حواريى
رسول الله
قال
رسول
الله
وقال عمرو بن مصعب "قاتل
الزبير مع رسول الله
وعلى الرغم من شرف الزبير فى قومه فقد حمل حظه من اضطهاد قريش وعذابها، وكان الذى تولى تعذيبه هو عمه، كان يلفه فى حصير، ويدخن عليه بالنار كى تزهق أنفاسه، ويناديه وهو تحت وطأة العذاب "أكفر برب محمد، أدرأ عنك العذاب" فيجيبه الزبير الذى لم يكن يوم ذاك أكثر من فتى ناشئ، غضّ العظام، يجيب عمه فى تحدّ رهيب "لا والله لا أعود لكفر أبدا". ويهاجر الزبير الى الحبشة، الهجرتين الأولى والثانية، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع رسول الله. لا تفتقده غزوة ولا معركة وما أكثر الطعنات التى تلقاها جسده واحتفظ بها بعد اندمال جراحاتها، أوسمة تحكى بطولة الزبير وأمجاده! ولنصغ لواحد من الصحابة رأى تلك الأوسمة التى تزدحم على جسده، يحدثنا عنها فيقول "صحبت الزبير بن العوّام فى بعض أسفاره ورأيت جسده، فرأيته مجذّعا بالسيوف، وان فى صدره لأمثال العيون الغائرة من الطعن والرمى، فقلت له: والله لقد شهدت بجسمك مالم أره بأحد قط. فقال لى: أما والله ما منها جراحة الا مع رسول الله وفى سبيل الله".
وفى غزوة أحد بعد
أن
انقلب جيش قريش راجعا الى مكة وندبه
الرسول هو وأبو بكر لتعقب جيش قريش ومطاردته حتى يروا أن المسلمين قوة
فلا يفكروا فى الرجوع الى المدينة واستئناف القتال وقاد أبو بكر
والزبير سبعين من المسلمين، وعلى الرغم من أنهم كانوا يتعقبون جيشا
منتصرا فان اللباقة الحربية التى استخدمها الصديق والزبير، جعلت قريشا
تظن أنها أساءت تقدير خسائر المسلمين، وجعلتها تحسب أن هذه الطليعة
القوية التى أجاد الزبير مع الصديق ابراز
قوتها؛ ما هى الا مقدمة لجيش الرسول الذى يبدو أنه قادم ليشن مطاردة
رهيبة فأغذّت
قريش سيرها، وأسرعت خطاها الى مكة. ويوم اليرموك كان الزبير جيشا وحده؛
فحين رأى أكثر المقاتلين الذين كان على رأسهم يتقهقرون
وكان
ولقد قيل فى تاريخه أنه ما ولى امارة قط، ولا جباية، ولا خراجا ولا شيئا الا الغزو فى سبيل الله". وكانت ميزته كمقاتل، تتمثل فى فى اعتماده التام على نفسه، وفى ثقته التامة بها، فلو كان يشاركه فى القتال مائة ألف، لرأيته يقاتل وحده فى لمعركة؛ وكأن مسؤولية القتال والنصر تقع على كاهله وحده. وكان فضيلته كمقاتل، تتمثل فى الثبات، وقوة الأعصاب. رأى مشهد خاله حمزة يوم أحد وقد مثّل المشركون بجثمانه القتيل فى قسوة، فوقف أمامه كالطود ضاغطا على أسنانه، وضاغطا على قبضة سيفه، لا يفكر الا فى ثأر رهيب سرعان ما جاء الوحى ينهى الرسول والمسلمين عن مجرّد التفكير فيه!
وحين طال حصار بنى
قريظة
دون أن يستسلموا أرسله الرسول
ولقد كان حظه من حب الرسول وتقديره
عظيما،
وكان الرسول
وكانت شجاعته وسخاؤه كفرسى رهان، فلقد كان يدير تجارة رابحة ناجحة، وكان ثراؤه عريضا، ولكنه أنفقه فى الاسلام حتى مات مدينا، وكان توكله على الله منطلق جوده، ومنطلق شجاعته وفدائيته حتى وهو يجود بروحه، ويوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قال له "اذا أعجزك دين، فاستعن بمولاى" وسأل عبد الله "أى مولى تعنى؟" فأجابه "الله، نعم المولى ونعم النصير". يقول عبد الله فيما بعد "فوالله ما وقعت فى كربة من دينه الا قلت: يا مولى الزبير اقضى دينه، فيقضيه". وفى يوم الجمل، كانت نهاية سيدنا الزبير ومصيره فبعد أن رأى الحق نفض يديه من القتال، وتبعه نفر من الذين كانوا يريدون للفتنة دوام الاشتعال، وطعنه القاتل الغادر وهو بين يدى ربه يصلى، وذهب القاتل الى الامام على يظن أنه يحمل اليه بشرى حين يسمعه نبأ عدوانه على الزبير، وحين يضع بين يديه سيفه الذى استلبه منه، بعد اقتراف جريمته، لكن عليّا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن، صاح آمرا بطرده قائلا "بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار" وحين أدخلوا عليه سيف الزبير، قبّله الامام وأمعن بالبكاء وهو يقول "سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله".
أهناك تحيّة نوجهها للزبير
اللهم بجاه الحبيب العدنان وآله الكرام الطيبين وأصحابه الغر الميامين أجعلنا معهم دائما أبدا، وأحشرنا فى ذمرتهم أجمعين وأكرمنا بمشايخنا وسادتنا اللهم أمين ولجميع أخواننا أمين أمين. يموت شهيدا من أحب محمدا وآلا وأصحابا فيا سعد ميت الزهراء ياسين
|
||
من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع صفحات الصحابة فى موقع الأحباب أسرة التحرير |
||
![]() |
||
|