|
الإمام على بن أبى طالب قال رسول الله : (أنا مدينة العلم وعلى بايها) الحديث. وهذه قصة خطبة للإمام على بن ابى طالب فيها 700 كلمه بدون حرف الألف. حيث جلس جماعة من صحابة رسول الله يتذاكرون فتذاكروا الحروف الهجائية، وأجمعوا على أن حرف الألف هو أكثر دخولا فى الكلام فقام الإمام على بن أبى طالب ، وارتجل هذه الخطبة الخالية من الألف وهى تتكون من 700 كلمة أو 2745 حرفا، قال الامام : حمدت وعظمت من عظمت منته، وسبغت نعمته، وسبقت غضبه رحمته، وتمت كلمته، ونفذت مشيئته, وبلغت قضيته. حمدته حمد مقر بتوحيده, ومؤمن من ربه مغفرة تنجيه, يوم يشغل عن فصيلته وبنيه. ونستعينه ونسترشده ونشهد به, ونؤمن به، ونتوكل عليه, ونشهد له تشهد مخلص موقن, وتفريد ممتن, ونوحده توحيد عبد مذعن، ليس له شريك فى ملكه, ولم يكن له ولى فى صنعه, جل عن وزير ومشير, وعون ومعين ونظير, علم فستر, ونظر فجبر, وملك فقهر, وعصى فغفر, وحكم فعدل, لم يزل ولم يزول, ليس كمثله شيئ، وهو قبل كل شيئ، وبعد كل شيئ، رب متفرد بعزته, متمكن بقوته، متقدس بعلوه, متكبر بسموه, ليس يدركه بصر, وليس يحيطه نظر, قوى منيع, رؤوف رحيم, عجز عن وصفه من يصفه, وصل به من نعمته من يعرفه, قرب فبعد, وبعد فقرب، مجيب دعوة من يدعوه, ويرزقه ويحبوه, ذو لطف خفى, وبطش قوى, ورحمته موسعه، وعقوبته موجعة, رحمته جنة عريضة مونقة, وعقوبته جحيم ممدودة موثقة. وشهدت ببعث محمد عبده ورسوله, وصفيه ونبيه وحبيبه وخليله, صلة تحظيه, وتزلفه وتعليه، وتقربه وتدنيه, بعثه فى خير عصر, وحين فترة كفر, رحمة لعبيده, ومنة لمزيده, ختم به نبوته, ووضح به حجته فوعظ ونصح, وبلغ وكدح رؤوف بكل مؤمن رحيم, رَضِىَ وَلِىَ زَكِىَ عليه رحمة وتسليم, وبركة وتكريم, من رب رؤوف رحيم, قريب مجيب. موصيكم جميع من حضر, بوصية ربكم, ومذكركم بسنة نبيكم, فعليكم برهبة تسكن قلوبكم, وخشية تذرف دموعكم وتنجيكم, قبل يوم تذهلكم وتبلدكم, يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته, وخف وزن سيئته, وليكن سؤلكم سؤل ذلة وخضوع, وشكر وخشوع, وتوبة ونزوع, وندم ورجوع، وليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه, وشبيبته قبل هرمه فكبره ومرضه, وسعته وفرغته قبل شغله، وثروته قبل فقره, وحضره قبل سفره, من قبل يكبر ويهرم ويمرض ويسقم، ويمله طبيبه، ويعرض عنه حبيبه, وينقطع عمره، ويتغير عقله. قبل قولهم هو معلول، وجسمه مكهول, وقبل وجوده فى نزع شديد, وحضور كل قريب وبعيد, وقبل شخوص بصره، وطموح نظره, ورشح جبينه, وخطف عرينه, وسكون حنينه, وحديث نفسه, وحفر رمسه، وبكى عرسه, ويتم منه ولده, وتفرق عنه عدوه وصديقه, وقسم جمعه, وذهب بصره وسمعه، ولقى ومدد, ووجه وجرد, وعرى وغسل, وجفف وسجى, وبسط له وهيئ, ونشر عليه كفنه، وشد منه ذقنه, وقبض وودع وسلم عليه, وحمل فوق سريره وصلى عليه, ونقل من دور مزخرفة وقصور مشيدة, وحجر متحدة فجعل فى طريح ملحود, ضيق موصود, بلبن منضود، مسعف بجلمود, وهيل عليه عفره, وحشى عليه مدره, وتخفق صدره, ونسى خبره, ورجع عنه وليه وصفيه ونديمه ونسيبه, وتبدل به قريبه وحبيبه, فهو حشو قبر, ورهين قفر، يسعى فى جسمه دود قبره, ويسيل صديده على صدره ونحره, يسحق تربه لحمه, وينشف دمه ويرم عظمه, حتى يوم محشره ونشره, فينشر من قبره وينفخ فى صوره, ويدعى لحشره ونشوره, فتلم بعزه قبور, وتحصل سريرة صدور, وجئ بكل صديق, وشهيد ونطيق, وقعد للفصل قدير بعبده خبير بصير, فكم من زفرة تعنيه, وحسرة تقصيه، فى موقف مهيل، ومشهد جليل، بين يدى ملك عظيم، بكل صغيرة وكبيرة عليم, حينئذ يجمعه عرفه ومصيره, قلعة عبرته غير مرحومة, وصرخته غير مسموعة, وحجته غير مقبولة, تنشر صحيفته, وتبين جريرته, حين نطر فى سور عمله, وشهدت عينه بنظره, ويده ببطشه, ورجله بخطوه, وفرجه بلمسه, وجلده بمسه, وشهد منكر ونكير, وكشف له من حيث يصير, وغلل ملكه يده, وسيق وسحب وحده, فورد جهنم بكرب وشدة, فظل يعذب فى جحيم ويسقى شربة من حميم, يشوى وجهه, ويسلخ جلده, ويضربه زبينه بمقمعة من حديد, يعود جلده بعد نضجه وهو جلد جديد, يستغيث فيعرض عنه خزنة جهنم, ويستصرخ فلم يجده ندمة, ولم ينفعه حينئذ ندمه. نعوذ برب قدير من شر كل مضير, ونطلب منه عفو من رضى عنه, ومغفرة من قبل منه, فهو ولى سؤلى ومنجح طلبتى, فمن زحزح عن تعذيب ربه, جعل فى جنة قربه خلد فى قصور مشيده, وملك حور عين وعده, وطيف عليه بكؤوس, وسكن فى جنة فردوس، وتقلب فى نعيم, وسقى من تسنيم, وشرب من عين سلسبيل قد مزج بزنجبيل, ختم بمسك، مستديم للملك, مستشعر بسرور, يشرب من خمور, فى روض مغدق, ليس يبرق, فهذه منزلة من خشى ربه, وحذر ذنبه ونفسه, قوله قول فصل, وحكمه حكم عدل قص قصص, ووعظ نص، بتنزيل من حكيم حميد, نزل به روح قدس متين, مبين من عند رب كريم, على نبى مهدى رحمة للمؤمنين, وسيد حلت عليه سفره, مكرمون برره, وعذت برب عليم حكيم قدير رحيم، من شر عدو ولعين رجيم, يتضرع متضرع كل منكم, ويبتهل مبتهلكم , ويستغفر رب كل مذنوب لى ولكم. (تمت الخطبة) ثم قرأ بعدها قوله تعالى: ﴿تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض﴾ إبراهيم جعفر - منتدى القصواء |
||
من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع هذه الروابط: http://www.al-ahbab.com/alsahaba.htm وباقى صفحات خدعوك فقالوا فى موقع الأحباب أسرة التحرير |
||
|