|
الهدهد: بضم الهاءين وإسكان الدال المهملة بينهما، طائر معروف ذو خطوط وألوان كثيرة، وكنيته أبو الأخبار وأبو ثمامة وأبو الربيع وأبو روح وأبو سجاد وأبو عباد. ويقال له الهداهد، قال الراعى: كهداهد كسر الرماة جناحه.
والجمع الهداهد بالفتح، وهو طير منتن
الريح طبعاً لأنه يبنى أفحوصه فى الزبل، وهذا عام فى جميع جنسه، ويذكر عنه أنه
يرى الماء فى باطن الأرض، كما يراه الإنسان فى باطن الزجاجة، وزعموا أنه كان
دليل سليمان على الماء، ولهذا السبب تفقده لما فقده. وكان سبب غيبة الهدهد عن
سليمان
وكان سليمان قد نزل على غير ماء،
فسأل الإنس والجن والشياطين عن الماء؟ فلم يعلموا له خبراً فتفقد الطير، ففقد
قال الزمخشري: وأما قوله: لأعذبنه، فتعذيبه بما يحتمله حاله ليعتبر به أبناء جنسه. وقيل: كان عذاب سليمان عليه السلام للطير، أن ينتف ريشه وذنبه ويلقيه فى الشمس ممعطاً، لا يمتنع من النمل ولا من هوام الأرض، وهو أظهر الأقاويل. وقيل: إنه يطلى بالقطران ويشمس، وقيل: أن يلقى للنمل تأكله، وقيل: إيداعه القفص، وقيل: التفريق بينه وبين إلفه، وقيل: إلزامه صحبة الأضداد. وعن بعضهم أنه قال: أضيق السجون صحبة الأضداد، وقيل: حبسه مع غير جنسه، وقيل: الزامه خدمة أقرانه، وقيل: تزويجه عجوزاً. فإن قلت: من أين أحل له تعذيب الهدهد؟ قلت: يجوز أن يبيح الله له ذلك، كما أباح ذبح البهائم والطيور للأكل وغيره من المنافع.
وحكى القزوينى أن الهدهد قال لسليمان جاءت سليمان يوم العرض هدهدة ... أهدت له من جـراد كان فى فيها وأنشدت بلسـان الحال قائلة ... إن الهدايا على مقدار مهديها لو كان يهدى إلى الإنسان قيمته ... لكان يهدى لك الدنيا وما فيها وللحديث بقية ... عصام |
||
﴿نحن نقص عليك أحسن القصص
بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين﴾ أول سورة
يوسف، أى الغافلين عن القصص والتاريخ. وبداية من شدة قوة معرفة سيدنا
يعقوب
وإذا بسيدنا يعقوب وللحديث بقية الجروب العام للطريقة البرهانية/الفيس بوك |
||
تعليق على أحسن القصص من أجمل الدروس ... وهناك تعليق شرعى على موضوع الرؤيا؛ فالرؤيا لا يعمل بها أحد إلا الأنبياء، وقد أكد مولانا على ذلك فالأحكام الشرعية وأحكام السير والأوراد لا تؤخذ من الرؤيا بالنسبة للمؤمن المريد العادى، وحسب الشرع فهو لا يقصص رؤياه على أحد إلا فى الضرورة القصوى وفى هذه الحالة لا يقصها إلا على الشيخ المرشد، لأن إخوة يوسف كانوا أنبياء ولكنهم حسدوه، وفى تفسير ابن عجيبة - البحر المديد لأحمد بن محمد بن المهدى بن عجيبة الحسنى الإدريسى الشاذلى الفاسى أبو العباس - يقول: ولما قال يعقوب لابنه: ﴿لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً﴾ قال: يا أبت، الأنبياء لا يكيدون، قال له: ﴿إن الشيطان للإنسان عدو مبين﴾؛ ظاهر العداوة؛ لأجل ما فعل بآدم وحواء، فلا يألوا جهداً فى تسويلهم وإثارة الحسد فيهم، حتى يحملهم على الكيد. قيل: لم يسمع كلام يوسف فى رؤياه إلا خالته - أم شمعون - فقالت لإخوته: التعب عليكم، والإقبال على يوسف. فحركهم ذلك حتى فعلوا ما فعلوا. وقيل: أخبرت بذلك ولدها شمعون، فأخبر شمعون إخوته، فخلوا بيوسف وقالوا له: إنك لم تكذب قط. فأخبرنا بما رأيت فى نومك، فأبى، فأقسموا عليه، فأخبرهم. فوقعوا فيما فعلوا به. أهـ.
قلنا: والملاحظ أن فى قصة
سيدنا يوسف
ونعود إلى الإمام ابن عجيبة للاستزادة:
﴿قال يا
بنيَّ﴾، وهو تصغير ابن صغر للشفقة أو لصغر السن، وكان ابن ثنتى عشرة
سنة، ﴿لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً﴾؛ فيحتالوا لإهلاكك
حيلة. فَهِمَ يعقوبُ عليه السلام من رؤياه أن الله يصطفيه لرسالته،
ويفوقه على إخوته، فخاف عليه حسدهم. ومن خاف من شيئ
سلط عليه. والرؤيا تختص بالنوم، والرؤية بالتاء
بالبصر. قال البيضاوى: وهى انطباع الصورة المنحدرة من أفق المتخيلة إلى
الحس المشترك، المصادفة منها إنما يكون باتصال النفس بالملكوت؛ لما
بينهما من التناسب عند فراغها من تدبير البدن أدنى فراغ. انظر تمامه
فيه. وأخرج الحاكم فى المستدرك، والطبرانى فى الأوسط، عن ابن عمر قال:
لقى عمر عليَّاً
مجموعة الإشراف |
||
|
||