمنسوخ هو ما نسخ من القرآن. ويقول عبدُ اللهِ
بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ: قلتُ لأبى يا أبتِ أى شَيئٍ كانَ الشّافعى فإنّى سمعتُكَ
تُكثِرُ منَ الدُّعاءِ لهُ. فقالَ لى "يا بُنى كانَ الشّافعى
ويقول المُزنى:
رأيتُ النبى
ومن كراماته أنه لمَّـا توعّده الخليفة الرشيد بأذى؛ لأجل مسألة علمية، فرأى الإمام فى المنام هاتفا، وهو قائم بين يدى الله، فناداه: يا محمد! تثبّت على دين محمد، وإياكَ إياك أنْ تحيد فتَضِلّ وتُضِل، اثبُت يا إمام القوم، لا وجلَ عليك منه، إقرأ ﴿إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ﴾ يس 8، قال الإمام: فاستيقظت وأنا أقرؤها من تعليم القدرة الربانية، فأرسل له الرشيد، وقال له: نِعْمَ الإمام أنت، لقد عُوتبنا الليلة فيك بما نويناه، فانصرِفْ راشداً، أنت الملحوظ والمحفوظ من كلّ أذيّة. وأمر له بعشرة الآف دينار، ففرقها بين يديه، وكُفى عَناه.
ولم يزل أمراض تعتريه، واشتدت عليه آخـر عمره علة الباسور الدموية، فكان
يقرأ العلم والطستَ تحته، ويشكر الله
يقول الربيعُ بنُ سُلَيمانَ: رأيتُ الشّافعى بعدَ وفَاتِه فى المنَام فقلتُ: يا أبا عبدِ الله ما صَنعَ اللهُ بكَ. قالَ: أَجْلَسَنى على كُرسِى مِن ذهَبٍ ونَثَر على اللؤلؤَ الرَّطْبَ. وأراد نظام الملك – من أشهر الوزراء فى التاريخ وحكم لمدة 30 سنة (408-485 هـ) - بعد موته بمدة طويلة نقله إلى مدرسة النظامية، التي أنشأها ببغداد، وأظهر الله العلم بها وأبداه، ولمَّـأ وصلوا إلى اللَّحد، خرجت منه روائح عِطرية، أَسْكَرت الحاضرين؛ حتى وقعوا صَرعى، فأعادوا للقبر بِناه، وتابوا إلى الله، وتركوه في روضة الجنات. سامر الليل
|
||
![]() |
||
|